في أزمة مان يونايتد.. مورينيو وبوغبا من الظالم والمظلوم؟

الخميس 11 أكتوبر 2018 09:10 ص

يعيش نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي، حالة مربكة أدت إلى ظهوره في أسوأ بداية بتاريخ مشاركاته بالدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم "بريمييرليغ".

ففي الموسم الحالي 2018-2019، وبعد مرور 8 جولات من عمر "بريمييرليغ"، يحتل مانشستر يونايتد المركز الثامن برصيد 13 نقطة، من الفوز في 4 مباريات والتعادل في 1 والهزيمة في 1.

يضع البعض اللوم على اللاعبين، والكثير يشير بأصابع الاتهام نحو الإدارة برئاسة "إد وودورد"، وأكثر منهم على قناعة تامة بأن المدير الفني البرتغالي "جوزيه مورينيو" هو سبب كل تلك المشاكل.

ولم تتوقف الشائعات عبر الأسابيع الأخيرة حول مصير الشياطين الحمر؛ بداية من أخبار الإطاحة بالمدرب، حتى أنباء عن رغبة اللاعبين في الرحيل عن "أولدترافورد"، وانحصر الصراع بين المدير الفني "مورينيو" ومتوسط ميدانه الفرنسي "بول بوغبا".

ويظن الكثيرون أن "بوغبا" ما هو إلا ضحية لكل ما جرى، وهو المجني عليه بسبب أفعال "مورينيو" البغيضة، ولولا ذلك الأخير لقاد الفرنسي كتيبة مانشستر يونايتد إلى منصات التتويج.

ولا يعد "بوغبا" شيطانًا ليتحمل كل تعثرات فريقه السابقة، لكنه أيضًا ليس ملاكًا، وبعد خسارة اليونايتد أمام برايتون، خرج اللاعب الفرنسي للإعلام قائلًا بأن سبب الخسارة هو عدم امتلاك زملائه الدوافع الكافية للفوز، وبعد التعادل أمام ولفارهامتون كان أكثر جراءة وحدة، حيث تعرض بالنقد بشكل مباشر لأسلوب اللعب.

وبالتأكيد أغضبت تصريحات "بوغبا" مدربه "مورينيو"، فالتعبير بهذا الشكل المعلن من قائد الفريق عن تخاذل زملائه ورفض أسلوب اللعب يعني ببساطة أن اليونايتد بات فريقًا مفككًا غير متماسك.

ومن جانبه أكد المحلل في شبكة "سكاي"، "داني ميلز"، أن هذه التصريحات لو جاءت خلال حقبة المدير الفني الأسطورة للشياطين الحمر، الاسكتلندي "السير أليكس فيرغسون"، لعرض "بوغبا" للبيع صباح اليوم التالي.

يعتقد البعض أن "فيرغسون" هو من تخلي عن "بوغبا" عندما كان ناشئًا في صفوف مانشستر، ولكنه قال في في كتابه "leading" بأنه طلب منه البقاء لعام إضافي بإنجلترا ورفض عرض يوفنتوس، قبل أن يصطدم بوكيل أعماله "رايولا"، وهنا انتظر المدرب الاسكتلندي أن يرفض لاعبه أفعال وكيله، لكنه تفاجأ به يأخذ صفه.

وفي أبريل/نيسان الماضي، كان المهاجم الفرنسي المعتزل "تيري هنري" يحلل مباراة اليونايتد وويست بروم بينما تعلو وجهه الدهشة، لم يكن السبب هو خسارة مانشستر على ملعبه أمام فريق يتذيل الجدول وحسب، بل أيضًا بسبب الأداء الذي ظهر عليه "بوغبا" وأدى إلى استبداله قبل مرور 60 دقيقة، فقبل أسبوع واحد فقط من تلك الخسارة، تمكن مواطنه من قيادة فريقه للفوز بديربي مانشستر بعدما سجل ثنائية وحول التأخر بهدفين للفوز بثلاثية، لكنه عاد في المباراة التالية وانخفض أداؤه.

أهم ما يميز "بوغبا" مع الشياطين الحمر هو تذبذب المستوى، في مباراة معينة قد تجده قائدًا يتحكم في إيقاع اللعب ويؤدي بروح، وفي مباراة أخرى قد يبدو تائهًا منعدم الفاعلية والتأثير، حتى تظن أنك أمام نسختين مختلفتين من نفس اللاعب.

والتذبذب في المستوى سببه رغبة إدارة اليونايتد في بناء فريق حول بول "بوغبا"، بعدما كلف الأخير خزينة النادي 90 مليون جنيه إسترليني، قادماً من يوفنتوس الإيطالي، جعلته أغلى لاعب في العالم وقتها.

والحقيقة أن "بوغبا"، رغم إمكانياته الكبيرة، هو الشخص الخطأ لتنفيذ تلك المهمة، وربما لو انتقل إلى ريال مدريد أو برشلونة أو فضل حتى البقاء في يوفنتوس لاختلف وضعه تمامًا، لأن تلك الأندية لديها هيكل وقوام وتسعى للحصول على جودة لاعبين أفضل وليس بناء مشروع يعتمد على لاعب عقليته لا تجيد ذلك.

ويحقق مانشستر يونايتد معدل نقاط 2.12 بالمباراة عندما يبدأ "بوغبا" بالتشكيل الأساسي، ولكن عندما يغيب يرتفع المعدل إلى 2.15، كما يستقبل الفريق 0.8 هدفًا في حضوره، لكن ينخفض المعدل إلى 0.54 في غيابه.

ويجب الأخذ في الاعتبار الفارق بين مستوى الدوري الإنجليزي "بريمرليغ" والدوري الإيطالي "سيريا آ"، وبين وضعية "بوغبا" في اليونايتد ويوفنتوس، حيث يتسم الدوري الإنجليزي بتنافسية أكبر، وبمردود بدني أعلى، كما يعج بعدد أكثر من أسماء المدربين الكبار واللاعبين في المستوى الأول.

أما في إيطاليا، فيتسيد فريق السيدة العجوز العرش وحيدًا دون غريم أو حتى منافس بنفس القوة، وهذه رفاهية لا يملكها اليونايتد أبدًا.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

بوغبا برشلونة مورينيو