اعتبر المعارض السعودي، "سعد الفقيه"، أن التهديدات التي أطلقها الكاتب الصحفي المقرب من الديوان الملكي "تركي الدخيل"، والتي توعد فيها برد قوي على أي عقوبات أمريكية محتملة، ليست سوى عنتريات فارغة لا يستطيع ولي العهد "محمد بن سلمان" تنفيذها.

وفي سلسلة تغريدات عبر "تويتر"، أوضح "الفقيه" أن ولي العهد السعودي يعتمد كلياً على آلاف من مرتزقة (بلاك ووتر)، وهي شركة مسجلة في أمريكا، كما أن مخابراته واتصالاته كلها في جيب أمريكا، ولا يستطيع حماية نفسه في مواجهة مع إيران إلا بأمريكا، متسائلا: "فكيف يستطيع أن يرد على الإجراء بإجراء أقوى منه؟ وكيف يسمح لتركي الدخيل أن يسرد مثل هذه التهديدات؟"

وأضاف "الفقيه": "إذا كان بن سلمان قد وضع كل بيضه في سلة أمريكا، فسلاحه الجوي لا يمكن أن يتحرك إلا بمفتاح برمجة أمريكية، وصناعة النفط لا تعمل إلا بتقنية أمريكية، وحركة الناقلات لا تسير إلا بمسارات أمريكية، وكل احتياطنا المالي في أمريكا، فكيف يستطيع أن يرد على الإجراء بأقوى منه؟"

واعتبر المعارض السعودي أن ردود أفعال القيادة السعودية دليلا على إصرارها على مزيد من التهور، قائلا: "ويبدو أنه (محمد بن سلمان) دخل عقليا ونفسيا في الحلقة المفرغة التي تدفعه لمزيد من التهور والهروب للأمام والغرق في الوحل، وسيبدو في عين العالم شخصاً ضاراً ينبغي التخلص منه عاجلا حماية للنظام العالمي وحفظا للتفاهمات الدولية، وبذلك سوف يختصر بنفسه زمن سقوطه ويوفر علينا وعلى كل خصومه سرعة التخلص منه".

تهور مستمر

 

وأشار "الفقيه" إلى أن تهديدات ولي العهد السعودي تكرار لتصرف لا يحسب عواقبه، "فهو يعترف ضمنا بالجريمة ويثبت التهمة على نفسه ويزداد غرقا في الوحل ويتورط أكثر وأكثر" حسب تعبيره.

ورأى المعارض السعودي أن الغرب لا تستفزه عنترية البيانات، ويعلم جيدا أن بن سلمان لن يستطيع تنفيذ تهديداته، لكنه "سيفهم من هذا البيان رسالة من ابن سلمان مفادها: نعم عذّبت وقتلت وقطّعت وسأكرر مثل هذا الفعل لأن لدي النفط والمال ولدي الإجراءات التي تجبركم على أن لا تعترضوا علي إن فعلت مثلها مرة أخرى" حسب قوله.

و"سعد الفقيه"، هو طبيب وجراح وأستاذ مساعد بكلية الطب سابقاً، وهو، أيضا، مؤسس الحركة الإسلامية للإصلاح السياسي (جماعة معارضة)، والمتحدث الرسمي باسمها، ورئيس المكتب السياسي للجنة الدفاع عن الحقوق الشرعية.

وإزاء توعد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" باتخاذ موقف قوي ضد السعودية حال تأكُد تورطها في قتل "خاشقجي"، نقلت وكالة الأنباء السعودية "واس" عن المصدر (لم تسمه) قوله: "إذا تلقت المملكة أي إجراء فسوف ترد عليه بإجراء أكبر"، مشيرا إلى أن "لاقتصاد المملكة دور مؤثر وحيوي في الاقتصاد العالمي، ولا يتأثر إلا بتأثر الاقتصاد العالمي".

بينما كشف "الدخيل"، في مقاله المنشور على موقع قناة العربية، أن الإجراءات السعودية تتضمن بينها السماح بإنشاء قاعدة روسية وشراء أسلحة من موسكو، إضافة إلى التصالح مع إيران.

وتواجه السعودية انتقادات دولية واسعة النطاق، وسط توقعات بفرض عقوبات عليها، إثر أزمة اختفاء "خاشقجي" بعد دخوله قنصلية بلاده في مدينة إسطنبول التركية يوم 2 من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، دون أن يشاهده أحد بعد ذلك.