كشف مصدر مطلع لـ"الخليج الجديد" تفاصيل حصرية عن تورط القنصل السعودي بإسطنبول "محمد العتيبي" شخصيا؛ بتنفيذ اغتيال الصحفي السعودي الشهير "جمال خاشقجي"، داخل سفارة بلاده، في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وقال المصدر إن "خاشقجي" قبل ذهابه للقنصلية بإسطنبول، اتصل بموظف قنصلي، يدعى (سلطان)، واستفسر منه عن مدي جاهزية ورقة الطلاق -التي كان يريد الحصول عليها للزواج من تركية-، فطلب منه الموظف الانتظار، ثم أخبره لاحقا أنها جاهزة وعليه استلامها في تمام الساعة الواحدة.
ووفق المصدر، فإن الموظف يبدو قد طلب من "خاشقجي" الانتظار لمراجعة المسؤولين أولا، وتحديد الموعد بدقة، ومن ثم أخبر الصحفي السعودي بالموعد المحدد لتنفيذ الجريمة.
وكان "خاشقجي" قد ذهب قبل أسبوع من اختفائه للحصول على تلك الورقة لكن الموظفين المختصين، أخبروه أنه لم يتم تجهزيها بعد، وأن عليه الحضور في اليوم الذي تمت فيه جريمة اغتياله.
وفي غضون ذلك، وفقا للمصدر، أبلغ القنصل السعودي الموظفين الأتراك أن هناك اجتماعا دبلوماسيا داخل القنصلية، ولن يسمح لهم بحضوره.
وتابع المصدر أن "القنصل السعودي منح الموظفين الأتراك إجازة باقي اليوم من بعد فترة الراحة التي تبدأ في تمام الساعة 12 ونصف.. وانصرفوا جميعا قبل وصول خاشقجي بقليل".
وأوضح المصدر أن "العتيبي" استقبل "خاشقجي" بنفسه في غرفته بالقنصلية، مؤكدا أنه بعد مرور بعض الوقت، دخلت فرقة الاغتيال، واقتادت "خاشقجي" عنوة إلى مكان آخر داخل القنصلية، وتم تنفيذ الجريمة وتقطيع الجثة فيه.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، قد نقلت عن مسؤولين أمنيين أتراك قولهم إن كاميرات المراقبة التقطت صورا لسيارة مرسيدس سوداء (فان) أمام منزل القنصل الذي يبعد قرابة 457.2 متر من القنصلية.
وأكد المسؤولون الأتراك أن هذه السيارة نقلت بعض الأشخاص من المجموعة السابق ذكرها من القنصلية إلى مقر الإقامة بعد حوالي ساعتين من دخول "خاشقجي" إلى القنصلية.
فرقة الموت
وفيما يتعلق بفرقة الاغتال، كشف المصدر المطلع للخليج الجديد أنها كانت تنقسم لمجموعتين الأولي وصلت مبكرا، وذهب 7 من أفرادها إلى السوق المصري بإسطنبول، وقامت بشراء حقائب بلاستيكية كبيرة -للتخلص من الجثة داخلها- بما يؤكد النية للتخلص منه وعدم وفاته تحت التعذيب بشكل غير متعمد.
وتابع، أن كاميرات المراقبة لم تظهر وجود هذه الحقائب معهم خلال مغادرة إسطنبول، موضحا أن المجموعة الثانية حضرت إلى إسطنبول في وقت لاحق وذهبت مباشرة إلى القنصلية.
وأشار المصدر إلى أن طلب الأمن التركي تفتيش منزل القنصل نفسه، اليوم الأربعاء، يرجع إلى وجود اعتقاد بتورطه المباشر لأن السيارة السوداء التي تم رصدها دخلت منزله بما يعني وجود فرضية التخلص من الجثة داخل حديقة المنزل.
أوامر عليا
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عمن وصفته بمسؤول تركي كبير (لم تذكر اسمه)، تأكيده بأن كبار المسؤولين الأمنيين الأتراك باتوا على قناعة تامة، وبأدلة واضحة، بأن "خاشقجي" قتل داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، "بناء على أوامر من أعلى المستويات في البلاط الملكي السعودي".
ووصف المسؤول التركي عملية قتل "خاشقجي" بالسريعة والمعقدة، موضحا أنها تمت في غضون ساعتين بعد دخوله القنصلية السعودية بإسطنبول ظهر الثلاثاء قبل الماضي.
وأكد أن من نفذ الجريمة كان عملاء سعوديون وصلوا لهذا الغرض، حيث أقدموا على تقطيع جثة "خاشقجي" بمنشار عظم جلبوه لهذا الغرض، على حد وصف الصحيفة الأمريكية.
ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أن المخابرات التركية استطاعت الحصول على مقطع فيديو لجريمة القتل، بواسطة مصدر مجهول، وهو أحد المقاطع التي صورها الفريق السعودي الذي جاء لاغتيال "خاشقجي"، لتقديمها إلى ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" كإثبات بأنهم أتموا مهتمهم التي جاؤوا من أجلها.
