مركز حفظ النعمة القطري.. إطعام الفقير بمحاربة التبذير

السبت 6 أكتوبر 2018 08:10 ص

تحولت "حفظ النعمة" في قطر من مبادرة صغيرة لمحاربة الإسراف والتبذير وإطعام الفقير والمحتاج، إلى مركز متخصص ذو فعالية كبيرة، بعد عشرة أعوام من انطلاقها حاملةً رؤية "مجتمع قطري دون إسراف أو هدر".

لم يقتصر مفهوم حفظ النعمة على الطعام، إذ تشعبت أهداف مركز "حفظ النعمة" إلى مواد عينية أخرى من أثاث وملابس وأجهزة إلكترونية، وغيرها، بحيث يتم إصلاحها ليعاد استخدامها.

أصبحت "حفظ النعمة" أول بنك للطعام الفائض في قطر، وهو الوحيد حتى الآن.

وامتدت فكرة البنك لتشمل المحافظة على كل ما يفيض عن الحاجة بشكل سليم.

ووزع المركز، خلال موسمي العيد من العام الجاري، قرابة 60 طن مواد غذائية.

2.3 مليون مستفيد

مدير مركز "حفظ النعمة"، "علي عايض القحطاني"، قال للأناضول إن "عدد المستفيدين من المركز منذ تأسيسه بلغ نحو مليونين و300 ألف".

"القحطاني" أوضح أن المستفيدين بينهم "أسر متعففة وعمالة وافدة.. في العام الجاري استفاد 372 ألف شخص، إضافة إلى ثلاثة آلاف أسرة متعففة".

وأضاف أنه "يوجد تنسيق مع المتبرع، من خلال اتصاله على خدمة الخط الساخن في المركز، ويتم التجهيز حسب كميات الطعام (المتوفرة)، خاصة في الأعراس والولائم".

وأردف أن "المركز يضم قسمًا خاصًا بالولائم يجمع الأغذية ويغلفها، ثم يتم توزيعها على العمال في أوقات متأخرة، فعدد كبير من العمال يعملون ليلًا بسبب حرارة الجو (المرتفعة نهارًا)".

وتابع أنه "جاري العمل حاليًا على عقد اتفاقيات مع فنادق وشركات لجمع فوائض الطعام وإيصالها إلى المحتاجين".

ثلاجات ضخمة

وقال مدير "حفظ النعمة" إن "المركز يعمل على ابتكار وسائل متنوعة للحفاظ على النعم وعلى البيئة عن طريق تدوير الفائض عن الحاجة".

وأضاف "القحطاني" أن "بنك الطعام يضم قسمًا للأغذية الجافة الفائضة من محلات الأغذية والهايبر ماركت التي اقترب انتهاء صلاحيتها".

وأوضح أن من هذه المواد "الأرز والسكر والزيت واللحوم الطازجة والخضروات والتمور والحلويات والمواد التموينية، حيث يقوم المركز بتوزيعها سريعًا لتستفيد منها الأسر المتعففة".

وأفاد بـ"وجود مخازن وثلاجات ضخمة مناسبة لتخزين المواد الغذائية طبقًا لقوانين السلامة الدولية.. وفريق العمل لديه خبرة في السلامة الصحية وشهادات خبرة في هذا المجال".

أثاث خيري

وقال "القحطاني" إنه "إلى جانب فائض الطعام يوجد مستودع خاص بالأثاث ومواد أساسية أخرى، حيث يذهب فريق العمل إلى من لديه فائض من الأثاث لصالح المحتاجين".

وتابع: "عقدنا اتفاقات مع شركات عقارية، بحيث تزودنا بالأثات القديم لديها خلال فترة تجديد أثاث الشقق والفيلات، وهي كميات كبيرة تساهم في خدمة عدد كبير من الأسر المتعففة".

وزاد أنه توجد "محاولات لإقامة مزادات لبيع هذا الأثاث بأسعار زهيدة، ويكون عائده لصالح المركز وتطوير ميزانيته".

