تسبب الغموض المحيط بمصير الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" الذي اختفى عقب دخوله قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية، في إحداث ضجة دولية كبيرة في العديد من الدول والعواصم التي أبدت قلقها على مصير "خاشقجي" وطالبت بالكشف عن مصيره.

وعبرت وزارة الخارجية البريطانية عن قلقها، الإثنين، حيال مصير "خاشقجي"، قائلة في بيان لها: "نحاول معرفة ما جرى مع خاشقجي منذ دخوله القنصلية السعودية"، مضيفة: "نحن على علم بأحدث التقارير المتعلقة بمصيره".

وجاء الموقف البريطاني تزامنا مع إعلان وزارة الخارجية الأمريكية أنها تتابع مجريات قضية "خاشقجي" عن كثب، لكن رغم ذلك لا يمكنها تأكيد المصير الذي آل إليه الصحفي السعودي الذي كان يكتب بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وعلى المنوال ذاته، أعلنت الخارجية الفرنسية، أن باريس تتابع بانتباه شديد قضية "خاشقجي"، كما أعربت وزارة الخارجية الكندية عن قلقها من الأنباء الواردة عن مقتل الصحفي السعودي.

وقالت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية "آنييس فان دور مول"، في بيان رسمي، إن "فرنسا قلقة بعد اختفاء خاشقجي، وهو شخصية سعودية معروفة ومقدرة"، مضيفة: "نأمل أن يتم توضيح الوضع بأسرع وقت ممكن".

كما أعربت الحكومة الألمانية عن قلقها بشأن مصير الصحفي السعودي.

وأكدت برلين أنها لا تريد المشاركة في التكهنات والمضاربات الحالية بشأن مصير "خاشقجي"، لكنها دعت إلى الكشف عن ملابسات الحادث في أقرب وقت ممكن.

ومن جانبه، قال "آدم أوستن"، المتحدث باسم وزيرة الخارجية الكندية "كريستيا فريلاند" في بريد إلكتروني أرسله للصحفيين: "نحن على علم بهذه المزاعم المقلقة.. المسؤولون الكنديون يعملون بنشاط للحصول على مزيد من المعلومات".

منظمات وهيئات دولية

ومن جانبها، عبرت منظمات وهيئات دولية عن إدانتها للأنباء المتواترة حول مصير "خاشقجي".

وفي هذا الصدد، قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية: "مثل باقي أعضاء المجتمع الدولي، طلبنا وننتظر توضيحات من السلطات السعودية حول مصير السيد خاشقجي".

وكتبت منظمة "مراسلون بلا حدود" على "تويتر" أنه في حال تأكدت المعلومات عن مقتل "خاشقجي": "فسيشكل ذلك هجوما مروعا ومؤسفا تماما وغير مقبول إطلاقا على حرية الصحافة".

وكتب الأمين العام للمنظمة "كريستوف دولوار"، الأحد على "تويتر": "ستكون جريمة دولة من زمن ولى".

ودعا ممثل منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لحرية وسائل الإعلام "هارلم ديزير" عبر "تويتر" السلطات التركية إلى كشف تفاصيل هذه القضية.

واعتبر "ديزير" أن "المسؤولين عن هذه الجريمة الفظيعة يجب أن يواجهوا القضاء".

وفى وقت سابق، وجهت كل من منظمة "هيومن رايتس ووتش"، ومنظمة العفو الدولية تحذيرا للرياض، مؤكدتين أنه إذا كان "خاشقجي" موقوفا لدى السلطات السعودية فإن ذلك سيشكل حالة "اختفاء قسري".

واختفى "خاشقجي" لدى مراجعته القنصلية السعودية في إسطنبول، في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لاستخراج أوراق رسمية تخصه.

وبعد اختفائه بيومين، قالت مصادر بالأمن التركي لوكالة أنباء "رويترز" إن "خاشقجي" قُتل داخل القنصلية بشكل مدبر.