الأسرة الحاكمة في السعودية تعيش حالة من الفوضى على وقع تزايد الضغوط الدولية غير المسبوقة على المملكة بشأن قضية اختفاء الصحفي "جمال خاشقجي"، هكذا نقل موقع "ميدل إيست آي" البريطاني عن ما قال إنه مصدر استخباراتي غربي (لم يذكر اسمه).

وأضاف الموقع، في تقرير، أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" يريد بقاء ولي العهد "محمد بن سلمان" في السلطة، رغم كل ما حدث، بينما يرى وزير خارجيته "مايك بومبيو" أنه شاب متقلب وقليل الخبرة، وينبغي استبداله، على حد قول المصدر.

وأشار المصدر إلى أن خطوة إرسال "بومبيو" إلى الرياض، هذا الأسبوع، جانت جزءا من خطة لإدارة "ترامب" لإشراك نفسها في المناقشات حول أي تغيير محتمل يتعلق بخلافة "بن سلمان" في منصب ولاية العهد، أو أية تغيرات دراماتيكية أخرى في العائلة.

وكشف الموقع، نقلا عن مصدره، أن وزارة الخارجية البريطانية، بدورها، تجري مناقشات داخلية للتحضير لسيناريوهات محتملة بما في ذلك تغيير خط خلافة الملك في السعودية.

وقال مصدر آخر في وزارة الخارجية البريطانية، طلب عدم ذكر اسمه، إن "سايمون كوليس"، السفير البريطاني في الرياض، لم يلتق "بن سلمان" منذ اختفاء "خاشقجي" في 2 أكتوبر/تشرين الأول؛ لأن المسؤولين السعوديين لا يزالون مرتبكين بشأن كيفية معالجة الوضع الحالي.

على جانب آخر، نقل الموقع عن محللين تشكيكهم في إمكانية عزل ولي العهد السعودي أو تنحيته، بناءً على تفاعلات قضية "خاشقجي".

ونقل "ميدل إيست آي" عن ما قال إنه "أحد المعارضين السعوديين، الذين تربطهم صلات وثيقة بالعائلة المالكة" قوله إن الأسرة المالكة ربما تلتصق ببعضها البعض لتجنب "صراع داخلي" داخل المملكة.

وأضاف المعارض أن أعضاء العائلة المالكة يعتبرون أن "بن سلمان" سيكون ملكا في نهاية المطاف؛ نظرا لعلاقاته المتشابكة إقليميا ودوليا، إضافة إلى إيمانهم بأن البلاد ستدخل حالة من الانهيار الكامل إذا بدأ صراع داخلي علني داخل الأسرة.

وقال الأستاذ المساعد في جامعة كينغز كوليدج لندن، المتخصصة في القضايا الأمنية الخليجية، "أندرياس كريج"، إن الكثيرين في واشنطن كانوا يتوقعون أن يتم تعيين شقيق "بن سلمان"، الأمير "خالد"، الذي كان سفيرا للسعودية في الولايات المتحدة، وليا لولي العهد.

لكنه قال إن الأمر سيتطلب "انقلابا فعليا" داخل القصر لإبعاد "بن سلمان" عن خط خلافة والده على العرش.

واستبعد "كريج" فرض عقوبات حقيقية على السعودية بسبب قضية "خاشقجي".

وأكد أن الضغط على الإدارة الأمريكية، في هذا الإطار، يأتي حاليا من الكونغرس، لكن يبدو أن "ترامب" يتجاهلهم حاليا.