فريدمان: بن سلمان لا يمكنه التبرؤ من دم خاشقجي

الخميس 18 أكتوبر 2018 05:10 ص

"هل يجب علينا أن نتغاضى عن ذلك كما يفعل الرئيس ترامب؟ لا يجب علينا في الواقع، ولا يمكننا ذلك"..

هكذا شن الكاتب الأمريكي الشهير "توماس فريدمان" هجوما على ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" في مقال نشره بصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الأربعاء، مؤكدا أنه لا يمكن تصديق عدم مسؤوليته عن اغتيال الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي".

وشدد "فريدمان" على وجوب تقريع "بن سلمان" في قتل "خاشقجي"، داعيا الإدارة الأمريكية، في الوقت ذاته، للتأكد من أن عملية الإصلاح الاجتماعي، التي تبناها ولي العهد في السعودية، ستتواصل "لأن في ذلك مصلحة أمريكية" حسب تعبيره.

وعبر الكاتب الأمريكي عن اشمئزازه من مشاهدة رئيس الولايات المتحدة "دونالد ترامب" وهو يشترك مع مسؤولين سعوديين من أجل إعداد مخرج لهم، معتبرا أن تداعيات مقتل "خاشقجي" ستكون خطيرة على المدى الطويل.

وردا على التساؤل "كيف يمكن لأمريكا أن تفكر في تحقيق التوازن بين قيمها ومصالحها المستقبلية؟"، أجاب المقال بأن "أفضل إجابة هي العودة إلى أساسيات ومبادئ الأمة الأمريكية" في إشارة إلى ضرورة تغليب القيم على المصالح.

وفي هذا الإطار، أكد الكاتب الأمريكي أن علاقة بلاده بالسعودية، بعد أحداث 11 سبتمبر، لم تعد مرتبطة فقط بالنفط والمصالح ومبيعات الأسلحة، ولا تقتصر على مجرد وقوف السعودية بوجه إيران، بل ترتبط بـ"مشروع إصلاح ديني إسلامي" تتبناه السعودية باعتبارها موطن أقدس الأماكن الإسلامية".

وتابع: "أتاح لي عملي الصحفي في بداياته أن أكون في العاصمة اللبنانية بيروت لتغطية الحرب الأهلية هناك في عام 1979، وحدث في ذلك التاريخ حدثان مهمان؛ الأول قيام الثورة الإسلامية في إيران، والثاني حادثة اقتحام الحرم المكي من قبل جهيمان العتيبي الذي كان يقود مجموعة من المؤمنين بأفكاره، حيث رفض حكم آل سعود وهاجمهم واتهمهم بالكفر".

وأوضح "فريدمان" أنه في أعقاب هذه الحادثة خيم الخوف على العائلة الحاكمة في السعودية، "لذا ومن أجل تعزيز سيطرتها الدينية وحماية نفسها، بدأت بفرض نمط متشدد من الإسلام، وقامت بتصديره للخارج من خلال إنشاء المدارس والمساجد التي تتبع الإسلام السلفي المتشدد، فكان أن بنت المساجد والمدارس من إندونيسيا إلى لندن ومن المغرب إلى كابول، ومولتها من أموال النفط".

ولفت الكاتب الأمريكي إلى أن ذلك "كان له أثر سيء على التعليم وحقوق المرأة في جميع أنحاء العالم العربي والإسلامي".

لذا أراد "بن سلمان" أن يُظهر للعالم حكومته وإصلاحاته بشكل شفاف، بحسب الكاتب الأمريكي، لكنه في المقابل تعامل مع معارض له بإرسال فريق أمني من 15 عنصرا لقتله وتقطيع جثته بالمنشار.

ودافع "فريدمان" عن دعايته السابقة لـ"بن سلمان" وإصلاحاته، قائلا: "ما فعله جعلني أكثر تفاؤلاً في رغبته بالدخول في حرب أفكار ضد الإسلام المتشدد (...) الكثير من الشباب السعودي الذين تحدثت معهم كانوا يعتقدون أن التغيير الذي يقوم به حقيقي، ولم يكن يتوقع أحد أن يكون كل ذلك من أجل السيطرة والاستيلاء على السلطة وكسب الدعم الغربي".

واختتم الكاتب الأمريكي مقاله بالقول: "عندما يكون حليفك مريضاً وغبياً مثلما هو الحال مع السعوديين، لن يكون هناك حل سهل".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

توماس فريدمان جمال خاشقجي محمد بن سلمان السعودية إسطنبول