إسرائيل تتحسر على استقالة نيكي هيلي من الأمم المتحدة

الأربعاء 10 أكتوبر 2018 02:10 ص

أثار إعلان المندوبة الأمريكية الدائمة في الأمم المتحدة "نيكي هيلي" استقالتها وقبول الرئيس "دونالد ترامب" هذه الاستقالة، الثلاثاء، ردود فعل في (إسرائيل)، غلب عليها الحسرة على مغادرة المسؤولة الأمريكية لمنصبها خاصة أنها برزت كمدافعة شرسة عن الدولة العبرية على مدار أكثر من عامين ونصف العام.

التعبير عن تلك الحسرة يمكن تتبعه عبر عشرات البيانات والتغريدات في "تويتر" من كبار المسؤولين في الحكومة والمعارضة وحتى الجيش الإسرائيلي.

وكانت "هيلي" استهلت توليها منصبها بالإعلان، خلال مؤتمر لمنظمة يهودية في الولايات المتحدة، استعدادها لاستخدام حذائها ضد كل من يتطاول على (إسرائيل) في الأمم المتحدة.

ففي 29 من مارس/آذار 2017، قالت "هيلي" في المؤتمر السنوي للجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك) في واشنطن: "زمن تقريع إسرائيل قد ولى، وأنا أرتدي حذاءً ذا كعب عال، ليس من أجل الموضة، ولكن لركل أي شخص يوجه انتقادا لها".

ومنذ ذلك الحين، برزت "هيلي" كمدافع شرس عن (إسرائيل) في مؤسسات الأمم المتحدة.

ومنذ إعلانها استقالتها، مساء الثلاثاء، لم تتوقف بيانات الشكر الإسرائيلية لـ"هيلي" على دعمها لـ(إسرائيل)، والتي امتزجت مع الحسرة على غيابها عن منبر الأمم المتحدة.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" في تصريح مكتوب: "أشكر السفيرة نيكي هيلي التي قادت نضالا غير قابل للمساومة ضد النفاق الذي تمارسه الأمم المتحدة".

وأضاف مخاطبا "هيلي": "كما أن شعب إسرائيل ممتن للدعم الراسخ من قبل الرئيس ترامب لصالح إسرائيل في المكتب البيضاوي، فإننا ممتنون للدعم الراسخ الذي قدمتيه لإسرائيل في الأمم المتحدة".

أما الرئيس الاسرائيلي "رؤوبين ريفلين" فقال: "كانت السفيرة هيلي مناصرة قوية للسياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وإسرائيل، ولم تتراجع أبدا عن دعمها لحقنا الواضح في الحفاظ على أمن منطقتنا"، على حد تعبيره.

وأضاف: "لقد قامت هيلي، أكثر من مرة، من خلال التحدث بوضوح، بتمزيق ستار دخان السخرية الذي كان يخفي ما تفعله الأمم المتحدة والمنظمات الدولية".

وكتب السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة "داني دانون"، مقالا على شكل رسالة في صحيفة "يسرائيل هيوم" المقربة من الحزب الحاكم في (إسرائيل)، موجهة لـ"هيلي".

وقال "دانون": "لسنوات طويلة اعتدنا على اعتبار الأمم المتحدة منظمة لا تضم إلا الأكاذيب والتضليل وأنصاف الحقائق (...) لكن دخول السفيرة هيلي جاء بعهد جديد في أروقة المنظمة".

وأضاف "دانون" أن "التغيير الذي قادته هيلي في مجلس الأمن في مواجهة مشاريع قرارات إدانة إسرائيل أوقف عملية الدعم التلقائي للخطوات أحادية الجانب من قبل أبو مازن (الرئيس الفلسطيني محمود عباس)، كما كان نداؤها للاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، جزءا من نشاطها المكثف لصالح دولة إسرائيل".

وانضم إلى "نتنياهو" و"ريفلين" و"دانون" في توجيه الشكر لـ"هيلي" والحسرة على مغادرتها منصبها عدد من الشخصيات السياسية الأكثر يمينية في (إسرائيل).

وكتب وزير التعليم وزعيم حزب "البيت اليهودي" اليميني الاستيطاني "نفتالي بنيت"، في تغريدة عبر "تويتر": "العزيزة السيفرة نيكي هيلي: نيابة عن شعب إسرائيل: شكرا على كل ما فعلتيه من أجل إسرائيل، نحن لن ننسى".

واعتبر عضو الكنيست من حزب "الليكود" اليميني، الحاخام "يهودا غليك"، أن قرار "هيلي" بالاستقالة من منصبها "يفطر القلب".

وفي خطوة فريدة كتب الجيش الإسرائيلي في حسابه على "تويتر": "شكرا لك نيكي هيلي على خدمتك في الأمم المتحدة ودعمك الثابت الذي لا يتزعزع لإسرائيل والحقيقة، إن جنود الجيش الإسرائيلي يوجهون لك التحية".