وبين أنه "يوجد معرض دائم لبيع الأثاث ومواد عينية أخرى، خاصة بالمنازل والمكاتب، تقبل عليه الأسر ذات الدخل المتوسط".

فريق متخصص

يضم المركز فريق عمل يتألف من 27 شخصًا يمكنه الاستجابة مع أي طلب لاستلام كميات طعام أو مواد غذائية، سواء كانت من عائلات أو فنادق، بحسب مدير المركز.

وأضاف "القحطاني" أن "بين فريق العمل متخصصون فقط في جمع الطعام وتوزيعه، وطباخون يعيدون تجهيز الطعام وتعبئته، ومشرفون على سلامة الأطعمة ونظافتها".

وتابع أن "عشر سيارات تجمع الأغذية، ومعظمها في عمل متواصل حتى منتصف الليل، إضافة إلى 6 سيارات نقل خاصة بمستودع الأثاث".

وأوضح أنه "يتم في البداية استقبال الأغذية عن طريق الاتصال عبر الخط الساخن، ثم فرزها وتغليفها بطريقة تراعي شروط الصحة، تمهيدا لتوزيعها".

وأفاد بأن "التوزيع يتم في أكثر من 20 منطقة داخل العاصمة تتوفر فيها عمالة وافدة، كما تتم تغطية مناطق عديدة خارج الدوحة".

وزاد بأن "متوسط عدد الوجبات التي يتم توزيعها شهريًا يبلغ 3500 وجبة".

تحديات عديدة

مركز "حفظ النعمة" يواجه تحديات عديدة، منها، بحسب مديره: "كثرة الطلب، إذ يقصده كثيرون يرغبون في التبرع بفائض من طعامهم ومتعلقاتهم الشخصية".

وأضاف "القحطاني" أنه "يجب توزيع الطعام المطبوخ بسرعة حتى يصل إلى المحتاجين وهو في حالة جيدة".

وشدد على أن "المؤسسات المختلفة يجب أن تشعر بالمسؤولية وتشارك في عملية نقل فائض الطعام والمواد الغذائية، فالمركز لا يمكنه القيام بكل الأدوار".

حملات توعية

وللمركز دور توعوي، حيث ينفذ، عبر نوافذ إعلامية، حملات تدعو إلى عدم الإسراف والاستفادة من الأطعمة المتبقية وعدم إهدارها وتوفيرها للمحتاجين بعد ذلك.

وقال "القحطاني" إن "التوعية تركز على ضرورة ترشيد الاستهلاك وتجنب الإسراف وتعزيز ثقافة العطاء ونشر روح الإنسانية بين شرائح المجتمع المختلفة".

وأضاف أن "المركز يهتم كثيرًا بالتوعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمدارس والندوات المفتوحة، ليقل هدر النعمة".

وتابع: "يحاول المركز، عبر شخصيات إعلامية معروفة، الوصول إلى أكبر عدد من المساهمين والمشاركين في المبادرة".

وتزور وفود طلابية من مختلف أنحاء قطر مركز "حفظ النعمة"، للإطلاع على التجربة والتعرف على أهمية ترشيد الاستهلاك.

حماية البيئة

ولأنشطة مركز "حفظ النعمة" أهداف بعيدة غير مباشرة، منها الحفاظ على البيئة.

وقال "القحطاني" إن "هذه المبادرة تحد من هدر الطعام والأثاث، الذي يصدر حرقه غازات سامة تهدد البيئة".

وأوضح أن "المركز، ومن خلال البيانات المتوفره لديه عن كميات الهدر في الطعام والأثاث، يمكنه المساهمة في الأبحاث الخاصة بالبيئة والغذاء".

وختم بأن "الفائض من الطعام يكلف ملايين الريالات سنويًا، بداية من الاستيراد والاستهلاك وحتى التخلص من فائض الطعام".

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

حفظ النعمة قطر مركز هدر إسراف فقير فقراء