صحف بريطانية: بن سلمان أكثر استبدادا من أسلافه

الخميس 18 أكتوبر 2018 07:10 ص

تحدثت صحف بريطانية عن ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" وبرنامجه الإصلاحي، مؤكدة أنه أكثر استبدادا من أسلافه، وأن الغموض الذي أحاط باختفاء الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" ليس صادما كما شعرنا في البداية.

وفي صحيفة "الغارديان"، تحت عنوان "بن سلمان لم يكن أبداً إصلاحياً.. وما حدث يثبت ذلك"، أوضحت الصحيفة أنه في يونيو/حزيران عندما رفع الحظر عن قيادة النساء السيارات في السعودية، اعتبرت هذه الخطوة من قبل العالم أجمع بأنها جزء من "أجندة ولي العهد السعودي الإصلاحية".

وأضافت أن السطات السعودية أكدت حينها أن هذه الخطوة منحها "بن سلمان" للسعوديات بمثابة منحة وليس نتيجة للحملة التي قادتها الناشطات السعوديات، مضيفا أن الحكومة السعودية اعتقلت في الحقيقة 11 من الناشطات قبل شهر واحد من هذا الإعلان، ثم أفرج عن 4 فيما لا يزال 7 منهن قابعات في الاحتجاز من دون تهمة.

وأردفت أن ولي العهد السعودي أكثر استبدادا من أسلافه، لذا فإن الأحداث الغامضة التي أحاطت باختفاء الصحفي السعودي المعارض "جمال خاشقجي" ليست صادمة كما شعرنا في البداية.

وتابعت بالقول إنه في صيف عام 2017، سجن الأمير الشاب نحو 30 من رجال الدين السعوديين والكتاب والمثقفين لمجرد أنهم عبروا عن اعتراضهم على سياسات البلاط الملكي.

وأردف كاتب المقال أنه عندما شعر "خاشقجي" بأن اعتقاله أضحى أمرا لا مفر منه، هرب إلى الولايات المتحدة.

وتابعت الصحيفة البريطانية أن "خاشقجي عكف في مقالاته التي كان ينشرها في صحيفة واشنطن بوست على انتقاد حصار قطر، وإجبار رئيس الوزراء اللبناني على الاستقالة، وقمع المعارضين ووسائل الإعلام".

وأشارت إلى أن "على الملك سلمان أن يتذكر ما الذي حدث مع شاه إيران، وعليه أن يشارك هذه الأحداث مع ابنه المفضل".

 الموضوع نفسه، كتبت فيه "رولا خلف" في "فايننشال تايمز" مقالا حول تلاشي صورة الحاكم العربي العجوز المستبد لتحل محلها صورة الابن الشاب الذي تأمل الشعوب في أن يطور أساليب والده وتقنع الحكومات الغربية نفسها بأنها ستساعده نحو التغيير بعنوان "أسطورة الإصلاحي العربي الشاب".

وترى "رولا" أنه "على مدار العقد الماضي اعتمدت سياسات الغرب تجاه الشرق الأوسط على تلك الأسطورة التي تغيرت وجوهها لكن ظلت نتيجتها واحدة، فمن بشار الأسد في سوريا إلى سيف الإسلام القذافي في ليبيا إلى جمال مبارك في مصر وصولا إلى محمد بن سلمان في المملكة العربية السعودية".

وتابعت: "على اختلاف الأسماء والوجوه والبلاد، فقد احتفت العواصم الغربية بتلك الأسماء بدرجات مختلفة وحماس متغير إلا أن النتيجة كانت دائما واحدة، فكل واحد من تلك الأسماء أثبت أنه على نفس درجة استبداد سابقيه وبعضهم أثبت أنهم أكثر وحشية وقسوة".

وأضافت أن "هذا هو ما حدث تحديدا في حالة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، 33 عاما، الذي بدأ بقمع على مستوى رفيع شمل أمراء من العائلة المالكة ثم انتقل إلى ممارسته على كل من يختلف معه، وهو ما حدث مع الضحية المحتمل الصحفي جمال خاشقجي".

وتلفت الكاتبة إلى أنه حتى في الأجزاء الأكثر إشراقا في الشرق الأوسط، وضربت مثالا بالإمارات، فإن الجيل الأصغر سنا من حكامها، بحسب رأيها، لم يظهروا أيا من التسامح الذي عرف عن الشيخ "زايد بن سلطان آل نهيان".

وتعتقد الكاتبة أن المحرك الرئيسي وراء تلك الأسطورة (الإصلاحي الشاب) هو أن "الغرب يؤمن ولو جزئيا بضرورة الاحتفاظ باستقرار الشرق الأوسط غير الديمقراطي وأن التغيير الجذري في ظل أوضاعه المتوترة يحمل الكثير من المجازفة".

وأردفت: "لا وجود لأي إشارة إيجابية بشأن أمنيات المؤسسات السياسية الغربية التي تصر على تكرار أخطائها بشأن الحكام الشباب في منطقة الشرق الأوسط الذين تعلموا في الخارج ويظهرون اهتماما بالفن والموسيقى، ويعرفون كيف يتعاملون مع التكنولوجيا الحديثة، وتعتقد أن ذلك سيدفعهم نحو التغيير والإصلاح، لكن يبدو أن قلة الخبرة تدفعهم نحو مزيد من عدم الثقة وكثير من جنون العظمة".

  كلمات مفتاحية

محمد بن سلمان السعودية جمال خاشقجي مقتل خاشقجي صحف بريطانية

بومبيو لابن سلمان: الوقت ضيق.. ومستقبلك كملك على المحك