عبدالخالق عبدالله: من فكر في قتل خاشقجي أحقر البشر

الجمعة 12 أكتوبر 2018 02:10 ص

قال أستاذ العلوم السياسية، الإماراتي "عبدالخالق عبدالله"، إن من فكر في اغتيال الكاتب السعودي "جمال خاشقجي" لا يمكن وصفه إلا كـ"أحقر البشر".

وفي مقال له نشرته شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، الجمعة، أبدى "عبدالله" أسفه لاختفاء "خاشقجي" منذ أكثر من أسبوع بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول.

وأضاف: "خاشقجي لم يكن يرغب في لحظة من اللحظات في مغادرة وطنه، والعيش بعيدا عن أسرته الصغيرة والكبيرة".

وكشف أن الكاتب السعودي المختفي قال له في آخر لقاء جمعهم بواشنطن إن "أصعب قرار اتخذه في حياته هو مغادرة السعودية والعيش مغتربا".

وتابع: "سألته: لماذا إذا غادرت؟. ردّ وهو في حرج من السؤال: الخوف من الوضع الصعب الذي يزداد صعوبة في السعودية. لقد كان الوضع صعبا، لكنه أصبح لا يُحتمل الآن".

واستطرد "خاشقجي" -وفق ما نقل عنه "عبدالخالق عبدالله"-: "خفت أن أسجن، كما سجن غيري لأسباب غير مقنعة وغير مبررة. لقد هربت من احتمال أن أُسجن. فأنا لا أتخيل نفسي خلف زنزانة حديدية كما هو حال أصدقاء لي من شخصيات كانت في يوم من الأيام مقرّبة من أصحاب القرار. لذلك قررت الخروج سريعا والابتعاد مؤقتا. لم أهرب من الوطن، بل هربت من شبح السجن الذي أخذ يطاردني.

وأشار الأكاديمي الإماراتي إلى أن "خاشقجي" قال له إنه على اتصال مستمر مع جهات رسمية ترغب في عودته إلى السعودية، وإنه تلقى عروضا ليخدم في مواقع استشارية، لكنه لم يتمكن من التجاوب مع دعوات عودته.

وقال "عبدالله": "ما زاد من صعوبة اتخاذ قرار عودة خاشقجي للمملكة أنه كان مستمتعا بما كان يكتب في صحيفة واشنطن بوست؛ إذ لم يعد كاتبا سعوديا وعربيا مرموقا بل بلغ الآن العالمية، وكان عليه أن يواصل الكتابة الناقدة، ومع كل مقال ناقد جديد اتسعت الفجوة بينه وبين أصحاب القرار في الرياض".

وتابع: "في واشنطن وجد خاشقجي لا حدود لسقف الحرية؛ مما دفعه لتجاوز خطوط حمراء عديدة بما في ذلك ملامسة رموز وطنية. كان يدرك تماما ثمن التعرض للرموز، خاصة رمز وطني بمستوى ولي العهد. الكل في دول الخليج يعرف فداحة تجاوز الخطوط الحمراء المرئية وغير المرئية، وأضخم خط أحمر هو المساس بأفراد من الأسرة الحاكمة".

وروى "عبدالله" أنه سأل "خاشقجي" ذات مرة: "‏هل قررت البقاء في الخارج بشكل نهائي والتحول الى معارض للنظام"، فرد الأخير جازما: "‏لن أكون معارضا، وإنما ناصحا صادقا، نعم اخترت البقاء، إنهم يعتقلون الصامتين يا صديقي".

وأضاف الأكاديمي الإماراتي: "خاشقجي الذي أعرفه لم يكن ينتمي للإخوان تنظيميا. ربما كان في شبابه على علاقة ما بتنظيم الإخوان. لكنه سرعان ما ابتعد عنهم كتنظيم. خاشقجي الذي أعرفه كان يدافع عن حقهم في المشاركة السياسية. كان يتعاطف مع تيار الإسلام السياسي. وكان يحمل قناعة ساذجة بأن الديمقراطية لا تتحقق في العالم العربي بدون مشاركة هذا التاريخ".

ولفت إلى أنهما كانا يتبادلان النصائح بعيدا عن الجمهور عبر عشرات الرسائل.

وقال: "أحيانا نختلف علنا أمام الجمهور في تويتر، لكن دائما باحترام وود. فخاشقجي الذي أعرفه يستحق احترامي وتقديري، ولا يستحق أن يختطف، أو يتعرض للاغتيال. من يفكر باغتيال الإنسان النبيل جمال خاشقجي، أو يروّج لإشاعة اغتياله حقير بل هو أحقر البشر".

المصدر | سي إن إن

  كلمات مفتاحية

خاشقجي السعودية تركيا عبدالخالق عبدالله