نادية مراد.. فتاة تجميل تحدت الاغتصاب فنالت نوبل للسلام

الجمعة 5 أكتوبر 2018 01:10 ص

لم تكن الفتاة الإيزيدية "نادية مراد"، التي كانت تعمل في صالون تجميل، تتوقع أنها تتعرض لمأساة تحمل القبح والألم وتغتال أسرتها وبراءتها في غرف التعذيب والاستعباد. 

ولم تتوقع الفتاة كذلك، وهي من قضاء سنجار شمالي العراق، أن مأساتها ستكون سببا في فوزها بجائزة نوبل للسلام.

المعاناة التي لاقتها "نادية" (25 عاما) في سجون تنظيم "الدولة الإسلامية"، وتعرضها للسبي والاستعباد الجنسي بعد قتل عائلتها، دفعت بها إلى مساعدة النساء حول العالم، وإنهاء معاناتهم في العراق تحديدا.

وعن مأساتها تقول: "تحت حكمهم، المرأة التي تتعرض للسبي تتحول إلى غنيمة حرب، وإذا حاولت الفرار، فإنها تُحبس في غرفة منفردة، ثم يغتصبها الرجال الموجودون في المبنى، وبدوري كنتُ عُرضة للاغتصاب الجماعي".

تضيف: "استُقدمت إلى مناطق عدة، وباعني مسلحو التنظيم لأشخاص كُثُر، لكني تمكنت في النهاية من الهرب".

من هنا، تحولت الفتاة الإيزيدية إلى ناشطة بعد تمكنها من الوصول إلى ألمانيا وعلاجها؛ حيث سرعان ما ظهرت في عدة لقاءات دبلوماسية، لتصبح من أبرز الأصوات المنددة باستخدام العنف الجنسي في الحروب.

وعبر جلسة خاصة عقدت في 16 سبتمبر/أيلول 2015، روت "نادية" لمجلس الأمن الدولي قصة احتجازها لدى تنظيم "الدولة الإسلامية".

جائزتان وزواج

وخلال العام 2016، عينت "نادية" سفيرة للنوايا الحسنة لدى الأمم المتحدة، وكان اختيار إحدى ضحايا الجماعات المسلحة لهذا المنصب هو الأول من نوعه.

وفازت في أكتوبر/تشرين الأول عام 2016 بجائزة سخاروف، وهي أرقى جائزة أوروبية في مجال حقوق الإنسان.

وتولت "نادية" -التي باتت من بين الشخصيات العراقية الأكثر تأثيرا في العالم- دعم المبادرات الجديدة والدفاع عنها، والتوعية بمخاطر تهريب البشر، والنساء والفتيات واللاجئين.

وفي أغسطس/آب 2018، تزوجت من العراقي، "عابد شمدين" (وهو ناشط في الدفاع عن قضية الإيزيديين) في مدينة توتغاد بألمانيا.

وكتبت في تغريدة عبر "تويتر" تعليقا على الارتباط: "لقد جمعنا (هي وعابد) نضال شعبنا وسنكمل معا على هذا الطريق".

لكن التتويج الكبير لمسيرتها جاء، اليوم الجمعة، بإعلان فوزها بجائزة نوبل للسلام بعد ترشيحات في السنوات الماضية.

ووفق لجنة جائزة نوبل، تقرر منح جائزة نوبل للسلام 2018 لـ"دينيس مكويغي" (طبيب كونغولي)، و"نادية مراد" لجهدهما في إنهاء استخدام العنف الجنسي كوسيلة في النزاعات المسلحة.

وتعلق "نادية" على الجائزة، قائلة: "شكرا لمن دعمني، وشكرا لكل النساء حول العالم؛ فبوجودهن وتحديهن للمصاعب يمكننا أن نكون أقوى لنشر السلام في الأرض".

واعتبر الرئيس العراقي الجديد، "برهم أحمد صالح"، أن تكريم "نادية" يجسد إقرار العالم بمأساة الإيزيدين وكل ضحايا الإرهاب والتكفير في العراق، وهو تقدير لشجاعتها ومثابرتها في الدفاع عن الحقوق المغتصبة.

وتقدر جائزة 2018 بتسعة ملايين كرونة سويدية (1.01 مليون دولار).

وستسلم الجائزة خلال حفل يقام في أوسلو في 10 ديسمبر/كانون الأول المقبل، بالتزامن مع ذكرى وفاة رجل الصناعة السويدي "ألفريد نوبل" الذي أسس الجائزة في 1895.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

نوبل نادية مراد العراق الدولة الإسلامية اغتصاب

نادية مراد لترامب: تنظيم الدولة قتل عائلتي.. فسألها: وأين هم الآن؟