خطيبة خاشقجي: تصريحات السعودية غير مقنعة وليست كافية

الأربعاء 10 أكتوبر 2018 04:10 ص

شددت "خديجة جنكيز"، خطيبة الصحفي السعودي المختفي "جمال خاشقجي"، على أن تصريحات المملكة بشأن اختفاء خطيبها غير مقنعة وليست كافية.

وأوضحت "خديجة" أن حملة تشويه تجري حاليا ضدها في عموم السعودية، عبر وكالات أنباء مدعومة من قِبل قيادة المملكة.

وعن تفاصيل اختفاء "خاشقجي"، قالت "خديجة" إن خطيبها لم يكن مترددا كثيرا في دخول القنصلية السعودية، لا سيما أن الزيارة التي اختفى فيها كانت الثانية له، وأن الزيارة الأولى التي أجراها في 28 سبتمبر/أيلول كانت إيجابية.

وتابعت قائلة: "في الزيارة الأولى حظي جمال بمعاملة جيدة من قِبل مسؤولي القنصلية، وتلقى التهاني بمناسبة عزمه على الزواج، وكان ممتنا من المعاملة الحسنة، وتلقى وعدا بالحصول على الوثيقة التي ذهب من أجلها إلى القنصلية".

وأردفت قائلة: "لم يكن جمال قلقا من زيارة القنصلية، ربما المعاملة التي حظي بها في المرة الأولى، بعثت في نفسه شيئا من الارتياح والطمأنينة، ولو لاحظت أنه قلق من الزيارة لمنعته من دخول القنصلية".

وأضافت: "عندما سألته عن الجهة التي يجب أن أتواصل معها في حال حدوث أي طارئ، قال لي إن ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي من أصدقائه المقربين، وأن بالإمكان التواصل معه، كما أنني كنت أعلم بأن الإعلامي طوران قشلقجي كان من أصدقائه المقربين، لكن لم يطلب مني التواصل معه".

وذكرت "خديجة" أن "خاشقجي" ذهب إلى القنصلية يوم 28 سبتمبر/أيلول، للحصول على وثيقة تثبت أنه أعزب، لكنه اضطر للخروج من المبنى قبل الحصول على الوثيقة بسبب رحلته إلى العاصمة البريطانية لندن، وأخبر المسؤولين أنه سيعود الثلاثاء (2 أكتوبر/تشرين الأول) لأخذ الوثيقة.

واستطردت قائلة: "في كلا الزيارتين لم أدخل مع جمال إلى المبنى؛ لأن القنصليات لا تسمح بدخول أحد إلى المقر إلا صاحب المعاملة، وربما وعدوه في المرة الأولى بأن وثيقته ستكون جاهزة حين يعود مجددا؛ لأنني عندما قلت له هل نذهب لاستلام الوثيقة، قال لي بأن معاملتهم كانت إيجابية وأظن أننا سنحصل على الوثيقة".

وردا على سؤال حول شعورها وهي تنتظر "خاشقجي" في الخارج، قالت "خديجة": "شعرت بخوف كبير لم أحس به من قبل، وطلبت من إحدى صديقاتي المجيء إلى القنصلية، وسألت موظف الباب عما إذا كان جمال قد خرج من الداخل أم ما زال في مبنى القنصلية، فسألني مستغربا (من هو جمال)، وأخبرني بأنه لم يبق أحد في الداخل".

وأضافت: "على الإثر اتصلت بالقنصلية وقلت لهم إنني أنتظر السيد جمال خاشقجي أما الباب، منذ الساعة الواحدة، حينها أغلق المتحدث الهاتف في وجهي، وخرج إلى الباب وقال لي إنه تفقد كافة غرف القنصلية ولم ير أحدا، وأنه لا جدوى من انتظاري أمام المبنى".

وتابعت قائلة: "بعد سماعي لهذه العبارات أسودت الدنيا في عيني واتصلت على الفور بالسيد ياسين أقطاي، وأبلغته بالأمر سريعا، وكذلك اتصلت بالسيد قشلاقجي، وبعد إعلام الجهات الأمنية بالموضوع، انتشر خبر اختفاء خاشقجي في وسائل الإعلام".

وعن فترة انتظارها أمام مبنى القنصلية، أوضحت أنها لم تلاحظ أي حركة غير طبيعية أمام المبنى، وأن الطريق كان كالعادة مكتظا بالسيارات.

وتطرقت "خديجة" إلى دواعي حصول "خاشقجي" على وثيقة العزوبية من القنصلية السعودية بإسطنبول بدلا من الحصول عليها من القنصلية السعودية بالولايات المتحدة.

وقالت في هذا السياق: "لم أسأله عن هذا الأمر، والزواج كان سيتم هنا، ولم نكن نعلم ما إذا كانت الوثيقة الصادرة من القنصلية السعودية في دولة أخرى، صالحة في تركيا أم لا، إضافة إلى ذلك فإن موظف عقد القران أخبرنا بوجوب الحصول على الوثيقة من السفارة أو القنصلية السعودية بتركيا حصرا".

وشككت "خديجة" في التصريحات السعودية الرسمية حيال اختفاء "خاشقجي"، مشيرة إلى أنه لا يمكن أن تكون كاميرات المراقبة معطلة، وخاصة في مبنى مثل القنصلية.

وتطرقت إلى سماح السلطات السعودية للمسؤولين الأتراك بدخول مبنى القنصلية وتفتيشها بالقول إنّ الدولة التركية لا تكتفي بنتائج التحقيقات داخل القنصلية بل تراقب عمليات الدخول والخروج إلى البلاد منذ اليوم الذي اختفى فيه "خاشقجي".

وأضافت في هذا السياق: "جمع أكبر قدر من المعلومات سيسهل عملية التحقيق، وإنني واثقة بأن التحقيقات ستسفر عن نتيجةٍ ما، لا سيما أن التصريحات السعودية الرسمية التي تدعي بأن كاميرات المراقبة لم تكن تعمل في ذلك اليوم، تثير العديد من الشبهات حول اختفاء جمال".

واختفى "خاشقجي"، لدى مراجعته القنصلية السعودية في إسطنبول، في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لاستخراج أوراق رسمية تخصه.

وبعد اختفائه بيومين، قالت مصادر بالأمن التركي، لـ"رويترز"، إن "خاشقجي" قُتل داخل القنصلية بشكل مدبر.

وتسبب الغموض المحيط بمصير "خاشقجي"، في إحداث ضجة دولية بالعديد من الدول والعواصم، التي أبدت قلقها على ما جرى للكاتب السعودي، وطالبت بالكشف عن مصيره.

  كلمات مفتاحية

السعودية خاشقجي تركيا

ألمانيا تحمل السعودية المسؤولية عن "خاشقجي" وتطالبها بكشف مصيره