رئيس الاستخبارات البريطانية السابق يحمل ترامب مسؤولية قتل خاشقجي

الجمعة 19 أكتوبر 2018 03:10 ص

رجح الرئيس السابق للاستخبارات البريطانية الخارجية (MI6)، "جون ساورز"، أن ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان" لم يكن ليتصرف في قضية الصحفي "جمال خاشقجي" من دون أن تكون لديه قناعة بحصوله على "إذن" مسبق من إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب".

وفي مقابلة مع "هيئة الإذاعة البريطانية" (بي بي سي)، قال "ساورز" إن جميع الأدلة في قضية اختفاء "خاشقجي" تشير إلى أنه قتل بأوامر من أفراد مقربين من "بن سلمان".

وبعد تصريحات غلب عليها الهدوء والدعوة إلى عدم اتهام مسؤولي المملكة بالوقوف وراء اغتيال "خاشقجي" دون امتلاك أدلة كافية، صعد "ترامب" من لهجته، الخميس، تجاه القيادة السعودية.

إذ قال الرئيس الأمريكي إنه "يبدو من المؤكد" لديه أن "خاشقجي" مات، محذرا، في مؤتمر صحفي بولاية ماريلند، من أن "العواقب ستكون وخيمة للغاية إذا كان المسؤولون السعوديون ضالعين" في قتل الرجل.

ولاحقا في اليوم ذاته، قال "ترامب"، في مقابلة من صحيفة "نيويورك تايمز": "خاشقجي مات ما لم تحدث معجزة المعجزات (..) وهذا الاستنتاج مبني على تقارير استخباراتية تأتي من كل صوب".

واعتبر أن المزاعم بشأن قيام ولي العهد السعودي بإعطاء أوامر لـ"قتل" خاشقجي "تثير تساؤولات عميقة بشأن التحالف الأمريكي مع السعودية".

واعتبر مراقبون أن تصريحات "ترامب" تلك مؤشر على تغير موقف واشنطن بعد انتقادات إعلامية للإدارة الأمريكية بتوفير غطاء للقادة السعوديين الذين ترجح تقارير صحفية أنهم متورطون.

وفي هذا الصدد، قالت "نيويورك تايمز" إن القادة السعوديين يبحثون توجيه اللوم في اغتيال "خاشقجي" للواء "أحمد عسيري"، المسؤول في الاستخبارات وأحد مستشاري "بن سلمان".

كانت مصادر تركية أبلغت "رويترز" بأن السلطات في أنقرة تمتلك تسجيلا صوتيا يشير إلى أن "خاشقجي" قتل داخل القنصلية، بينما نفى السعوديون بشدة تلك المزاعم، فيما توقعت وسائل إعلام أمريكية أن يعترف السعوديون بأنه قتل خطأ أثناء التحقيق معه.

في هذا الصدد، قالت قناة "إيه بي سي" الأمريكية إن مسؤولين أتراكا أسمعوا وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" تسجيلا صوتيا لما قيل إنه عملية اغتيال "خاشقجي" داخل القنصلية السعودية بإسطنبول.

لكن وزارة الخارجية الأمريكية أصدرت بيانا تنفي فيه أن يكون "بومبيو" قد استمع لأي تسجيل صوتي بشأن اختفاء "خاشقجي".

من جهة أخرى، قالت شبكة "إن بي سي"، نقلا عن مسؤولين أمريكيين، إن الاستخبارات الأمريكية تعتقد أن من غير المعقول ألا يكون لولي العهد السعودي علاقة بمقتل "خاشقجي"، لكنها لا تملك أدلة دامغة على أنه أصدر أمرا بقتله.

بدوره، قال "بومبيو" إن السعودية تعهدت له بأنها ستجري تحقيقا وافيا يتسم بالشفافية، يمكن أن يطلع عليه الجميع في قضية "خاشقجي".

وأضاف "بومبيو" -خلال كلمة في البيت الأبيض الخميس- أنه أبلغ الرئيس "ترامب" بأنه ينبغي منح الرياض بضعة أيام إضافية لإنجاز التحقيق.

في غضون ذلك، تواصل السلطات التركية جهود البحث والتحقيق في قضية "خاشقجي"، الذي يُعتقد بأنه قتل بعد دقائق من دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وفقا للمصادر الأمنية التركية.

  كلمات مفتاحية

السعودية تركيا أمريكا بريطانيا ترامب بن سلمان خاشقجي العلاقات السعودية الأمريكية