قالت الكاتبة الفرنسية "كريستين أوكرانت" إن مصادر لها داخل السعودية أخبرتها بأن الصحفي "جمال خاشقجي" رفض صفقة من ولي العهد "محمد بن سلمان".

وأضافت،  في مقابلة مع صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، أن الصفقة كانت تقضي بعودة "خاشقجي" إلى السعودية مقابل الأمان ورغد العيش على الطريقة البدوية، لكن الصحفي السعودي رفض الأمر.

وأوضحت أن "خاشقجي" اعتقد أن وجوده في حماية الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" وأحد مستشاريه المقربين في إسطنبول يكفي لتوفير الحماية الضرورية له من أن يمسه سوء، حسب ما ترجمته "القدس العربي".

ولفتت إلى أن "بن سلمان" ركز قبضته على السلطة على شكل من الشخصنة للحكم المطلق لم يُر له مثيل في هذا البلد من قبل، مشيرة في هذا الصدد إلى إقدامه على شن حرب دموية على اليمن فور تسلمه وزارة الدفاع، وإعلانه على الفور تسلم القطاع الاقتصادي والمالي بطرح جزء من شركة أرامكو في الأسواق المالية العالمية لتمويل رؤيته "السعودية 2030".

وعبرت الكاتبة عن شكوكها في أن يتمكن "بن سلمان" من تجاوز هذه المحنة السياسية العنيفة التي يمر بها بسبب تبعات قضية "خاشقجي".

وقالت "أوكرانت" إن ولي العهد السعودي أقدم على العديد من الأفعال التي قلّم من خلالها أظافر كل من يمكنهم أن يقفوا في وجهه؛ فسجن التقدميين وناشطات حقوق المرأة وعلماء الدين والأمراء، ممسكا بذلك تلابيب السلطة بيد من حديد.

واختفى "خاشقجي" بعد دخوله قنصلية بلاده، في الثاني من الشهر الجاري، لكنه لم يخرج منها، وسط دلائل شبه مؤكدة عن مقتله داخلها على يد فريق اغتيال جاء من السعودية خصيصا لهذا الأمر.

وتكثف السلطات التركية من تحقيقاتها لكشف التفاصيل النهائية للقضية، تمهيدا لإعلانها أمام الرأي العام العالمي، الذي بات مهتما بأزمة "خاشقجي".

وانتهى محققون أتراك، منذ أيام، من تفتيش مبنى القنصلية السعودية في إسطنبول، ومنزل القنصل، قبل أن يشرعوا في عمليات بحث في ثلاثة أماكن يشتبه في أنه تم نقل بقايا جثة "خاشقجي" لها، بعد تقطيعه داخل القنصلية، على يد فريق الاغتيال.