هافنغتون بوست: أمراء السعودية في حالة ذعر بسبب خاشقجي

الأربعاء 17 أكتوبر 2018 08:10 ص

"السياسة القمعية التي انتهجتها المملكة في تعاملها مع خاشقجي قد بثت الرعب في نفوس الأمراء السعوديين"..

هكذا عرض موقع "هافنغتون بوست" لزاوية جديدة من أثر أزمة اغتيال الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي" داخل القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول التركية على أوساط العائلة الملكية.

وذكر الموقع، في تقرير نشره، الثلاثاء، أن تأثير قضية "خاشقجي" لا يقتصر على ولي العهد "محمد بن سلمان"، خاصة بعد استدعائه أخيه الأصغر، وسفير المملكة لدى الولايات المتحدة "خالد بن سلمان"، الأمر الذي أصاب كل فروع العائلة الملكية بمزيد من التوتر.

وأشار الموقع إلى التضارب في الآراء والتخمينات المتعلقة بـ "خالد" منذ مغادرته واشنطن، الأسبوع الماضي، إذ لم يظهر أي دليل على مكان وجوده حتى الآن، واعتبر ذلك مؤشرا على اعتزام ولي العهد مواصلة إضعاف الفروع الأخرى من العائلة الملكية، بعد أن اعتقل عددا كبيرا من الأمراء السعوديين خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2017 بفندق ريتز كارلتون - الرياض.

وتطرق التقرير إلى تصريح لأحد المسؤولين الغربيين، أدلى به لصحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، قائلا "إن نفوذ العائلة الملكية ينتقل من آل سعود إلى آل سلمان. وهو الأمر الذي لم يحظ بقبول الفروع الأخرى للعائلة".

وفي حين نجح "محمد بن سلمان" في إعادة تشكيل جزء كبير من الهيكلة العسكرية والسياسية السعودية، فإنه لا يزال الكثير من الأمراء يتمتعون بنفوذ لا بأس به في المملكة، ويرجع هذا النفوذ بالأساس إلى نسب هؤلاء الأمراء وانتمائهم إلى العائلة الملكية، فضلا عن علاقاتهم الخارجية الواسعة، بحسب الموقع الأمريكي.

ويذهب العديد من أمراء آل سعود إلى أن سلسلة القرارات الخطيرة التي اتخذها ولي العهد السعودي، على غرار حملته العسكرية في اليمن وحصاره لقطر واغتيال "جمال خاشقجي" تشكل خطرا على استقرار المملكة.

وإزاء ذلك، تطرق "هافنغتون بوست" إلى واقعة سابقة تظهر أن مخاوف الأمراء السعوديين من طريقة الحكم في المملكة ليست وليدة الوضع الراهن، ففي سنة 2015، كشفت تسريبات لرسالتين كتبهما أحد كبار الأمراء مدى استياء العائلة المالكة من أسلوب الحكم الذي يتبعه الملك "سلمان" بعد نشوب أزمة كبرى تتعلق بإدارة الحج.

واعتبر الموقع الأمريكي تعمق الشعور بخيبة أمل لدى الأمراء السعوديين منذرا بإلحاق ضرر كبير بـ"محمد بن سلمان".

وأشار إلى حادثة تاريخية سابقة انقلب خلالها أمراء آل سعود على بعضهم البعض، وتحديدا عام 1964، عندما أطاح ولي العهد السعودي الأمير "فيصل بن عبدالعزيز" بشقيقه الملك "سعود" بعد تلقيه دعما كبيرا من طرف الأقارب ذوي النفوذ السياسي والمالي القوي.

لكن الأمراء السعوديين يشعرون بالقلق بشأن مدى استعداد حلفائهم بالدول الغربية للوقوف معهم بشكل فاعل، خاصة أن الحكومات الغربية التزمت الصمت إزاء قيام "بن سلمان" بحملة اعتقالات جماعية طالت أبناء عمومته، رغم التقارير التي تشير إلى انتهاجه سياسة قائمة على التعذيب والترهيب.

وأشار التقرير إلى أن رغبة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" في دعم "محمد بن سلمان" وتصديق روايته بشأن قضية "خاشقجي" تعزز شعور الأمراء السعوديين بأنهم غير قادرين على المساس بولي العهد.

  كلمات مفتاحية

السعودية خاشقجي محمد بن سلمان خالد بن سلمان إسطنبول دونالد ترامب آل سعود