بي بي سي: هل سجلت ساعة خاشقجي ما حدث بالقنصلية السعودية؟

الاثنين 15 أكتوبر 2018 10:10 ص

شككت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في صحة الرواية المتداولة حول قيام الكاتب الصحفي السعودي المختفي "جمال خاشقجي" بتسجيل كل ما حدث داخل القنصلية السعودية في إسطنبول عبر ساعته الذكية من طراز "أبل ووتش".

ووردت هذه القصة للمرة الأولى في صحيفة "صباح" التركية، قبل أن يتناقلها عدد من وسائل الإعلام.

وقالت الصحيفة التركية إن "خاشقجي" شغل خاصية التسجيل في ساعته، قبل دخوله القنصلية، وإن ملابسات "الاستجواب والتعذيب والقتل" سُجّلت، ثم أُرسلت إلى هاتفه الذكي من طراز "أيفون"، الذي كان برفقة خطيبته خارج القنصلية، وكذلك إلى خدمة "أي كلاود" السحابية، التابعة لشركة "أبل".

وبحسب تقرير الصحيفة، فإن مهاجمي "خاشقجي" لاحظوا الساعة، وحاولوا الدخول إلى أنظمتها عبر تخمين رمز المرور، قبل استخدام بصمة أصبعه لفتحها، ثم قاموا بمحو بعض، وليس كل، الملفات المسجلة عليها.

وشككت "بي بي سي" في الرواية قائلة إن ساعة "آبل" لا تستخدم خاصية التحقق من الهوية عبر اللمس، ومن ثم فإن الدخول إلى ملفاتها عبر بصمة الأصبع سيكون مستحيلا، إلا إذا فتحها المهاجمون عبر هاتف "آيفون" المتزاوج معها، لكن هذا الهاتف كان بالخارج.

وعن "خاصية التسجيل" في الساعة، قالت "بي بي سي" إن هذه الخاصية ليست متاحة ضمن الخصائص التي تباع بها الساعة، ولكن يمكن تسجيل الصوت عبر عدد من تطبيقات الطرف الثالث.

ومن المتصور أن يكون الصحفي المفقود قد ثبت أحد تلك التطبيقات على الساعة، وبدأ في التسجيل قبل دخوله القنصلية، لكن من أجل تحميل تلك التسجيلات إلى هاتفه، فربما يكون عليه أن يضغط على زر إيقاف التسجيل، وذلك دون أن يلاحظ مهاجموه ذلك.

كما ستحتاج ساعته حتما إلى الارتباط عبر تقنية البلوتوث مع هاتفه الموجود برفقة خطيبته، مشيرة إلى أن تقنية البلوتوث حاليا تعمل في نطاق محدود للغاية، ويبدو من غير المرجح بالمرة أن الإشارة ستمتد عبر العديد من جدران مبنى القنصلية في إسطنبول، إلا إذا كانت خطيبة "خاشقجي" تقف مباشرة خارج الغرفة التي يجرى فيها التحقيق معه.

لكن بعض المدافعين عن هذه الفرضية يقولون إن "خاشقجي" كان معه ساعة من طراز "آبل ووتش 3"، التي تتميز بارتباطها الخلوي الخاص، الذي يسمح لها بالاتصال مباشرة بخدمة "أي كلاود".

وصحيح أن صورة لـ"خاشقجي"، أثناء المشاركة في برنامج تليفزيوني، أظهرت بحوزته ساعة من طراز "أبل ووتش 3"، المميزة بزر الضبط الأحمر، وربما اشترى عقدا لخط اتصال خلوي للساعة في الولايات المتحدة حيث يقيم.

لكن هنا تكمن المشكلة بحسب "بي بي سي"، لأن خاصية التجوال ليست متاحة بساعة "آبل" هذه، حيث إنه بمجرد الوصول إلى تركيا، ستعتمد الساعة على هاتف" يفون"، من أجل الاتصال بالإنترنت، وكان باستطاعة "خاشقجي" أن يستبدل الشريحة الأمريكية بأخرى محلية، لكن منذ نحو عام رد منتدى "آبل سابورت" على الإنترنت على سؤال عن استخدام تلك الساعة في تركيا كجهاز مستقل، بالقول: "ليس هناك حاليا مزودو خدمة في تركيا".

ولا يبدو أن هذا الموقف قد تغير، وبصيغة أخرى لا يمكن استخدام ساعة أبل ووتش للاتصال بالإنترنت في إسطنبول، ما لم تزاوج بينها وبين هاتف أيفون قريب منها في المكان.

وتساءت "بي بي سي" عما إذا كانت الجهات الأمنية التركية تمكنت من اختراق ساعة "آبل ووتش"، وحولتها إلى جهاز تسجيل عن بعد، ثم أعطوها لـ"خاشقجي" قبل دخوله القنصلية من عدمه.

واعتبرت أن ما يبدو أكثر ترجيحا أن لديهم وسائل أخرى لاكتشاف ما يفعله الدبلوماسيون الأجانب، وأن قصة ساعة "آبل ووتش" توفر غطاء مفيدا، بحد قولها.

وفي وقت سابق، نقلت الصحيفة ذاتها عن مصادر رسمية تركية أن أفراد الفريق السعودي المؤلف من 15 شخصا، الذين وصلوا إلى المدينة التركية في اليوم نفسه من اختفاء "خاشقجي"، وزاروا القنصلية بالتزامن مع زيارته لها، هم الذين يقفون وراء عملية تصفيته، ونقل جثته خارج القنصلية، وأن السلطات التركية تملك تسجيلا صوتيا لعملية القتل.

فيما استعرضت صحيفة "يني شفق" التركية، في نسختها الورقية، تفاصيل تسجيل صوتي حصلت عليه يبين عملية قتل "خاشقجي" داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، والتي دخلها لإنهاء معاملة خاصة، في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، قبل أن يختفي أثره تماما.

واختفى "خاشقجي" (20 عاما)، في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، عقب دخوله مبنى قنصلية بلاده في إسطنبول دون أن يخرج منها، لكن القنصلية نفت احتجازه لديها، وادعت أنه غادرها دون أن تقدم دليلا على ذلك.

وبينما خلصت السلطات الأمنية التركية إلى أن "خاشقجي" جرى تعذيبه وقتله داخل قنصلية بلاده، كشفت مصادر مطلعة لـ"الخليج الجديد" أن القنصل السعودي بإسطنبول متورط شخصيا في اغتيال الصحفي السعودي عبر فرقة اغتيال خاصة من كتيبة "السيف الأجرب" التابعة مباشرة لولي العهد "محمد بن سلمان".

  كلمات مفتاحية

تركيا السعودية ساعة خاشقجي