واشنطن بوست: تركيا تمتلك أدلة حاسمة في قضية خاشقجي

الثلاثاء 9 أكتوبر 2018 11:10 ص

قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في افتتاحيتها إن اختفاء الكاتب السعودي البارز "جمال خاشقجي" لا يزال لغزا، رغم مرور أسبوع عليه، ولكن على عكس العديد من الألغاز، فإن هذا يمكن حله بسهولة.

فقد دخل الصحفي السعودي وكاتب العمود في "واشنطن بوست" إلى القنصلية السعودية في إسطنبول في حوالي الساعة الواحدة والنصف بعد الظهر الثلاثاء الماضي (2 أكتوبر/تشرين الأول)، ولم يتم رؤيته أو سماعه منذ ذلك الحين، وتقول مصادر الحكومة التركية إنه قُتل داخل القنصلية، ويصف المسؤولون السعوديون هذا الادعاء بأنه "لا أساس له وسخيف"، ويؤكدون أن "خاشقجي" غادر القنصلية بعد وقت قصير من وصوله.

وتقول الصحيفة إنه إذا كان أي من الروايتين صحيحا، فيجب أن تكون هناك أدلة ملموسة على ذلك مثل مقاطع الفيديو وسجلات السفر وغيرها من المستندات لدعمها، يجب الإفراج عن مثل هذه الأدلة على الفور، ولا يؤدي أي تأخير إلا إلى تضخيم معاناة أسرة "خاشقجي"، بما في ذلك خطيبته التي انتظرته دون جدوى خارج القنصلية، وهو يضاعف جريمة المسؤولين عن اختفائه، الذين لن ينجحوا في صرف الأسئلة عبر المماطلة.

وتؤكد الصحيفة أن كاميرات المراقبة الأمنية تراقب الشوارع المحيطة بالقنصلية السعودية، ورغم أن الأمير "خالد بن سلمان"، سفير المملكة لدى واشنطن أن كاميرات القنصلية لم تكن تسجل؛ فإن صور الكاميرات التركية لا بد أن تكون متوفرة.

ونوهت الصحيفة إلى إعلان مصادر تركية أن هناك صورا لـ"خاشقجي" وهو يغادر القنصلية في زيارة سابقة في 28 سبتمبر/أيلول، لكن تلك الكاميرات لم ترصد أي صور لمغادرته يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول، وسيكون التأكيد الرسمي لتلك النتيجة من السلطات التركية إثباتا لصحة رواية خطيبة "خاشقجي"، "خديجة جنغيز"، التي تقول إنها انتظرته خارج القنصلية حتى بعد منتصف الليل ولكنها لم تره أبدا، وهذا من شأنه أن يشير بقوة إلى أن الرواية السعودية غير صحيحة.

ونشر المسؤولون الأتراك معلومات تفيد بأن 15 مواطنا سعوديا وصلوا إلى إسطنبول في يوم اختفاء "خاشقجي" وكانوا داخل القنصلية عندما اختفى "خاشقجي"، وقالت وكالة الأنباء التركية إن المجموعة وصلت متن على طائرتين تابعتين لشركة مقرها الرياض وإنهما هبطتا في مطار أتاتورك.

وإذا كان هذا صحيحا، فيجب أن تكون هناك سجلات هبوط للطائرات، وربما بيانات للمسافرين وسجلات لجوازات السفر، بالإضافة إلى المزيد من مقاطع الفيديو من المطار والقنصلية، ومن شأن الإفراج عن هذه الأدلة أن يكذب ادعاءات السعودية بعدم زيارة أي وفد من هذا القبيل.

وزار "خاشقجي" القنصلية للحصول على الأوراق التي تصادق على طلاقه من زوجته السابقة قبل أيام من زيارته التي اختفى خلالها، وإذا كان المسؤولون القنصليون الذين أخبروه أن يعود في 2 أكتوبر/تشرين الأول من أجل إكمال ذلك العمل، قد زودوه بالوثيقة التي طلبها، فيجب أن يكون لديهم سجلات تثبت ذلك، لكنهم لم يكشفوا عنها، وبدلا من ذلك، قدموا عرضا لبعض الصحفيين المحليين للقيام بجولة في القنصلية، من أجل إظهار أن "خاشقجي" لم يكن موجودا هناك.

وتقول "واشنطن بوست" إن تلك الجولة التي قاموا بها لم تفعل شيئا لدحض رواية مروعة قدمتها مصادر تركية رسمية بأن جثة "خاشقجي" قد قُطّعت وأُخرجت من المبنى.

وتطالب الصحيفة حكومة الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" بإظهار أي أدلة تمتلكها على مثل هذه الجريمة المروعة للعائلة والأطراف المعنية الأخرى على الفور.

وترى الصحيفة أن إقامة "خاشقجي" بالولايات المتحدة تفرض على إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" واجبا بطلب الإجابات والأدلة ذات الصلة من كل من السعودية وتركيا.

وتختتم الصحيفة بالقول إنه إذا ثبت اغتيال "خاشقجي" داخل القنصلية، فإنه سيسلط الضوء على الصورة الحقيقية للنظام السعودي وحاكمه الفعلي، ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، بطريقة تتطلب إعادة تقييم شامل للعلاقات السعودية الأمريكية.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

اختفاء خاشقجي تركيا السعودية محمد بن سلمان