واشنطن بوست: ترامب مسؤول عن إطلاق يد بن سلمان الغاشمة

الأربعاء 10 أكتوبر 2018 09:10 ص

حملت صحيفة "واشنطن بوست" في افتتاحيتها اليوم، الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" المسؤولية عن الأفعال الغاشمة لولي العهد السعودي.

وقالت الصحيفة إنه قبل عامين لم يكن من الممكن تصور أن يتم الاشتباه في حكام المملكة العربية السعودية، الحليف الوثيق للولايات المتحدة، في اختطاف أو قتل أحد المعارضين الذين يعيشون في واشنطن، والذي يكتب بصورة منتظمة لصحيفة "واشنطن بوست"، أو أنهم سوف يجرؤون على إجراء مثل هذه العملية خاصة في بلد مثل تركيا، وهي حليف آخر للولايات المتحدة وعضو في "الناتو".

وقالت الصحيفة إن هذا التوجه الجديد يعزى جزئيا إلى صعود ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان"، وهو وريث عرش المملكة، البالغ من العمر 33 عاما، وحاكمها بأمر الواقع، الذي أثبت أنه متهور أكثر من كونه طموحا، لكنه يعكس أيضا تأثير الرئيس "ترامب"، الذي شجع ولي العهد على الاعتقاد أنه حتى أكثر مشاريعه الجانحة عن القانون والأعراف الدولية سوف تحظى بدعم الولايات المتحدة.

وقد نأت إدارة "أوباما" بنفسها عن القيادة السعودية، بسبب معارضتها للاتفاق النووي مع إيران، وبسبب التدخل السعودي المضلل في اليمن، والذي أدى إلى مقتل الآلاف من المدنيين في غارات القصف العشوائي.

ولكن بعد توليه منصبه مباشرة، تحرك "ترامب" بشكل درامي لاستعادة العلاقات، وقد جعل الرياض، بدلا من أوتاوا أو مكسيكو سيتي، الوجهة الأولى لأول زيارة خارجية له، وسرعان ما استسلم لعروض من الولاء ووعود بشراء الأسلحة الضخمة من قبل مضيفيه.

وقالت الصحيفة إنه، وعلى عكس الرؤساء السابقين، لم يثر "ترامب" قضايا حقوق الإنسان مع القادة السعوديين، على الرغم من أن ولي العهد سجن المئات من الناشطين الليبراليين، بما في ذلك النساء اللواتي دافعن عن الحق في القيادة.

وعندما تم اعتقال العشرات من رجال الأعمال وأفراد العائلة المالكة أواخر عام 2017 كان "ترامب" سعيدا بذلك، وقال في تغريدة: "لدي ثقة كبيرة في الملك سلمان وولي العهد السعودي، وأنهم يعرفون بالضبط ما يفعلونه".

وعندما زار ولي العهد واشنطن في مارس/آذار من العام الماضي، استقبله "ترامب" في البيت الأبيض، ومرة أخرى لم يشر إلى حقوق الإنسان، وقال: "ربما تكون العلاقة أقوى من أي وقت مضى، نحن نتفهم بعضنا بعضا".

وكان الرئيس يتفاخر بمئات المليارات من مشتريات الأسلحة التي قال إن السعوديين وعدوا بها، قائلا: "إن المملكة العربية السعودية دولة غنية جدا، وسوف تمنح الولايات المتحدة بعض هذه الثروة".

وتنتقد الصحيفة دعم الإدارة الأمريكية للحرب السعودية في اليمن، وبعد أن قتلت غارة جوية العشرات من الأطفال في أغسطس/آب، شهدت الإدارة بأن النظام السعودي كان يتخذ خطوات لتجنب الخسائر في صفوف المدنيين رغم أن جميع الأدلة كانت تشير إلى عكس ذلك.

وتقول "واشنطن بوست" إن هذا السجل من الدعم ربما شجع ولي العهد على الاعتقاد بأنه يستطيع اتخاذ إجراءات جذرية لإسكات أحد أبرز منتقديه دون الإضرار بعلاقاته مع واشنطن، وأن رد الإدارة الضعيف حتى الآن يصب في صالح المنطق ذاته.

ولم تعلق الإدارة الأمريكية على اختفاء "خاشقجي" إلا يوم الإثنين الماضي، أي بعد 6 أيام من اختفاء السيد "خاشقجي"، حين تحدث "ترامب" ووزير الخارجية "مايك بومبيو"، وحتى في حديثهم لم يتعرضوا للمملكة وقادتها بأي نقد.

وكان لدى البعض في الكونغرس المزيد ليقولوه، فقد حذر أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريون، مثل "بوب كوركر"، و"ماركو روبيو"، و"ليندسي غراهام"، والديمقراطيون، بما في ذلك "تيم كين"، و"ديان فاينشتاين"، و"كريس ميرفي"، من عواقب اغتيال الصحفي.

وقال "ميرفي"، "إنه إذا كان الادعاء التركي بالقتل صحيحا، يجب أن يمثل ذلك تغييرا جوهريا في علاقتنا مع المملكة العربية السعودية".

وعقبت الصحيفة بالقول: "وهذا هو الرد الصحيح الذي يجب أن يكون".

طالع هنا التغطية الخاصة على مدار الساعة لتطورات قضية مقتل "جمال خاشقجي"..

المصدر | واشنطن بوست

  كلمات مفتاحية

مقتل خاشقجي القنصلية السعودية العلاقات الأمريكية السعودية ترامب