قال مصدر بمكتب المدعي العام التركي إن فريق التحقيق المكون من خبراء أدلة جنائية أتراك عثروا، الأربعاء، داخل منزل القنصل السعودي بإسطنبول "محمد العتيبي" على عينات مطابقة لأخرى تم الحصول عليها من داخل القنصلية، خلال عملية تفتيشها، مساء الإثنين الماضي.
وأضاف المصدر أن المحققين الأتراك طلبوا عينة من دم الصحفي والكاتب السعودي "جمال خاشقجي" من الولايات المتحدة، حيث كان يقيم الأخير، وأجرى فحوصات وتحليلات هناك، منذ فترة قريبة.
وكانت مصادر تركية قد قالت إن فرق البحث الجنائي التركية، جمعت عددا كبيرا من عينات الحمض النووي من مقر القنصلية السعودية بإسطنبول، باستخدام مركب "اللومينول"، بالإضافة إلى عينات من تربة حديقة القنصلية، وصناديق القمامة أيضا، وجمعت عينات كذلك من مجاري الصرف الصحي المرتبطة بالقنصلية، بحسب "الأناضول".
ويعكف فريق التحقيق التركي، منذ مساء الأربعاء، على تفتيش أرجاء منزل القنصل السعودي، بما فيها سطح المنزل، مستعينين بالأدوات اللازمة لرفع الأدلة الجنائية.
واستعان فريق التحقيق التركي بطائرة "درون" من أجل التقاط صور المقر ومحيطه من الجو.
وعلى صعيد متصل، اتخذت الشرطة التركية تدابير أمنية مشددة في محيط مقر إقامة القنصل السعودي.
وبالتوازي مع ذلك، قالت وكالة "رويترز" إن محققين أتراك أعادوا تفتيش القنصلية السعودية في إسطنبول، مساء الأربعاء، وذلك بالتزامن مع استمرار أعمال المحققين في منزل القنصل.
وأضافت أن مجموعة صغيرة من المحققين الأتراك باشروا عملية تفتيش جديدة في مكان محدد بالقنصلية هذه المرة، وهو الحديقة الخلفية لها، بحسب ما أفاد مصور تابع للوكالة.
يذكر أن مصادر من داخل مكتب المدعي العام قد أشارت إلى أن المحققين الأتراك عثروا داخل القنصلية على "أدلة ملموسة" تدعم فرضية قتل "خاشقجي" داخل القنصلية السعودية بإسطنبول.
ورفض السعوديون، الثلاثاء، دخول الوفد التركي إلى منزل القنصل، كما كان متفقا عليه من قبل، مما دفع الأتراك إلى إعلان تعليق عملية التحقيق بسبب تعنت الطرف السعودي، وإنهاء كافة الاتصالات مع وفد الرياض، وحصرها على مستوى وزارة الخارجية التركية.
وتأتي تلك التطورات بعد نحو يوم من مغادرة القنصل السعودي في إسطنبول "محمد العتيبي" البلاد بشكل مفاجئ، متوجها إلى السعودية، مستغلا حصانته الدبلوماسية ودون إخطار الجانب التركي أو التنسيق معه.
