المونيتور: حرب اليمن سبب انتقام بن سلمان من خاشقجي

الثلاثاء 9 أكتوبر 2018 07:10 ص

رجح موقع المونيتور الأمريكي أن يكون موقف الصحفي السعودي البارز "جمال خاشقجي" من حرب بلاده في اليمن هو السبب وراء انتقام ولي عهد المملكة، الأمير "محمد بن سلمان" منه.

وذكر الباحث في معهد بروكينغز والمحلل السابق في وكالة الاستخبارات الأمريكية "CIA" "بروس ريدل"، في تقرير نشره بالموقع، أن انتقادات "خاشقجي" للحملة العسكرية التي شنها ولي العهد السعودي في اليمن بلغت حد التأكيد على أن السعودية لم تعد تختلف من الناحية الأخلاقية عن الديكتاتور السوري "بشار الأسد" والإيرانيين، وهو محتوى مقاله الأخير الذي نشره بصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

واقتبس "ريدل" مقتطفات من المقال الذي دعا فيه "خاشقجي" الرياض إلى وقف فوري لإطلاق النار في اليمن والقبول بهدنة شاملة، وعقد مؤتمر سلام في الطائف (التي كانت محلا لوساطات سلام سعودية سابقة)، والعمل مع الحوثيين، والانفصاليين الجنوبيين، وحكومة "هادي"، وكل القوى السياسية اليمنية على التوصل إلى حل سياسي.

واعتبر "خاشقجي" أن كرامة السعودية ودورها كقيادة للعالم الإسلامي باتت على المحك؛ لأن الحرب المستمرة في اليمن منذ أكثر من 3 أعوام شوهت سمعة المملكة.

محتوى صادم

يرى "ريدل" أن محتوى المقال كان واضحا في تحميل ولي العهد السعودي المسؤولية الكاملة عن الحرب، ويعكس مضمون الاتهام الذي سبق أن وجهه الأخ غير الشقيق للملك السعودي، الأمير "أحمد بن عبدالعزيز" بأن قيادة المملكة الحالية هي المسؤولة عن نتائج الحرب وليس مجمل "آل سعود".

ولذا فإن محتوى المقال كان مقلقا لـ"محمد بن سلمان" من زاويتين، الأولى هي حساسيته المفرطة تجاه النقد عموما، ونقد الحرب في اليمن خصوصا، بعد أن تحولت الساحة هناك إلى أكبر كارثة إنسانية في العالم، وأسفرت عن إضعاف السعودية وتقوية إيران، وهو ما بدا جليا من اضطرار "خاشقجي" للخروج من بلاده إلى الولايات المتحدة، بعد أن طلبت منه السلطات السعودية التوقف عن نقد ولي العهد.

أما الزاوية الثانية فهي تواتر الأدلة لدى "بن سلمان" على انقسامات البيت السعودي بسبب قراراته، ورغم أن الملك "سلمان" يوفر الحماية لنجله، لكن ترشيحه لولاية العهد من خارج أبناء الملك المؤسس "عبدالعزيز آل سعود" لأول مرة جعل شرعيته محل تساؤل داخل الأسرة الملكية، بحسب المحلل الأمريكي.

وأشار "ريدل"، في هذا السياق، إلى أن ولي العهد السعودي كان وراء الاحتجاز الجماعي لأمراء ورجال أعمال في فندق "ريتز كارلتون" بالعاصمة (الرياض) العام الماضي، بزعم مكافحة الفساد، وبعضهم لا يزال محتجزا إلى اليوم، فيما لا يزال ولي العهد السعودي السابق، الأمير "محمد بن نايف" تحت الإقامة الجبرية.

دموع التماسيح

ومن هنا أكد "ريدل" أن اختفاء "خاشقجي" في القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية، الأسبوع الماضي، يأتي في سياق نمط متعارف عليه تاريخيا لإسكات المعارضين السعوديين، مشيرا إلى أن "دموع التماسيح لولي العهد السعودي وبقية المسؤولين السعوديين هي محاولة للخداع والمراوغة"، حسب تعبيره.

ودخل "خاشقجي" القنصلية السعودية في إسطنبول يوم الثلاثاء الماضي للحصول على وثائق من أجل زواجه المقبل.

ويقول مسؤولون سعوديون إنه غادر القنصلية بعد فترة وجيزة، لكن خطيبته التي كانت تنتظره في الخارج قالت إنه لم يخرج قط.

 وأبلغ مصدران تركيان "رويترز" أن السلطات التركية تعتقد أن "خاشقجي" قُتل داخل القنصلية، وهو ما يتوافق مع ما قاله "ياسين أقطاي" مستشار الرئيس التركي، وأحد أصدقاء الصحفي السعودي.

  كلمات مفتاحية

جمال خاشقجي محمد بن سلمان أحمد بن عبدالعزيز بروكينغز اليمن الحوثيين الطائف السعودية بشار الأسد تركي الفيصل ريتز كارلتون محمد بن نايف