توفي المصور التركي الشهير "أرا غولر"، الملقب بـ"عين إسطنبول" عن عمر ناهر الـ90 بعد صراع مع المرض.

ونقلت وكالة "الأناضول"، عن الطبيب "طفر غوكاي"، أنه أبلغ أسرة "غولر" بوفاته خلال علاجه في أحد مشافي مدينة إسطنبول التركية.

وأشار "غوكاي" إلى أن سبب الوفاة هو قصور في القلب.

و"أرا غولر" (Ara Güler) تركي من أصول أرمنية، ولد في منطقة "باي أوغلو" بإسطنبول عام 1928.

 

 

 

 

 

 

 

 

تأثر بالفن والسينما منذ صغره نظرًا للأجواء العائلية التي كانت تحيط به واهتمامها بالفنون والأفلام كثيرًا، وأثناء دراسته الثانوية عمل في عدة فروعٍ لاستديوهات صناعة الأفلام السينيمائية في المدينة، ما نمّى حلمه بأن يصبح مخرجًا أو كاتبًا مسرحيًا.

بعد أن تلقى تعليمه المتوسط اتجه لتعلم التمثيل والمسرح، على يد "محسن أرطغرل"، قبل أن ينضم عام 1950 لكلية الاقتصاد.

بدأ بالعمل في صحيفة "إسطنبول الجديدة"، كمصور صحفي عام 1950، وكان يقول عن هذه المهنة، أن أهميتها تكمن في قدرته على تحويل البيئة اليومية والمواضيع المشتركة إلى لحظات وشخصيات غير عادية.

في عام 1961 نُشرت صوره الفوتوغرافية السنوية في إنجلترا، وعُرف كمصور من أفضل سبع مصورين عالميًا، كما تم قبوله في جمعية مصوري المجلات الأمريكية، وبذلك أصبح التركيّ الأول الذي ينضمّ لتلك الجمعية.

وفي عام 1967، عُرضت أعماله في المعرض المفتوح "نظرات الناس للعالم" في كندا، ومعرض الفن الحديث الذي نُظِّم في نيويورك.

وفي نفس السنة أيضًا، في ألمانيا نظّم "غولر" معرض التصوير الفوتوغرافي الملون.

أما في عام 1970، نشر ألبوم صور حمل اسم "تركيّ في ألمانيا"، ونُشرت صوره في الفن وتاريخ الفن في مجلة "الحياة وقت" في الولايات المتحدة.

في عام 1972، افتتح في باريس المعرض الدولي للكتاب، وفي عام 1975 تمت دعوته إلى الولايات المتحدة، لكونه مصّورًا التقط صورًا كثيرة لمشاهير الأمريكان، وتم عرض صوره في معرض "الأمريكان المبدعون" الذي كان يُعدّ واحدًا من أهم المعارض آنذاك.

 

 

 

 

 

 

 

وفي نفس السنة صور الفيلم الوثائقيّ "نهاية البطل" الذي تحدث عن تفكك المدرعات الرديئة في الحرب العالمية.

قضى "غولر"، أيامه في المقاهي في المدينة التركية، والتحدث إلى الناس العاديين، والتعرف على قصصهم واستخدام عدسته لالتقاط جوهر كل موضوع.

وعلى الرغم من ولادته لعائلة أرمنية وتنشئته الثرية، غالبًا ما كان "غولر"، يركّز في صوره على حياة الطبقة الكادحة، وعامة الشعب والأحياء الفقيرة أو الشعبية، لما تحويه من قصص واقعية أكثر شبهًا بالحياة من من غيرها من الطبقات.

تجول "غولر"، العالم والتقط آلاف الصور، وأصبح ذا شهرة عالمية، لكنه اشتهر بصوره التي ألتقطها لمدينة إسطنبول بداية من عام 1950، والتي تأخذ من يشاهدها إلى قلب أحداث ذلك الزمن ولذلك لقب بـ"عين إسطنبول".

فلسفة "غولر"، في التصوير الفوتوغرافي هي تعليقه الأهمية الكبيرة على وجود الأشخاص في الصور، ولذلك يعتبر نفسه مؤرّخًا مرئيًا لا مصوّرًا فوتوغرافيًّا، حيث كان يقول إنّ التصوير الفوتوغرافي قد لا يعكس الواقع في كثير من الأحيان أو قد يكذب، لكنّ تصوير حياة الناس اليومية بمعاناتهم وتفاصيلهم الصغيرة لا يكذب أبدًا، ويرتبط بدرجة عالية بالواقع.