قال وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، إن بلاده بحاجة لمعرفة الحقائق وراء اختفاء الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، قبل أن تتمكن من إعداد رد مناسب، لافتا إلى أنهم سيعطون تركيا والسعودية مساحة لاستكمال تحقيقاتهم.

وفي تصريحات قبل إقلاع طائرته من أنقرة، قال "بومبيو"، إنه "ليس لديه ما يقوله" عن أزمة "خاشقجي".

وأضاف أنه ناقش القضية مع المسؤولين الأتراك، قائلا: "أوضحنا أن السعوديين تعاونوا مع التحقيق الذي بدأه الأتراك، كان هناك بعض التأخير، لكنهم بدوا واثقين من أن السعوديين سيسمحون لهم بالقيام بالأشياء التي يحتاجونها لاستكمال التحقيق".

ولفت إلى أنه لا تعليق لديه حول ما تقوله تركيا إن لديها تسجيلا عن مقتل "خاشقجي"، فضلا عن أنه لم يستمع إليه، وفقا لما أعلنت عنه المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية "هيذر ناورت".

وفي وقت سابق، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن مسؤولين أتراكا أبلغوا نظراءهم الأمريكيين بأنهم يملكون تسجيلات صوتية ومرئية تثبت مقتل "خاشقجي"، داخل قنصلية السعودية بإسطنبول.

وذكر "بومبيو": "أظل أسمع أننا نعطيهم بعض الفائدة من الشك.. سوف يقومون بالتحقيق.. وعندما يخرج التحقيق سنقيّم ذلك.. لا يتعلق الأمر بالشك".

وأضاف: "من المنطقي أن نمنحهم عددًا قليلاً من الأيام لإكمالها، حتى يتمكنوا من الوصول إليها بشكل صحيح، وحتى تكون شاملة وكاملة (التحقيقات). وهذا هو ما ذكروه، وهذا ما أشاروا إلى حاجتهم إليه وأنا آمل - ثم سنرى الأمر. لن نقيم ذلك إلا على أساس واقعي ومباشر".

وتابع "بومبيو": "القادم أفضل من أي وقت لاحق" لجميع الأطراف.

ومع ذلك، أشار "بومبيو" إلى أنه من المهم اعتبار أن الولايات المتحدة لديها "الكثير من العلاقات المهمة" مع السعوديين - المالية والحكومية ومكافحة إيران، موضحا أنه "يمكنني أن أتحدث عن الأماكن التي يعمل فيها السعوديون والولايات المتحدة معا".

وفي وقت أثر اختفاء "خاشقجي" على صورة السعودية وولي عهدها "محمد بن سلمان"، وهو لاعب رئيسي في العديد من طموحات إدارة "ترامب" في الشرق الأوسط، دخلت الأخيرة من الباب العريض لقضية "خاشقجي"، من خلال بحث سعودي أمريكي مشترك عن مخرج ينقذ السلطات السعودية من ورطة قتل "خاشقجي"، بحسب صحف أمريكية.

وقالت "ناورت" إن "بومبيو" بحث خلال لقائه مع الرئيس التركي "جب طيب أردوغان" العلاقات الثنائية والأزمة السورية.

وأضافت أن "بومبيو" أعرب عن ترحيبه لإخلاء سبيل القس الأمريكي "أندرو برونسون"، في تركيا مؤخرا.

والجمعة الماضي، أمرت محكمة الجنايات الثانية في ولاية إزمير التركية، بسجن "برونسون" 3 أعوام وشهرا ونصف الشهر، إثر محاكمته بتهم التجسس وارتكاب جرائم باسم منظمات إرهابية، غير أنها أمرت بإطلاق سراحه بعد الأخذ في الحسبان الفترة التي قضاها في الحبس.

وتم توقيف القس الأمريكي في 9 ديسمبر/كانون الأول 2016، وحوكم بتهم التجسس وارتكاب جرائم لمصلحة منظمتي "غولن" و"بي كا كا" الإرهابيتين تحت غطاء رجل دين، وتعاونه معهما رغم علمه المسبق بأهدافهما.