أكد الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" أن السلطات التركية تقترب من حل قضية اختفاء الصحفي والكاتب السعودي "جمال خاشقجي"، عبر تحقيقات "مكثفة ودقيقة ومفصلة".

وأضاف "أردوغان"، في تصريحات للصحفيين على هامش زيارته الحالية إلى المجر: "نحن نحقق في القضية بكل أبعادها، هذا حادث وقع في بلدنا، ليس من الممكن لنا أن نظل صامتين، لأن هذا ليس حادثا عاديا"، بحسب ما نقلته صحيفة "ديلي صباح" التركية.

وتابع: "لقد أمرت المختصين في الحكومة، خاصة في وزارتي الخارجية والعدل، بمجرد سماعي خبر اختفاء الصحفي السعودي بالنظر في الأمر والتحقيق بدقة، لقد تعاملنا مع القضية بكل الأبعاد، حققت الشرطة واشتركت المخابرات، وكنت أتابع التطورات أولا بأول، وتمت متابعة جميع التطورات ذات الصلة بالموضوع، داخل تركيا وخارجها، وكل شيء تم وضعه تحت الأضواء".

وردا على الادعاءات السعودية بأن الكاميرات الخاصة بقنصليتها في إسطنبول لم تكن تعمل في يوم اختفاء "خاشقجي"، قال "أردوغان": "هذا ليس منطقيا، هل من الممكن عدم وجود أنظمة كاميرات في قنصلية أو سفارة؟ هل لا تمتلك القنصلية السعودية كاميرات تعمل وتسجل على مدار الساعة؟ يمكنهم حتى التقاط صور الطيور أو البعوض بالنظم المتقدمة الموجودة لديهم".

وجدد الرئيس التركي اعتزام سلطات بلاده تفتيش القنصلية السعودية، مشيرا إلى أن الأمر يأتي في إطار اتفاقية فيينا، قائلا إن السعوديين من المفترض أنهم قد أعطوا الإذن والموافقة على ذلك.

وتعليقا على تصريحات واشنطن بشأن تطورات القضية قال "أردوغان" إنه "ليس من الصواب التوصل إلى استنتاجات مبنية على تخمينات، لكننا نرى أن الولايات المتحدة تشاطرنا نفس المخاوف بشأن ما حدث".

وكان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، قد قال، في بداية الأمر، الثلاثاء الماضي، إنه لا يعرف شيئا عن الأمر، ولم يحدث المسؤولين السعوديين بشأنه، لكنه عاد وأكد، منذ ساعات، أنه تواصل مع أعلى المستويات في المملكة حول القضية، وهو ما تزامن مع تصريحات مشابهة من نائبه "مايك بنس" ووزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، وسط تصاعد غضب بين أوساط أعضاء الكونغرس الأمريكي.

واختفى "خاشقجي" (59 عاما)، في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عقب دخوله مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول دون أن يخرج منها، لكن القنصلية نفت احتجازه لديها، وادعت أنه غادرها دون أن تقدم دليلا على ذلك.

وبينما خلصت السلطات الأمنية التركية إلى أن "خاشقجي" جرى تعذيبه وقتله داخل قنصلية بلاده، كشفت مصادر مطلعة لـ"الخليج الجديد" أن القنصل السعودي بإسطنبول متورط شخصيا في اغتيال الصحفي السعودي عبر فرقة اغتيال خاصة من كتيبة "السيف الأجرب" التابعة مباشرة لولي العهد "محمد بن سلمان".

ونشرت صحف تركية، صور وأسماء 15 سعوديا دخلوا الأراضي التركية في اليوم الذي اختفى فيه "خاشقجي"، وقالت إن هؤلاء الأشخاص "يُعتقد أنهم فرقة الاغتيال المتورّطة في تعذيب وقتل الكاتب الصحفي السعودي".

وأثارت قضية "خاشقجي" الرأي العام العالمي، وعبّرت دول غربية وأوروبية من بينها أمريكا عن قلقها إزاء اختفائه، وطالبوا بالكشف عن مصيره فورا.

طالع هنا التغطية الخاصة على مدار الساعة لتطورات قضية اختفاء جمال خاشقجي