تركيا تتجه للتصعيد وعدم التساهل في قضية اغتيال خاشقجي

الأحد 7 أكتوبر 2018 12:10 م

أظهرت التصريحات الأخيرة لمسؤولين أتراك أن أنقرة تتجه للتصعيد فيما يخص قضية اختفاء وقتل الكاتب السعودي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.

ونقلت صحيفة "القدس العربي" عن مصادر (لم تسمها) أن منظومات إعلامية تركية كبرى مقربة من الرئاسة والحزب الحاكم تلقت توجيهات جديدة خلال الساعات الماضية بتصعيد خطابها الإعلامي ضد السعودية والتركيز على ملف اختطاف أو اغتيال "خاشقجي".

ويبدو أن هذه الخطوة تأتي كمقدمة على ما يبدو لتصعيد كبير متوقع في الخطاب الرسمي التركي تجاه المملكة، وهو ما قد يترجم بالفعل في خطاب الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" اليوم الأحد.

وتُجمع الأوساط التركية على أن "أردوغان" ورغم حرصه الشديد على الحفاظ على علاقات جيدة مع السعودية إلا أنه "لن يتساهل على الإطلاق" في مسألة "خاشقجي" كونها تعتبر تجاوزا للكثير من الخطوط الحمراء بالنسبة لقناعاته الشخصية ومكانة البلاد بشكل عام.

فبدرجة أولى تعتبر العملية السعودية انتهاكا للسيادة التركية بشكل مباشر، عبر قتل مواطن على أراضيها، من خلال فريق وصل المطارات التركية بشكل رسمي، وما يحمله ذلك من "استخفاف" سعودي من رد الفعل التركي على هكذا عملية.

ويرى مراقبون أنه كان من المستحيل إبقائها طي الكتمان دون تكشف خيوطها ومعرفة الجهة المنفذة لها كونها بدأت من داخل أسوار القنصلية.

وعلى الرغم من أن المعطيات الحالية لا تثبت ضعف أو فشل أمني تركي بقدر ما هو استغلال سعودي للحصانة الدبلوماسية وأراضي قنصليتها، إلا أن العملية بشكل عام تظهر تركيا وكأنها بلد غير آمن يمكن أن تجرى فيه عمليات قتل أو خطف، وهو ما ينعكس سلبا على السياحة التي يعتمد عليها الاقتصاد التركي بشكل كبير.

لكن الأهم من السياحة أيضا، هو أن هذه العملية توقع الرئيس والحكومة التركية في حرج كبير، عبر إعطائها انطباعا أن الأمن التركي لا يستطيع حماية آلاف المعارضين العرب الذي يعيشون في تركيا وخاصة في مدينة إسطنبول.

وقد يضر بشكل كبير الصورة التي حاول "أردوغان" ترسيخها عالميا بأن بلاده ما زالت الجزيرة الآمنة للاجئين والمعارضين والفارين من الموت في محيط من البلدان التي دمرتها الحروب والخلافات السياسية والملاحقات الأمنية.

ومن المتوقع أن يتضمن خطاب "أردوغان" التأكيد على أن بلاده قادرة على حماية من يلجأ إليها، وقادرة على حماية سيادتها، والرد على أي انتهاك لها، وهو ما يعني البدء بإجراءات قانونية وسياسية تركية حادة تجاه السعودية، سوف تتصاعد تدريجيا خلال الأيام المقبلة لا سيما في حال تمكن الجهات الأمنية التركية من تقدم أدلة قطعية بخصوص قضية "خاشقجي".

المصدر | الخليج الجديد + القدس العربي

  كلمات مفتاحية

العلاقات السعودية التركية اختفاء خاشقجي القنصلية السعودية بإسطنبول السيادة التركية