واشنطن بوست: مصير خاشقجي يعقد العلاقات الأمريكية السعودية

الاثنين 8 أكتوبر 2018 06:10 ص

أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن مصير الصحفي السعودي البارز "جمال خاشقجي"، الذي اختفى الأسبوع الماضي أثناء زيارته للقنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية، يمثل تحديا يعقد العلاقة الأمريكية – السعودية، التي جاهدت حكومتا البلدين لرعايتها.

وأوضحت الصحيفة، في تقرير نشرته الأحد، أن المسؤولين في الخارجية الأمريكية، بدءا من الوزير "مايك بومبيو"، محبطون بسبب عدم وجود رد موضوعي سعودي على الاستفسارات الأمريكية رفيعة المستوى بشأن اختفاء "خاشقجي".

وذكر التقرير أن تأكيد مقتل "خاشقجي" أو اختفائه على أيدي السعوديين، سيخلق موجة جديدة من الضغط في الكونغرس لإعادة تقييم العلاقات مع السعودية.

وفي هذا الإطار، نقلت الصحيفة عن عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي "ماركو روبيو"، أنه يجب على الولايات المتحدة والعالم المتحضر مراجعة جميع الخيارات بشأن التعامل مع السعودية إذا تأكدت الأنباء حول مقتله.

مبيعات السلاح

ونوهت "واشنطن بوست" إلى أن العديد من مشرعي الكونغرس بالحزبين (الجمهوري والديمقراطي) انتقدوا في الآونة الأخيرة الممارسات السعودية في حرب اليمن، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس "دونالد ترامب" أثنتهم، في سبتمبر/أيلول الماضي، عن وقف المبيعات العسكرية إلى المملكة التي تعد أكبر مشتر لمعدات الدفاع الأمريكية في العالم.

ويمثل هذا الملف، إلى جانب موقف السعودية من التنسيق لتأسيس تحالف استراتيجي بالشرق الأوسط ضد إيران، بمشاركة إسرائيلية، مظهرين للتأثير المباشر لقضية "خاشقجي" على العلاقات بين البلدين، حيث يبدو أن السعوديين يرغبون في مغازلة "ترامب" لهم، والتي بدأت بشكل جدي خلال رحلته الرئاسية الأولى إلى الخارج (الرياض – مايو/أيار 2017) حيث أشاد بالعاهل السعودي "سلمان" كملك حكيم ومفيد لشعبه، ووصفه بأنه زعيم للعالم الإسلامي وأقرب حليف لأمريكا.

وتميزت زيارة "ترامب" بتغير في السياسة الخارجية الأمريكية، حيث بدأت إدارته في الموازنة بين مصلحة شراء الأسلحة الأمريكية والسعي لتحقيق مصالح الولايات المتحدة السياسة.

ومنذ ذلك الحين، نادرا ما التقى "ترامب" زعيما من الشرق الأوسط دون أن يتحدث علانية عن مبيعات الولايات المتحدة لـ"الكثير من المعدات العسكرية الجميلة".

وتمثل المشتريات السعودية، في هذا الصدد، قمة الهدف الأمريكي، بقيمة 110 مليارات دولار تعهد مسؤولو المملكة بها خلال زيارة "ترامب" للرياض.

ناتو الشرق

أمال الملف الثاني الذي سيؤثر فيه مصير "خاشقجي" بشكل مباشر، يتمثل في تأجيل القمة، التي كانت مزمعة في منتجع كامب ديفيد (ولاية ميريلاند الأمريكية) في يناير/كانون الثاني الماضي، مرارا، بسبب تشكك بعض أعضاء الحلف الاستراتيجي المفترض في غرضه، والخلافات الضاربة بالعلاقات فيما بينهم.

وفي هذا السياق، نقلت "واشنطن بوست" عن الجنرال المتقاعد، والخبير بجمعية دراسات الشرق الأوسط "أنتوني زيني"، قوله إن فكرة التحالف تلقى قبولا من دول المنطقة بشكل عام، فبعض مسؤوليها مستعد للتوقيع عليها فورا، بينما لا يزال آخرون لديهم الكثير من الأسئلة، لكن لم يرفضها أحد بشكل صريح.

وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة "ترامب" تريد أن يكون تأسيس التحالف وسيلة لحل النزاع مع قطر، لكن المسؤولين بالسعودية والإمارات يعارضون ذلك بشدة.

وإزاء ذلك، يسود شعور بالقلق في قطر من التحرك السعودي والإماراتي لتأسيس التحالف، بينما يسود ذات الشعور لدى الدول العربية من استغلال إدارة "ترامب" له لترسيخ اتفاق سلام مع (إسرائيل) ضد مصالح الفلسطينيين.

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن ثبوت المسؤولية السعودية عن اختفاء "خاشقجي" واتجاه الكونغرس لمعاقبة الرياض يعني تعقيد الجهود المبذولة لإخراج التحالف إلى النور.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

جمال خاشقجي أمريكا السعودية محمد بن سلمان الناتو إيران إسرائيل مارك بومبيو ماركو روبيو