وصل فريق التحقيق التركي إلى مقر إقامة القنصل السعودي بمدينة إسطنبول "محمد العتيبي"، الأربعاء، بعد ساعات من إعلان إلغاء تفتيشه على خلفية قضية الكاتب الصحفي السعودي "جمال خاشقجي".
وتوجهت 5 سيارات بيضاء، ضمت فريق التحقيق، إلى منزل "العتيبي"، فيما بدا مؤشرا على بدء عمليات التفتيش التي كانت مقررة، الثلاثاء، لكنها لم تتم بسبب عدم التعاون من جانب المسؤولين السعوديين، بحسب مصادر أمنية تركية.
وبينما قال مسؤولون سعوديون إن "خاشقجي" غادر القنصلية بعد وقت قصير من دخولها في 2 من أكتوبر/تشرين الأول، طالب الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" المملكة بتقديم ما يثبت ذلك، وهو ما لم تفعله السلطات السعودية حتى الآن، بدعوى أن كاميرات القنصلية "لم تكن تسجل" وقت دخول "خاشقجي".
ووافقت تركيا على طلب سعودي بتشكيل فريق تحقيق مشترك في القضية، وفي سياق ذلك أجرى فريق بحث جنائي تركي، مساء الإثنين، أعمال تحقيق وبحث في مقر القنصلية السعودية.
وأصدرت أسرة "خاشقجي"، الثلاثاء، بيانا طالبت فيه بتشكيل لجنة تحقيق دولية حول حقيقة مقتله بعد دخوله القنصلية.
وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن مسؤولين أتراكا أبلغوا نظراءهم الأمريكيين بأنهم يملكون تسجيلات صوتية ومرئية تثبت عملية الاغتيال داخل قنصلية إسطنبول.
وتجهز السعودية رواية بديلة لمصير "خاشقجي"، مفادها أنه توفي في قنصليتها بمدينة إسطنبول التركية قبل أسبوعين عن طريق "استجواب خاطئ"، وفقا لما نقلته صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن مصدر قالت إنه مطلع على خطط المملكة في هذا الشأن.
وفي السياق ذاته، صرح الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لاحقا باحتمال مقتل "خاشقجي" على يد من وصفهم بـ"قتلة مارقين".
ورغم تناقض الرواية السعودية المتوقعة مع التفاصيل المبكرة للقضية، بما في ذلك الإشارات إلى تقطيع جثة "خاشقجي"، إلا أنه يمثل طريقة لتخفيف أزمة المملكة السياسية، وتبديد الانتقادات الموجهة لإدارة "ترامب"، بعد رفضها التراجع عن مبيعات أسلحة بمليارات الدولارات إليها، وفقا لما أوردته الصحيفة الأمريكية.
وتواجه السعودية انتقادات دولية واسعة النطاق، وسط توقعات بفرض عقوبات عليها، إثر تأكيد مصادر مطلعة على التحقيقات التركية أن "خاشقجي" تعرض للقتل على يد فرقة اغتيال سعودية.
وقال مصدر خاص لـ "الخليج الجديد" إن الفرقة من كتيبة "السيف الأجرب" التابعة مباشرة لولي العهد، والتي تمثل ذراعه الطولى في تنفيذ أوامره الخاصة، ومنها تنفيذ حملة اعتقالات الدعاة واعتقال الأمراء بفندق ريتز كارلتون في الرياض.
وسميت الكتيبة بهذا الاسم تيمنا بسيف شهير في تراث السعودية يعود إلى الإمام "تركي بن محمد آل سعود" مؤسس الدولة السعودية الثانية، وجد حكام "آل سعود" الذي يلقب سيفه بـ"الأجرب".
