قلق إسرائيلي من تهاوي بن سلمان بسبب قضية خاشقجي

السبت 13 أكتوبر 2018 06:10 ص

عبر مسؤولون سابقون ومعلقون إسرائيليون، عن قلقهم الشديد من التداعيات التي وصفوها بالكارثية على المصالح الإسرائيلية الاستراتيجية؛ نتيجة الاتهامات الموجهة إلى النظام السعودي بقتل الصحفي "جمال خاشقجي" داخل سفارة بلاده بإسطنبول.

واختفى "خاشقجي" في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بعد دخوله السفارة السعودية، وقالت السلطات التركية إنه قتل على يد فرقة اغتيال سعودية بأوامر من ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان".

ووفقا لصحيفة "جيروزاليم بوست" العبرية، فقد اعتبر المسؤولون السابقون والمعلقون أن النتيجة المباشرة لأي تراجع بمكانة النظام السعودي لدي واشنطن؛ سيقلص قدرة (إسرائيل) على احتواء الخطر الإيراني، وعدم الاستفادة من دور "بن سلمان" في الضغط على الفلسطينيين لتقديم تنازلات سياسية.

وقال "عيران ليرمان" النائب السابق لمستشار الأمن القومي لرئيس الحكومة "بنيامين نتنياهو"، إن المس بمكانة نظام الحكم السعودي في واشنطن، سيحرم تل أبيب من الاستفادة من التأثير السعودي على الإدارة الأمريكية، والذي كان يوظف على نطاق واسع في تحقيق مصالح مشتركة للجانبين.

وأشار إلى أن مكانة ولي العهد السعودي تتهاوى ويخفت بريقه في الولايات المتحدة كمصلح، موضحا أن التساؤلات داخل الولايات المتحدة حول مدى صلاحية "بن سلمان" كزعيم للسعودية وكشريك مريح للولايات المتحدة، تفجرت في واشنطن قبل قضية "خاشقجي".

ولفت إلي أن العقوبات التي فرضها "بن سلمان" على كندا في أعقاب انتقاد وزيرة خارجيتها واقع سجل حقوق الإنسان في المملكة، أدت إلى تعاظم الدعوات داخل واشنطن لإعادة النظر في العلاقة مع الرياض، وعزز ذلك، الأنباء عن إخفاء أو اغتيال "خاشقجي".

وأكد "ليرمان" أن تراجع مكانة نظام الحكم السعودي في واشنطن سيمس بالجهود الإسرائيلية الهادفة إلى تسليط الأضواء على المشروع النووي الإيراني والتهديدات الأخرى التي تشكلها طهران.

ونوه إلى أن التحول الذي طرأ على موقف الولايات المتحدة إزاء إيران، بشكل خاص، نتاج التحركات الدبلوماسية التي قامت بها السعودية، وليس فقط نتاج الجهود الإسرائيلية.

وأوضح أن هناك ما يدلل على أن نظام الحكم في الرياض سيتطلع إلى تدخل (إسرائيل) لمساعدته، لمواجهة الانتقادات الحادة التي يواجهها "بن سلمان" داخل أروقة الكونغرس.

بدوره، قال "دوري غولد" الذي سبق أن شغل منصب وكيل الخارجية ومندوب (إسرائيل) الدائم في الأمم المتحدة، إن مصالح (إسرائيل) ستتعرض للخطر بسبب قضية "خاشقج"ي على اعتبار أن هذا التطور في الرياض سيمس بالتوازن الاستراتيجي القائم في المنطقة.

وتوقع "غولد" الذي يرأس حاليا "المركز الأورشاليمي لدراسات المجتمع والدولة" أن تفضي قضية إخفاء "خاشقجي" إلى إضعاف نظام الحكم الذي يقوده "بن سلمان" ويعزز في المقابل مكانة إيران، علاوة على أنه سيمنح طهران القدرة على "دق إسفين بين السعودية والغرب".

ولفت "غولد" إلى أن "ما يفاقم الأمور تعقيدا بالنسبة لإسرائيل، أن اختفاء خاشقجي أدى إلى تعزيز مكانة تركيا من خلال احتكارها السيطرة على مجريات التحقيق في القضية".

وفي السياق، قال "هيرب كينون" المعلق في الصحيفة العبرية إن ما حدث لـ"خاشقجي" جعل وسائل الإعلام الأمريكية تجزم بأن رهانات "جاريد كوشنر" مستشار وصهر الرئيس "دونالد ترامب" على العلاقة مع "بن سلمان" في خطر.

ونوه إلى أن "كوشنر" استثمر الكثير من الجهود من أجل بناء علاقة قوية مع ولي العهد السعودي.

وأشار إلى أن أكثر ما يدل على تهاوي مكانة السعودية في واشنطن في أعقاب اختفاء "خاشقجي" يتمثل في مطالبة رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ "بوب كروكر" بتفعيل قانون "ماغنتسكي" ضد المسؤولين السعوديين المسؤولين عن إخفاء أو اغتيال "خاشقجي".

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

إسرائيل السعودية اختفاء خاشقجي مقتل جمال خاشقجي