كشفت شبكة "إيه بي سي" الإخبارية الأمريكية أن وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو"، استمع إلى شريط صوتي يظهر عملية قتل الصحفي والكاتب السعودي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، في الثاني من الشهر الجاري.

وقالت الشبكة الأمريكية إنها علمت بشكل منفصل أن "خاشقجي" قتل داخل القنصلية، بعد معركة استمرت لنحو 8 دقائق، عن طريق الخنق، كما يعتقد مسؤولون أتراك.

ونقلت الشبكة عن مسؤول تركي رفيع المستوى (رفض ذكر اسمه) قوله إن الأتراك أعطوا لـ"بومبيو" نسخة من تسجيلات بحوزتهم تظهر عملية قتل "خاشقجي" بشكل مروع، لكن لم يتضح هل استمع إليه "بومبيو" خلال اجتماعه مع المسؤولين الأتراك، أم خلال عودته إلى الولايات المتحدة على متن الطائرة، أم بعد عودته.

وأوضحت الشبكة أن المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية "هيذر ناورت" كانت قد نفت أن يكون الوزير "بومبيو" قد استمع إلى أية تسجيلات، لكن لم ترد على سؤال حول حصوله على نسخ من تلك التسجيلات من عدمه، علاوة على أن "بومبيو" عندما سأل عما إذا كان سمع أية تسجيلات، قال: "ليس لدي ما أقوله عن ذلك".

وسردت "إيه بي سي" عددا من الدلائل التي تشير إلى أن وزير الخارجية الأمريكي استمع بالفعل إلى التسجيل الصوتي لعملية قتل "خاشقجي"، قائلة إن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" لوحظ أنه غير لهجته ضد السعودية بشكل واضح، بعد عودة "بومبيو" من جولته ولقائه به.

وأضافت: في وقت سابق من هذا الأسبوع تساءل "ترامب" عما إذا كانت التسجيلات موجودة، ودعا لعدم استباق التحقيقات ولوم السعوديين على الأمر، لكن بعد ظهر الخميس، ألغت إدارته فجأة زيارة وزير الخزانة "ستيف منوتشن" إلى السعودية لحضور مؤتمر استثماري هناك.

وتابعت: بعد ذلك بساعات قليلة، قال "ترامب" للصحفيين إنه "يبدو أن خاشقجي قد مات.. الأمر يبدو لي بهذه الطريقة"، مضيفا أن العواقب ستكون وخيمة على السعودية، إذا ما تم التأكد من تورطها في الأمر، الذي وصفه بالقاسي والسيئ.

وفي ختام تقريرها، نقلت "إيه بي سي" عن رئيس جمعية الإعلام العربية التركية، وأحد أصدقاء "جمال خاشقجي" المقربين، "توران كيسلسيكي"، قوله إن مسؤولا تركيا أطلعه بأن الشريط المسجل يظهر أن "خاشقجي" طلب منه أن يوقع على وثائق معينة، لكنه رفض، فتم قتله.

ولا تزال السلطات التركية تكثف من عمليات البحث في أماكن يحتمل وجود أجزاء من جثة "خاشقجي" بها، وذلك بعد أن انتهت من تفتيش مقر القنصلية السعودية بإسطنبول ومنزل القنصل "محمد العتيبي" وجمعت منهما عينات وأدلة.