قال رئيس الحكومة المغربية السابق "عبد الإله بن كيران" إن على المغاربة توقير الملك والملكية، مشيرا إلى أن الاختلاف مع الملك طبيعي لأنه "ليس نبيا"، معتبرا أن الحكومة ليست مقدسة.

توقير الملك

وقال "بن كيران" في كلمة له خلال اللقاء الذي جمعه مع اللجنة الوطنية لشبيبة العدالة والتنمية، الأحد: "علينا أن نوقر الملك، عليه أن يظل موقرا، لأنه لم يأت بانتخابات، ورئيس دولة وأمير المؤمنين وجاء عبر التاريخ، فالملكية في المغرب منذ قرون".

وأضاف: "قد لا تعجبنا بعض سياسات الملك، وهذا وارد لأنه ملك وليس نبيا، يمكن أن يصيب ويمكن أن يخطئ، لكننا نتعامل مع الملك بالاحترام والتوقير، حتى إذا أردنا انتقاد السياسة نقوم بذلك بطريقة لا نمس فيها الرمزية".

وقال "بن كيران" إنه التزم الصمت كثيرا، حتى لا يربك مسار الحزب، "ويبدو لي أن السكوت بلغ مداه".

الحكومة ليست مقدسة

وقال "بن كيران" إنه غير سعيد "بأدائهم في الحكومة، ولا أملك ما أقول لهم، لأنهم هم من يواجه النار ولست أنا من يفعل"، معبرا عن عدم رضاه عن أداء خلفه في قيادة الحزب، "سعد الدين العثماني"، الذي اعتبره وفريقه "بين الخطأ والصواب".

وانتقد بعض مسؤولي حزبه في تمسكهم بالمناصب والامتيازات، قائلا: "أعجبهم بعض اللحم، ويعضون عليه بأسنانهم، مخافة أن يسلبهم إياه شخص آخر". 

ولم ينكر "بن كيران" قيام بعض قيادات حزبه، بممارسة "البلطجة"، ولافتا إلى أن "الحزب ليس منزها عن اتباع المصالح، لكن الأساسي أن هذا ليس ما جئنا من أجله".

الانتخابات

وتطرق "بن كيران" إلى الحديث عن الانتخابات قائلا: "أدعوكم ليس فقط إلى تغيير نمط الاقتراع، بل أقيموها على دورتين، واجتمعوا كلكم ونحوا العدالة والتنمية، إن كان بهذه الطريقة تنتهي المشاكل". 

وتابع: "يكذبون ويقولون إن العدالة والتنمية مسؤول عن مشاكل البلاد، ويزعمون أن الحزب تسرب إلى الدولة، وبكل صراحة الإخوان الذين في مراكز مسؤولية داخل الدولة من موقع مدير مركزي فما فوق لا يتعدون 20 فردا".

تصريحات "رشيد العلمي"

وفند "عبد الإله بن كيران" خلال حديثه، اتهامات وزير الشباب والرياضة "رشيد الطالبي العلمي"، مؤكدا أن "الفساد هو ما يخرب البلاد وليس حزب العدالة والتنمية".

وانتقد "بن كيران" تفاعل القيادة الحالية لحزبه مع اتهامات "رشيد العلمي"، فـ"الرد عليه كان ضعيفا، وكان على سعد الدين العثماني توقيف الأمور حتى لو أدى الأمر إلى سقوط الحكومة".

ووصف "بن كيران" الوزير دون أن يسميه بأنه "لا يستحيي وعديم الحياء وأن الرد عليه كان يجب أن يكون أقوى ولو سقطت الحكومة، فهل هي من المقدسات؟ وحتى إذا سقطت الحكومة فلنذهب للانتخابات".

والشهر الماضي، صرح الوزير "العلمي" أن "النموذج التركي بقيادة زعيمه رجب طيب أردوغان الذي يقتدي به حزب العدالة والتنمية المغربي، قد أغلق على نفسه الأبواب، ما تسبب في انهيار عملته (الليرة التركية)".

هذه التصريحات التي اعتبرها العديد من قياديي حزب العدالة والتنمية غير مسؤولة، على اعتبار أن الهجوم الذي شنه القيادي في حزب الأحرار على" العدالة والتنمية" مسيء، سيما أن هذا الأخير يعد شريكا وحليفا في الائتلاف الحكومي الذي يقوده حزب العدالة والتنمية.