تفاصيل تحركات الاستخبارات التركية في الساعات الأولى لاختفاء خاشقجي

الجمعة 19 أكتوبر 2018 01:10 ص

كشفت مصادر تركية، الجمعة، تفاصيل تحركات وكالة الاستخبارات فور تلقيها بلاغا من "ياسين أقطاي"، مستشار الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، باختفاء الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي" إثر دخوله القنصلية السعودية بمدينة إسطنبول في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وأوضحت المصادر أن  خطيبة "خاشقجي"، "خديجة جنكيز"، أبلغت "أقطاي" بعدم خروج "خاشقجي" من القنصلية قبيل الساعة الخامسة مساءً؛ أي بعد حوالي 3 ساعات ونصف من دخول الكاتب السعودي إلى القنصلية؛ حيث كانت ما زالت تنتظره خارجها، وفقا لما نقلته شبكة "CNN" الأمريكية.

وفور تلقيه الاتصال، أبلغ "أقطاي" مسؤولين في الحكومة التركية وضباط الاستخبارات بما جرى،  ثم اتصل بالسفير السعودي في أنقرة "وليد الخريجي"، الذي أبلغه بأنه لم يسمع أي شيء عن "خاشقجي"، وبدا متفاجئا من الاتصال.

وأبلغت الاستخبارات شرطة مطار أتاتورك لتفتيش طائرة سعودية خاصة، وهي واحدة من طائرتين وصلتا إسطنبول في وقت مبكر من يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول، وكانتا تنقلان 15 سعوديا يمثلون فرقة اغتيال "خاشقجي".

وصدر أمر التفتيش لأن احتمال العثور "خاشقجي" حيا كان لا يزال قائما لدى ضباط الاستخبارات، حسب المصادر.

وكان 7 ركاب سعوديين ينتظرون في المطار بالفعل، وتم فحص حقائبهم بالأشعة السينية، وهو ما نفى أي وجود آدمي داخلها.

وبحلول الساعة التاسعة مساءً، ارتدى ضباط مخابرات أتراك ملابس عمال بالمطار ودخلوا إلى الطائرة السعودية الخاصة لفحصها من الداخل، لكنهم لم يعثروا على أي شيء مثير للشبهات وبعدها سُمح للركاب بصعود الطائرة، التي أقلعت الساعة 11 ليلا بالتوقيت المحلي لإسطنبول.

وفي الأثناء، قررت وكالة الاستخبارات التركية مراجعة "بث صوتي ومرئي مباشر من القنصلية"، أظهر دليلا على ما حدث داخلها في وقت الظهيرة، وهو "اعتداء ومواجهة أدت في النهاية إلى مقتل خاشقجي".

لكن أنقرة لم تعترف علانية بوجود هكذا تسجيل حتى الآن، وهو ما عزته محللون أمنيون إلى أن السلطات التركية كانت تتجسس على القنصلية السعودية، ولا يمكنها الإعلان عن ذلك، وفقا لما نقلته الشبكة الأمريكية.

وبعدها، قضت الاستخبارات التركية عدة أيام في مراجعة تسجيلات كاميرات المراقبة لرصد تحركات السيارات التي نقلت المسافرين السعوديين الـ7 إلى المطار والمسافرين السعوديين الآخرين الذين على صعدوا على متن الطائرة الثانية التي أقلعت في الساعة الخامسة مساءً قبل أن يبدأ المسؤولون الأتراك تحقيقاتهم.

ولا تزال السلطات التركية تكثف من عمليات البحث في أماكن يحتمل وجود أجزاء من جثة "خاشقجي" بها، بعد أن انتهت من تفتيش مقر القنصلية السعودية بإسطنبول ومنزل القنصل "محمد العتيبي" وجمعت منهما عينات وأدلة.

وطالبت عدد من الدول والمنظمات الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا، والاتحاد الأوروبي، الرياض بالكشف عن مصير "خاشقجي"، فيما عبرت دول عربية عن تضامنها مع المملكة في مواجهة تهديدات واشنطن بفرض عقوبات عليها إذا ثبت تورطها في اغتيال الكاتب السعودي.

المصدر | الخليج الجديد + CNN

  كلمات مفتاحية

خاشقجي تركيا السعودية إسطنبول أنقرة مطار أتاتورك محمد العتيبي