قالت شبكة NBC الإخبارية الأمريكية، الخميس، إن تركيا أبلغت الولايات المتحدة بأن تأكدها من مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول يعود إلى تسجيلات لـ "أجهزة استماع" تابعة لها داخل مقر القنصلية.

ونقلت القناة عن 3 مصادر، وصفتها بأنها مطلعة على التحقيقات التركية في قضية "خاشقجي"، أن مسؤولين من تركيا أبلغوا الولايات المتحدة بأن التسجيلات تؤكد قتل الصحفي السعودي البارز على يد فريق متخصص، جاء من السعودية إلى مقر القنصلية في إسطنبول لتنفيذ مهمة اغتياله بالتحديد.

جاء ذلك بعد يوم واحد من إفادة مشابهة نقلتها صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية عن مصادرها، التي أكدت إن السلطات التركية لديها تسجيل صوتي رَصد لحظات قتل "خاشقجي".

وأضافت الصحيفة أن تركيا تملك "تسجيلات فيديو" وغيرها من الأدلة التي تُبيّن كيف دخلت مجموعة مُكوَّنة من 15 عميلا سعوديا لمدينة إسطنبول يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018، وهو اليوم الذي دخل فيه "خاشقجي" القنصلية.

ووثقت صحيفة صباح التركية، المقربة من الحكومة، الرحلات الجوية التي أجراها السعوديون الـ15 على متن طائرتين خاصتين قدمتا من الرياض، جنبا إلى جنب مع تحركاتهم في جميع أنحاء إسطنبول، ونُشرت أسماؤهم وصورهم.

 ومن بين أعضاء فريق الاغتيال، بحسب التحقيقات التركية، خبيرٌ متخصص بالطب الشرعي، وآخرون يعملون ضباطاً بالجيش السعودي، وفقا لما أوردته رويترز.

وأفادت "واشنطن بوست" بأنَّ الاستخبارات الأمريكية اعترضت اتصالات تكشف أنَّ وليّ العهد السعودي "محمد بن سلمان" أَمَر باستدراج "خاشقجي" وإغرائه بالعودة إلى المملكة من واشنطن، حيث كان يعيش في منفى اختياري ويكتب مقالاتٍ بالصحيفة الأمريكية.

وفي وقت سابق الأربعاء، نقلت شبكة "سي إن إن" الأمريكية عن مصدر مطلع (لم تسمه) قوله إن "بن سلمان بادر بالاتصال للتحدث مع كبير مستشاري الرئيس الأمريكي (جاريد كوشنر)، بعدما بدأ اللوم يتجه ناحيته وناحية الديوان الملكي في قضية خاشقجي".

وبينما خلصت السلطات الأمنية التركية إلى أن "خاشقجي" جرى تعذيبه وقتله داخل قنصلية بلاده، كشفت مصادر مطلعة لـ"الخليج الجديد" أن القنصل السعودي بإسطنبول متورط شخصيا في اغتيال الصحفي السعودي عبر فرقة اغتيال خاصة من كتيبة "السيف الأجرب" التابعة مباشرة لولي العهد "محمد بن سلمان".