الذكرى الأولى لصعود الفراعنة المونديالي.. فرحة أفسدتها المصالح الشخصية 

الاثنين 8 أكتوبر 2018 04:10 ص

تستعيد جماهير كرة القدم المصري، الإثنين، الذكرى السنوية الأولى لتأهل منتخب بلادهم إلى نهائيات كأس العالم "روسيا 2018"، بمشاعر متضاربة، بسبب النتائج السيئة التي أفسدت الفرحة بالعودة إلى العرس الكبير لأول مرة بعد غياب 28 عاماً.

ويوافق اليوم 8 أكتوبر/تشرين الأول، ذكر فوز المنتخب المصري على نظيره الكونغولي، بهدفين مقابل هدف، في المباراة التي جمعتهما ضمن منافسات الجولة الخامسة وقبل الأخيرة من التصفيات الأفريقية المؤهلة إلى المونديال.

فعلى ملعب "برج العرب" بمدينة الإسكندرية، ووسط مدرجات ممتلئة عن أخرها بحضور جماهيري تجاوز 85 ألف مشجع، دخل منتخب الفراعنة المواجهة للفوز ولا شيء غيره، لتجنب سيناريو درامي حزين، ولحسم بطاقة التأهل.

وقد لعبت نتائج باقي منتخبات المجموعة لصالحه، فعقب خسارته الجولة الثالثة أمام أوغندا في كمبالا، عوضها بالفوز على نفس المنتخب في مصر، بينما ساق القدر منتخب غانا المرشح الأبرز للتأهل لأن يتعادل على أرضه مع الكونغو، قبل أن يفوز عليه في مباراة الإياب ليصبح لديه 5 نقاط فقط مقابل 9 للمصريين، وكان معنى ذلك أن عدم الفوز على الكونغو، مع فوز غانا على أوغندا كان سيمنح النجوم السوداء النقطة الثامنة ليصبحوا اقل من الفراعنة بنقط وحيدة وبالتالي تكون مباراة الجولة الأخيرة في كوماسي الغانية بمثابة مهمة شدبدة الصعوبة.

وخلال المباراة، حبس المنتخب المصري أنفاس جماهيره لمدة 63 دقيقة، حتى جاء هدف التقدم بعد شوط أول سلبي، وكالعادة جاء الهدف عن طريق المتألق "محمد صلاح"، من تمريرة جعلته في موقف انفراد ليضع الكرة برشاقة من فوق الحارس لحظة خروجه.

ومرت الدقائق بطيئة على المصريين، حتى جاء هدف التعادل لمنتخب الكونغو كالصاعقة عليهم في الدقيقة 87 من تسديدة قريبة المدى، لتتحرك الدقائق كالبرق.

وعند الدقيقة 90+5، جاء الخبر السار باحتساب ركلة جزاء لصالح الفراعنة، بعدما تم عرقلة "محمود حسن تريزيجيه"، وبأعصاب فولاذية نجح "محمد صلاح"، في تنفيذها بنجاح، لتنطلق أفراح المصريين بعودتهم للظهور المونديال للمرة الثالثة بعد عامي 1934 و1990.

وبعدما هدأت أجواء الفرحة بين الجماهير المصرية، تزايد الجدل حول مستقبل المدير الفني الأرجنتيني "هيكتور كوبر"، الذي طالب البعض برحيله بسبب الأداء السئ الذي يقدمه الفراعنة والطريقة الدفاعية المبالغ فيها التي يعتمد عليها، إلا أن آخرين، وعلى رأسهم رئيس الاتحاد المصري، "هاني أبوريدة"، طالبوا ببقائه، احتراماً للانجاز الذي حققه.

وجاءت قرعة كأس العالم 2018، رحيمة بالفراعنة إلى حد كبير، حيث وضعته ضمن المجموعة الأولى إلى جانب أوروغواي، روسيا والسعودية.

وبات المنتخب المصري مرشح من قبل الكثيرين لتجاوز الدور الأول برفقة أوروغواي، في ظل ما يمتلك من لاعبين مميزين، على رأسهم نجم نادي ليفربول، "محمد صلاح"، المتوج بجوائز الأفضل في إنجلترا وأفريقيا والعرب، وأحد أفضل ثلاثة لاعبين في أوروبا والعالم، بجانب ضعف مستوى روسيا والسعودية، وفقاً لنتائج مبارياتهم الودية قبل البطولة.

وفي الوقت الذي كانت فيه الجماهير المصرية تمني نفسها بتقديم أداء مشرف، خسر الفراعنة مباراتهم الأولى أمام أوروغواي، بهدف قاتل في الثواني الأخيرة من عمر المباراة، ومنت الجماهير المصرية نفسها بتحسن الأداء والنتائج في المباراتين الثانية والثالثة، إلا أن المفاجأة كانت الخسارة أمام روسيا، بثلاثة أهداف مقابل هدف، وأمام السعودية، بهدفين مقابل هدف، بجانب تقديم أداء ضعيف جدا.

وودع المنتخب المصري المونديال مبكراً دون الفوز في أي مباراة، أو حتى التعادل، ما جعله يحتل المركز الـ31 وقبل الأخير، متفوقاً بفارق الأهداف عن منتخب بنما صاحب المركز الـ32.

وسارع أعضاء الاتحاد المصري، لتحميل المدرب الأرجنتيني "كوبر"، المسؤولية كاملة مع الاستغناء عن خدماته وعدم التجديد معه، إلا أن ذلك لم يجنبهم الانتقادات خاصة بعدما فتح "محمد صلاح" عليهم النار متهمهم بغياب الاحترافية خلال المعسكرات وتغليب المصالح الشخصية والمادية على مصلحة المنتخب.

وانتقد "صلاح" سوء تنظيم معسكر الفراعنة قبل وأثناء المونديال، بسبب حالة الهرج والمرج التي شهدها مقر الإقامة من وجود فنانين وإعلاميين وأصدقاء لأعضاء اتحاد الكرة، وتواجدهم في غرف اللاعبين لساعات متأخرة، كما رفض نجم ليفربول محاولة استغلال اسمه وصوره دون موافقته في حملات دعائية.

 

  كلمات مفتاحية

الفراعنة منتخب مصر مونديال روسيا محمد صلاح