نيويورك تايمز: ابحثوا عن جمال خاشقجي

السبت 6 أكتوبر 2018 01:10 ص

أبرزت افتتاحية صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، الجمعة، اهتمامها بقضية اختفاء الكاتب السعودي "جمال خاشقجي" في تركيا بعد دخوله القنصلية السعودية بإسطنبول، الأربعاء الماضي.

وقالت الصحيفة الأمريكية إنه "في العمود الأول لصحيفة واشنطن بوست قبل عام، شرح خاشقجي السبب الذي دفعه هو وغيره ممن تجرؤوا على انتقاد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى الدخول في منفى اختياري".

وأوردت الصحيفة قول "خاشقجي": "نحن لا نعارض حكومتنا، بل نهتم بشدة بالمملكة العربية السعودية. إنه المنزل الوحيد الذي نعرفه أو نريده. لم نكن يوما أعداء".

وأضافت الصحيفة: "يوم الجمعة، كانت المساحة التي كان يظهر فيها عمود خاشقجي في صحيفة واشنطن بوست فارغة، مع صورته فقط، والعنوان الرئيسي (صوت مفقود)".

وأشارت الصحيفة إلى أن "خاشقجي كان يخشى الذهاب إلى هناك (القنصلية السعودية). وقبل دخوله، سلم هاتفه المحمول إلى خطيبته التركية وطلب منها المساعدة إذا لم يعاود الظهور. يصر السعوديون على أنه حصل على وثائقه وغادر، ويذهبون أبعد من ذلك ليعرضوا على الأتراك إمكانية تفتيش القنصلية".

وتابعت الصحيفة: "يقول مسؤولون أتراك إنهم لم يروه أبدا.. الاحتمال المريع هو أن كليهما على حق، وأن خاشقجي قد يكون خرج في سيارة دبلوماسية ونُقل للانضمام إلى العديد من منتقدي الأمير محمد الآخرين، الذين تم اعتقالهم دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة".

ولفتت الصحيفة إلى أن "بن سلمان منذ أن تم تعيينه وريث والده المريض في العام الماضي، وهو القوة الحقيقية وراء العرش".

وأضافت أن "بن سلمان أطلق العنان للتغييرات والخوف، لكن بقرارات غير متساوية. وعلى الرغم من الإشادة بالإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية، مثل السماح للنساء بقيادة السيارة، وتقييد الأمراء، وكبح الشرطة الدينية، إلا أنه قام أيضا بقمع أي معارضة، واحتجز العديد من النقاد وأرسل آخرين، مثل خاشقجي، إلى المنفى".

واعتبرت الصحيفة أن "هجوم بن سلمان لم يقتصر على رعاياه الناقدين، فعندما حثت كندا السلطات السعودية على إطلاق سراح شقيقة المدون المسجون الذي اعتقل للتو هذا الصيف، كان رد الأمير محمد استدعاء سفيره وتجميد العلاقات التجارية وسحب الطلاب السعوديين من كندا. وإلغاء الرحلات بين المملكة العربية السعودية وتورنتو".

وأردفت: "كان هذا هو السلوك الذي انتقده خاشقجي في مقالاته والخطابات العامة. كان يعرف بلده وكيف تسير الأمور هناك؛ فقد طُرد من وظيفة كمدير تحرير في إحدى الصحف الكبرى، وكان مستشارًا للسفيرين السعوديين في لندن وواشنطن. ومع ذلك فقد كان في عهد الأمير محمد يشعر بأنه مهدد".

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن "خاشقجي" قوله في وقت سابق: "لقد اتخذت خيارا مختلفا الآن، لقد تركت بيتي وعائلتي وعملي، لأرفع صوتي. أن تفعل خلاف ذلك فهي خيانة لأولئك الذين يقبعون في السجن".

وختمت الصحيفة بدعوة كل من يستطيع أن يرفع صوته إلى دعم "خاشقجي" وكل أصحاب الأصوات الشجاعة التي تم إسكاتها بالقوة.

  كلمات مفتاحية

جمال خاشقجي محمد بن سلمان اختفاء القنصلية السعودية تركيا

المدعي العام التركي يفتح تحقيقا رسميا في اختفاء خاشقجي