لكن أيضا في المعارضة الإسرائيلية تم إطلاق عبارات الثناء لـ"هيلي" على دعمها لـ(إسرائيل) في الأمم المتحدة.

وكتب زعيم حزب "هناك مستقبل" المعارض في حسابه على "تويتر": "نيكي هيلي هي صديق عظيم لإسرائيل وصوت مهم في الأمم المتحدة، لقد رفضت النفاق والانحياز في الأمم المتحدة من خلال الاقناع والوضوح، شكرا لك نيكي هيلي".

وسائل الإعلام العبرية اعتبرت أيضا استقالة هيلي خسارة لـ(إسرائيل).

إذ قالت صحيفة" هآرتس" الاسرائيلية، الأربعاء: "بمغادرة هيلي للأمم المتحدة خسرت الجماعات المؤيدة لإسرائيل أكثر مسؤول يفضلونه في إدارة دونالد ترامب".

وأضافت: "لا أحد أكثر إزعاجا من استقالة هيلي من إسرائيل".

ولفتت في هذا الصدد إلى 13 موقفا مساندا لـ(إسرائيل) في الأمم المتحدة اتخذتها "هيلي" منذ توليها لمنصبها في الأمم المتحدة.

وركزت الصحف العبرية على تبعات استقالة "هيلي" على الحزب الجمهوري قبل شهر من موعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس في الولايات المتحدة.

وقالت "هآرتس"، في هذا الصدد، إن استقالة "هيلي" في هذا التوقيت "تركت ترامب في أزمة؛ فهي مؤشر على صعوبة بقاء الحزب الجمهوري مسيطرا في مجلسي النواب والشيوخ، خاصة في ظل تعيين بريت كافانو قاضيا في المحكمة العليا الأمريكية رغم التهم التي وجهتها له سيدات بالاعتداء الجنسي عليهن".

أما "يديعوت أحرونوت" فتناول استقالة "هيلي" بالتحليل وقالت إن قرارها جاءت نتيجة لتهميشها من قبل إدارة "ترامب" بعد تعيين "مايك بومبيو" وزيرا للخارجية و"جون بولتون" مستشارا للأمن القومي قبل 6 أشهر تقريبا.

وأضافت الصحيفة العبرية أن العلاقة بين "هيلي" من جهة و"بومبيو" و"بولتون" كانت متوترة لدرجة أنها لم تبلغ أيا منهما نيتها الاستقالة.

وقال "ترامب" خلال مؤتمر صحفي مشترك مع "هيلي" في البيت الأبيض، الثلاثاء، أن "هيلي" أبلغته قبل 6 أشهر برغبتها في "أخذ قسط من الراحة مع نهاية هذا العام".

ونفت "هيلي" تقارير إعلامية تحدثت عن رغبتها في خوض انتخابات الرئاسة الأمريكية المقررة 2020.

وبالمقابل لطالما وجه الفلسطينيون الانتقاد إلى "هيلي" بسبب مواقفها المنحازة لـ(إسرائيل).

ففي نهاية شهر أغسطس/آب الماضي، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية: "تواصل هيلي الإدلاء بمواقفها وتصريحاتها الخارجة على القانون الدولي والشرعية الدولية والمعادية للشعب الفلسطيني وحقوقه، كانت آخرها هجومها على حق العودة للاجئين الفلسطينيين ومحاولاتها تذويب قضيتهم وإزاحتها عن طاولة المفاوضات والنقاش، لصالح الاحتلال".

وأضافت في تصريح مكتوب أنها "إذ تدين بأشد العبارات مواقف وتصريحات سفيرة ترامب لدى الأمم المتحدة، فإنها تؤكد أن قضايا الصراع الجوهرية بما تمثل من معاناة حقيقية لشعبنا أكبر بكثير وأعمق من أن تستطيع هيلي وغيرها من الفريق الأمريكي المتصهين شطبها أو القفز عنها مهما طال الزمن".

و"هيلي" ذات الأصول الهندية، وُلدت لعائلة من السيخ عام 1972 باسم نيمراتا رانداوا، قبل أن تغير اسمها إلى نيكي هيلي.

ودخلت عالم السياسة في سن مبكرة، وعملت في مجلس النواب الأمريكي عدة سنوات، قبل أن تصبح حاكمة لولاية كارولينا الجنوبية.

وكانت "هيلي" من أشد منتقدي "ترامب"، خلال حملته الانتخابية.

واعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن تعيينها مندوبة لواشنطن في الأمم المتحدة رغم مواقفها الناقد لـ"ترامب" كان محاولة من الرئيس المنتخب حديثا للتصالح معها.

المصدر | الأناضول

  كلمات مفتاحية

نيكي هيلي إسرائيل الأمم المتحدة نتنياهو