شبكة صرف القنصلية فضحت قتل خاشقجي والتسجيلات بحوزة الأتراك

الأربعاء 10 أكتوبر 2018 08:10 ص

"نعرف متى قُتل وفي أي غرفة قُتل وأين أُخذت الجثة لتقطيع أوصالها. إذا سُمح لأعضاء فريق الطب الشرعي بالدخول فإنهم يعرفون بالضبط إلى أين يذهبون"..

هكذا تحدث مصدر تركي على دراية مباشرة بالتحقيق في قضية اغتيال الكاتب الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول، وفقا لما نقله الصحفي البريطاني المخضرم "ديفيد هيرست"، الأربعاء.

وأوضح "هيرست"، في تقرير نشره بموقع "ميدل إيست آي"، أن المصدر قدم رواية مفصلة لما يقول المحققون إنه حدث في القنصلية يوم دخول "خاشقجي" لها، الأسبوع الماضي.

وأضاف المصدر أن محققي الشرطة على ثقة من أدلتهم الجنائية التي عثروا عليها من عمليات البحث في "شبكة الصرف الصحي" المتصلة بمبنى القنصلية.

استدراج مدبر

وتعود تفاصيل الرواية، حسب المصدر، إلى صباح الثلاثاء (2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري)، حين اتصل "خاشقجي" بالقنصلية السعودية ليسأل عن ما إذا كان يتعين عليه القدوم للحصول على وثيقة تثبت أنه غير متزوج، حسبما يشترط القانون التركي كي يتم زواجه من خطيبته، ليتلقى جوابا بأن أوراقه جاهزة، وأن عليه الحضور في الموعد الذي تم تحديده (في تمام الواحدة ظهرا).

وقبل نصف ساعة من ذلك، كان موعد جميع الموظفين المحليين بالقنصلية لتناول غدائهم المعتاد، الذي يستمر لمدة ساعة، وخلاله، قيل لهم إن عليهم مغادرة القنصلية بعد الظهر "لأن اجتماعا دبلوماسيا رفيع المستوى كان مقررا في هذا الوقت"، وفقا لما ذكره المصدر.

ثم دخل "خاشقجي" إلى القنصلية في تمام الساعة 1.14 بعد الظهر، كما أظهرت صورة موثقة بالتوقيت، نشرتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية لاحقا، وكان في استقباله مسؤول بالقنصلية قاده إلى غرفة القنصل العام.

 وبعد ذلك بفترة وجيزة، دخل رجلان إلى الغرفة وسحبوا "خاشقجي" من المكتب إلى غرفة أخرى؛ حيث قتلوه، حسبما ذكر المصدر، الذي أكد أن جثة "خاشقجي" تم جرها إلى غرفة ثالثة بالقنصلية وتمزيقها.

وأشار "هيرست" في هذا الصدد إلى ما نقلته "رويترز" عن مصدر سعودي بأن المخابرات البريطانية تعتقد أنه كانت هناك محاولة لتخدير "خاشقجي" داخل القنصلية، لكنها بلغت ذروتها بقتله عبر جرعة زائدة.

أين الجثة؟

لكن كيف تم نقل الجثة؟ يشير المصدر التركي هنا إلى 22 سيارة مسجلة في القنصلية، منها ما بين 3 و4 من السيارات تشار إليها أصابع الاتهام في التحقيق حول جريمة الاغتيال.

وقال المصدر إن إحدى هذه السيارات غادرت في تمام الساعة 3:15 عصرا إلى منزل القنصل العام السعودي "محمد العتيبي"، المجاور لمبنى القنصلية.

وأشار إلى أن المدعي العام التركي يدرس السماح بحفر حديقة القنصل العام لمعرفة ما إذا كانت رفات "خاشقجي" مدفونة بها، لافتا إلى أن "العتيبي" لم يغادر منزله خلال الأيام الثلاثة الماضية، وألغى جميع مواعيده.

وأضاف المصدر أن الشرطة التركية تريد تفتيش مسكن القنصل السعودي، وكذلك أخذ جميع السيارات المسجلة باسم القنصلية إلى مكان آمن لفحصها، لكن السعوديين لم يسمحوا بذلك.

كما ألغى السعوديون، الثلاثاء، عرضا تقدموا به في البداية للسماح لخبراء الطب الشرعي الأتراك بالدخول إلى مبنى القنصلية.

ولفت "هيرست" إلى أن سحب العرض السعودي جرى بعد أن نشرت وسائل الإعلام التركية قائمة كاملة من 15 سعوديا وصلوا بطائرتين خاصتين إلى إسطنبول في نفس اليوم الذي اختفى فيه "خاشقجي".

ونقل الصحفي البريطاني المخضرم عن مصدر تركي آخر أن "الأتراك لديهم أدلة بالصوت والصورة لعملية قتل (خاشقجي)".

 وأكد "هيرست" أن هذا المصدر لم يكشف عن كيفية حصول الأتراك على هذه الأدلة، لكنه أشار إلى اهتمام خاص بساعة "آبل" كان "خاشقجي" يرتديها عندما دخل القنصلية السعودية بإسطنبول، وزامنها إلكترونيا مع هاتفه (من طراز آيفون) الذي تركه خارج القنصلية مع خطيبته.  

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

ديفيد هيرست خاشقجي السعودية تركيا