ذكرت الخارجية الأمريكية أن "مايك بومبيو" كرر لولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" قلق الرئيس "دونالد ترامب" حيال اختفاء الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، موضحة أن "بومبيو" و"بن سلمان" اتفقا على إجراء تحقيق شفاف بشأن اختفاء "خاشقجي".

من جانبه، أكد "بن سلمان" لـ"بومبيو"، أن السعودية والولايات المتحدة يربطهما تحالف قديم وقوي، قائلا: "نواجه تحدياتنا سويا، في الأمس واليوم والغد".

جاء ذلك خلال لقاء "بن سلمان" الوزير الأمريكي، في الرياض، الثلاثاء، عقب لقاء الأخير العاهل السعودي الملك "سلمان بن عبدالعزيز"، ومن ثم لقاء نظيره وزير السعودي "عادل الجبير"، في إطار الجهود الأمريكية لمعرفة ملابسات اختفاء الصحفي والكاتب السعودي البارز "جمال خاشقجي".

وفي وقت سابق، التقى الملك "سلمان" بوزير الخارجية الأمريكي لنحو 20 دقيقة، أكد خلالها "بموبيو" قلق الولايات المتحدة بشأن اختفاء "خاشقجي"، ومعربا في الوقت ذاته عن شكره للملك "سلمان" على التزامه بإجراء تحقيق شامل وشفاف في القضية.

• طالع هنا التغطية الخاصة على مدار الساعة لتطورات قضية جمال خاشقجي

وتتزامن الزيارة مع تقارير في وسائل إعلام أمريكية حول نية السعودية الإقرار بمقتل "خاشقجي" خلال استجواب تم بشكل خاطئ.

وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن الرياض ستحمي ولي العهد "محمد بن سلمان" بإلقاء مسؤولية مقتل "خاشقجي" على مسؤول بالمخابرات السعودية، كما أكدت مصادر صحفية أمريكية أخرى مجددا وجود معلومات استخبارية بأن ولي العهد هو من أمر بقتل الصحفي.

ونقلت الصحيفة عن مصدر وصفته بالمطلع على الرواية الرسمية التي ستعلنها الرياض للرأي العام أن الحكومة ستقول في روايتها أن "خاشقجي" قتل على وجه الخطأ خلال التحقيق معه في إطار عملية أمر بها المسؤول المخابراتي.

وأكد المصدر نفسه أن ولي العهد وافق على عملية تشمل التحقيق مع "خاشقجي"، وإذا اقتضى الأمر جلبه بالإكراه.

لكنه قال إن مسؤول المخابرات الذي تعتزم السلطات "التضحية به" لحماية ولي العهد "ذهب بعيدا" متجاوزا الخطة الأصلية بهدف إثبات كفاءته في مجال عمله.

ومع تداول تلك الأنباء، أثار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، أمس الإثنين، احتمال أن يكون "قتلة مارقون" هم من قاموا بتصفية الصحفي، وكان قد توعد الرياض قبل ذلك بعقاب قاس إن ثبت أنها ضالعة في مقتل "خاشقجي".

وبالتزامن مع التفاصيل التي كشفت عنها "نيويورك تايمز"، أعادت صحيفة "واشنطن بوست" تداول ما نشرته قبل أيام عن وجود معلومات لدى المخابرات الأمريكية تظهر أن "بن سلمان" هو من أمر بقتل "خاشقجي".

وقد اختفى الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" بعد دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وترجح أجهزة الأمن التركية -وفقا لتسريبات عديدة- مقتله داخل القنصلية على يد فريق سعودي.