عادت تغريدة قديمة للمستشار بالديوان الملكي السعودي "سعود القحطاني" إلى الواجهة مجددا، بالتزامن مع تصاعد أحداث أزمة اختفاء الكاتب والإعلامي السعودي "جمال خاشقجي"، ثم الحديث عن مقتله داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.
وتداول ناشطون التغريدة، التي كان يهدد فيها "القحطاني"، المعارض السعودي البارز "سعد الفقيه"، عندما كان الأخير ينتقد ما وصفه بسوء تدبير النظام السعودي ومراهقة ولي العهد "محمد بن سلمان"، والذي أسهم في زيادى قوة الحوثيين في اليمن وتواجدهم عسكريا بشكل ملموس على الحدود السعودية، فرد عليه "القحطاني" قائلا: "تخسى (اخسأ).. وملف الاغتيال تم فتحه من جديد.. ترقب".
تغريدة "القحطاني"، والتي جاءت بتاريخ 17 أغسطس/آب 2017، أعيد تداولها على نطاق واسع، واعتبرت دليلا لا يقبل الشك بأن النظام السعودي قرر إعادة فتح ملف اغتيال المعارضين له خارج المملكة، بشهادة أحد أبرز المستشارين بالديوان الملكي وأقرب المقربين لولي العهد "محمد بن سلمان".
ويعد "سعد الفقيه" من أبرز معارضي النظام السعودي، ويقيم في بريطانيا.
وقال ناشطون إن تغريدة "القحطاني" القديمة تمثل اعترافا واضحا بأن الدولة السعودية أعادت منهج الاغتيالات السياسية للمعارضين، وأن تلك التغريدة يمكن التعويل عليها كقرينة مهمة في أزمة اختفاء الكاتب والإعلامي "جمال خاشقجي"، والتي أخذت بعدا عالميا كبيرا الآن.
وأكد ناشط يدغى "العتيبي" أن تصريحات "القحطاني" تشير بوضوح إلى أن "جمال خاشقجي" تم اغتياله بموجب هذا الملف الذي أعيد فتحه، وتم التنفيذ داخل القنصلية السعودية بإسطنبول.
وتساءلت "ناردين" عن عدد القتلى حتى الآن الذين تمت تصفيتهم ضمن هذا الملف، دون أن يعرف أحد عنهم شيئا.
وحاول مغردون سعوديون مؤيدون لـ"بن سلمان" تبرير تغريدة "القحطاني" المثيرة للجدل، قائلين إنه كان يقصد بملف الاغتيال، محاولة اغتيال الملك السعودي الراحل "عبدالله"، وتآمر الزعيم الليبي الراحل "القذافي"، وأمير قطر السابق "حمد بن خليفة" وآخرين، منهم "سعد الفقيه"، على حد زعمهم.
لكن تلك التغريدات قوبلت بموجة سخرية واسعة.
يذكر أن كرة الثلج الخاصة بأزمة اختفاء "خاشقجي" تضخمت بشكل كبير، خلال الساعات الماضية، بدخول كل من الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" ونائبه "مايك بنس"، ووزير خارجيه "مايك بومبيو" وقيادات بالكونغرس الأمريكي، علاوة على الاتحاد الأوروبي على خط الأزمة، بإعلان انزعاجهم من الأمر، ومطالبة السعوديين بفك غموض ما حدث.
وطالب الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" القنصلية السعودية بإسطنبول بتقديم ما يثبت أن "خاشقجي" غادر مقرها، بعد دخوله، ظهر 2 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قائلا إن "البينة على من ادعى".
وتجري السلطات التركية تحقيقا رسميا في القضية، وستوفد محققين لتفتيش مقر القنصلية السعودية في إسطنبول.
وتعتقد أنقرة أن الصحفي السعودي قتل على أيدي فريق أتى خصيصا لإسطنبول وغادر في اليوم نفسه، في حين أفادت مصادر تركية أن من دخلوا القنصلية أثناء وجود "خاشقجي" بها هم من الأمن السعودي.