كشف التليفزيون الإسرائيلي عن مكالمة هاتفية صعبة ومتوترة للغاية جرت بين الرئيس المصري "عبدالفتاح السيسي" والرئيس الفلسطيني "محمود عباس" قبل حوالي شهر، تسببت في إلغاء لقائهما في نيويورك، ودارت المكالمة حول العقوبات التي تفرضها السلطة الفلسطينية على قطاع غزة.

وكشف إلغاء اللقاء الاعتيادي بين "السيسي" و"عباس"، في نيويورك على هامش أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، عن تنامي الخلاف بين الطرفين حول ملفات المصالحة الفلسطينية والتعامل مع الأوضاع في قطاع غزة.

المفارقة أن "السيسي" الذي لم يلتق "عباس" التقى خلال الزيارة ذاتها رئيس الوزراء الإسرائيلي، "بنيامين نتنياهو".

وعادة ما كانت المقابلة المصرية الفلسطينية في نيويورك حدثا متكررا مع كل زيارة للرئيس المصري للمشاركة في الأمم المتحدة، ويعد إلغاءها هذا العام هو الأول من نوعه.

وخلال المكالمة رفض "عباس" بشدة طلب الرئيس "السيسي" بإلغاء العقوبات التي فرضها على قطاع غزة، رغم أن "السيسي" أشار إلى أن هذه العقوبات وعقوبات أخرى من قبل السلطة الفلسطينية على قطاع غزة من شأنها أن تلحق أضرارا بالأمن القومي المصري، وبشكل خاص بشبه جزيرة سيناء، على حد قول الرئيس المصري لـ"عباس".

لكن "عباس"، بحسب المصادر الفلسطينية في رام الله التي سربت فحوى المحادثة الهاتفية للتليفزيون العبري، رد على الطلب المصري، بأن من يمس بالأمن القومي المصري هو ليس أنا ولا السلطة الفلسطينية، ولا الخطوات التي اتخذتها بحق قطاع غزة، مشيرا في الوقت عينه إلى أن من يشكل خطرا على الأمن القومي المصري هو إقامة دولة "الإخوان المسلمون" في قطاع غزة، على حد تعبير "عباس".

وشددت المصادر الفلسطينية على أن الرئيس "السيسي" اختار عدم الرد على اتهامات "عباس"، وفضل السكوت، كما قالت للتليفزيون العبري.

لكن مسؤولا فلسطينيا قال لهيئة البث الإسرائيلية شبه الرسمية "كان" كما ذكرت في تقرير بثته، مساء السبت، إن "عباس" كان مشغولا جدا خلال الاجتماعات في الأمم المتحدة، ولم يسمح له جدول أعماله بالالتقاء بالرئيس المصري "السيسي"، نافيا أن يكون مرد ذلك التوتر في العلاقات بين الزعيمين، على حد تعبيره.

وشدد المسؤول الفلسطيني للتليفزيون العبري على أن العلاقات بين "السيسي" و"عباس" جيدة ولا تشوبها أي شائبة، وأن مصر كانت وما زالت وستبقى من أكثر الدول العربية دعما للقضية الفلسطينية، كما قال.

ومنذ الانقسام الفلسطيني وسيطرة "حماس" على قطاع غزة عام 2007، يفرض "عباس" عقوبات على القطاع الذي بات سكانه يعانون أوضاعا معيشية صعبة بعد 11 عاما من الحصار.