أعلنت شركة "جلينكور"، الأربعاء، أن رئيس مجلس إدارتها "توني هايوارد" لن يحضر مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في السعودية، لتؤكد بذلك تقريرا نشرته صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية.

جاء ذلك بعد ساعات من إعلان الرؤساء التنفيذيين لبنوك "إتش إس بي سي" و"ستاندرد تشارترد" و"كريدي سويس" انسحابهم من المؤتمر، المقرر عقده نهاية أكتوبر/تشرين الأول الجاري، منضمين بذلك إلى مديري شركات مالية وإعلامية كبرى، في ظل مؤشرات بتورط القيادة السعودية في اغتيال الصحفي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية المملكة بمدينة إسطنبول التركية.

وتزامنت الانسحابات المتتالية من حضور المؤتمر مع إلغاء صندوق النقد الدولي لزيارة مديرته "كريستين لاغارد" إلى الشرق الأوسط، والتي كانت تشمل الرياض، لحضور المؤتمر.

يأتي ذلك بعد قرارات مماثلة اتخذها الرئيس التنفيذي لبنك جي بي مورغان " جيمي ديمون" والرئيس التنفيذي لبلاك روك " لاري فينك"، وهما أول مصرفيين كبيرين يقاطعان المؤتمر تجاوبا مع حالة الاستياء الشديدة تجاه السعودية على خلفية قضية "خاشقجي".

وذكر تقرير لصحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية أن بين المقاطعين أيضا الرئيس التنفيذي لشركة بلاكستون "ستيفن شوارزمان"، المقرب لكل من الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، وولي العهد السعودي "محمد بن سلمان".

وعلى صعيد التغطيات الصحفية، انسحبت من المؤتمر مؤسسات إعلامية كبرى منها شبكة CNN الإخبارية، وصحيفتي "فاينانشال تايمز" و"نيويورك تايمز"، وشبكة CNBC، وشبكة "بلومبرغ"، في حين قالت شبكة "فوكس بيزنس" - وهي المؤسسة الإعلامية الغربية الوحيدة التي لم تقرر الانسحاب - إنها تراجع هذا القرار.

وتعد شركة جلينكور (مقرها في سويسرا) إحدى أكبر شركات توريد السلع والمواد الخام في العالم.

ودخل "خاشقجي"، المقيم في الولايات المتحدة والكاتب في صحيفة "واشنطن بوست" قنصلية بلاده بإسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، دون أن يخرج منها.

وأكد مصدر خاص لـ "الخليج الجديد" إن فرقة من كتيبة "السيف الأجرب" التابعة مباشرة لولي العهد السعودي، قتلت الصحفي السعودي داخل مقر القنصلية، وهو ما أكدته تسريبات مصادر مطلعة على التحقيقات التركية بوسائل إعلام محلية ودولية.

وأفاد المصدر بأن الكتيبة تمثل ذراع ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" الطولى في تنفيذ أوامره الخاصة، ومنها تنفيذ حملة اعتقالات الدعاة واعتقال الأمراء بفندق ريتز كارلتون في الرياض.

وسميت الكتيبة بهذا الاسم، تيمنا بسيف شهير في تراث السعودية يعود إلى الإمام "تركي بن محمد آل سعود" مؤسس الدولة السعودية الثانية، وجد حكام "آل سعود" الذي يلقب سيفه بـ"الأجرب".