العداوة المستمرة مع الأمن تمنع عودة جماهير الكرة المصرية

الجمعة 19 أكتوبر 2018 05:10 ص

تغيب جماهير كرة القدم المصرية عن الملاعب منذ نحو 6 سنوات، ورغم أن الدوري المصري الممتاز عاد بعد "مذبحة بورسعيد" بعامين، إلا أن الجماهير لم تعد، ولم تتمكن قرارات اتحاد الكرة من كسر حالة الفراغ الجماهيري في المدرجات التي باتت مهجورة.

ووقفت العلاقة المتأزمة بين الجماهير والشرطة المصرية، إضافة إلى الحساسية الشديدة بين جماهير الأندية، حجر عثرة أمام إمكانية العودة لمدرجات الكرة.

تعد "مذبحة بورسعيد" هي "القشة التي قصمت ظهر البعير"، وفجرت الأزمة بين جماهير كرة القدم والشرطة المصرية، بعد عدة مناوشات، أبرزها أحداث مباراة الأهلي وكيما أسوان في كأس مصر، 6 سبتمبر/أيلول 2011، وشهدت احتكاكات عنيفة بين رجال الأمن وجماهير النادي الأحمر في مدرجات الدرجة الثالثة، امتدت إلى الشوارع المحيطة بالإستاد.

وقالت الداخلية المصرية في بداية بيانها إن استفزازات بعض جماهير الأهلي المتكررة والتعدي على أفراد الشرطة خلال المباراة كانت السبب في وقوع الاشتباكات.

وأضافت: "عقب إخلاء المدرجات توجهت مجموعة من جماهير النادي الأهلي إلى شارع صلاح سالم وقطعوا طريق السيارات واعتدوا على قوات الشرطة".

ووصل عدد المصابين من الجماهير إلى 42 مصابا بينما ارتفع عدد المصابين بين قوات الأمن إلى 76 مصابا منهم ثلاثة ضباط و73 مجندا بخلاف السيارات التي تضررت وبلغ عددها 14 سيارة نقل جنود وسيارتي شرطة ورافعة مرور ودراجتين ناريتين إضافة إلى تحطم عدد من سيارات المواطنين جراء إلقاء الحجارة، وألقي القبض على 25 من الجماهير.

وفي فبراير/شباط 2012، وقعت إحدى العلامات السوداء في تاريخ الجمهور المصري، حيث قتل 72 من جماهير الأهلي، داخل "ملعب بورسعيد"، وأحيلت القضية إلى المحاكم التي قضت بأحكام تتراوح بين الإعدام والسجن لعدد من المسؤولين في بورسعيد.

وبعدها بثلاث سنوات تكررت المذبحة بشكل مصغر مع جماهير نادي الزمالك، حيث قتل 20 مشجعا نتيجة إطلاق الشرطة الغازات المسيلة للدموع على الجماهير، التي كانت مكتظة في ممرات حديدية تم وضعها للحد من تدفق الجماهير على ملعب "الدفاع الجوي".

وترى الشرطة المصرية أن أزمة الجماهير بدأت مع ظهور مجموعات "الأولتراس" عام 2001 والتي ظلت 17 عاما تثير الجدل، حتى تم حظرها واعتبارها تنظيمات غير مشروعة يعاقب المنتمون إليها بالسجن.

وكانت مشاركة "الأولتراس" المؤثرة، في ثورة يناير/كانون الثاني 2011 السبب الأهم في حالة العداء الرسمي لها، بالإضافة إلى فشل ترويض الآلاف من أعضائها، أو استقطابهم لتأييد النظام الحالي، ما جعل التخلص منها قراراً رسمياً يصعب الرجوع عنه.

بعض المراقبين يرجع توتر الأجواء الجماهيرية في مصر إلى حالة القمع، والانسداد السياسي، وعدم السماح للشباب بالتعبير عن آرائهم بحرية؛ ما يجعل مدرجات الكرة الساحة الوحيدة التي يمكنهم من خلالها تقديم مطالبهم، أو التعبير عن طموحاتهم وأحلامهم في المستقبل الذي كانوا ينتظرونه بعد الثورة، التي كان الشباب عمادها الرئيس.

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

الجماهير المصرية مذبحة بورسعيد الدفاع الجوي