قال الرئيس السابق للاستخبارات البريطانية الخارجية (MI6)، "جون ساورز"، إن الأدلة المتواترة في قضية اختفاء ومقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" تشير إلى أنها تمت بأوامر مباشرة من ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان".

واختفى "خاشقجي" بعد دخوله قنصلية بلاده، في الثاني من الشهر الجاري، لكنه لم يخرج منها، وسط أنباء مؤكدة عن مقتله داخلها على يد فريق اغتيال جاء من السعودية خصيصا لهذا الأمر.

وأضاف "ساورز" أن النظريات القائلة بأن "عناصر مارقة" في الجيش أو الأمن السعودي هي المسؤولة عن مقتل "خاشقجي"، هو "خيال فاضح"، حسب ما نقلت عنه صحيفة "ذا غارديان" البريطانية.

وقال "ساورز"، الذي كان يترأس جهاز الاستخبارات البريطانية حتى عام 2014، إن ولي العهد السعودي تصرف على هذا النحو بسبب اعتقاده بأن لديه ضوءا أخضر مسبق من البيت الأبيض بأن يفعل ما يحلو له.

وأوضح أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وأركان إدارته بات عليهم الآن أن ينتبهوا لمدى خطورة أن يتصرف حلفاؤهم من منطلق إحساسهم بأن معهم حصانة لا حساب لها؛ بسبب علاقاتهم مع الولايات المتحدة.

لذلك، والكلام لـ "ساورز"، فإنه لو ثبت بشكل نهائي بأن ولي العهد السعودي قد فعلها، فيتعين على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الرد عليه بحسم.

وأبدى "ساورز" احترامه لما وصفه دقة ومهارة أجهزة الاستخبارات التركية، قائلا إن مستوى التفاصيل التي باتت بحوزتهم وتصدر عنهم تشير إلى إنجازهم تحقيق شامل ودقيق.

وتوقع أن تكون تركيا راقبت بشكل مسبق المكاتب الدبلوماسية السعودية على أراضيها، ضمن استحقاقات التوترات بين أنقرة والرياض خلال العقد الماضي، ما قد يكون سهل على أجهزة الاستخبارات التركية الاطلاع عن كثب على ما حدث لـ "خاشقجي" داخل القنصلية السعودية بإسطنبول.

واعتبر أن مستوى التفاصيل الذي بحوزة الأجهزة التركية تدمر بشدة فرضيات نجاة "بن سلمان" من تبعات ما حدث.

وتوقع "ساورز" أن يستفيد بعض أفراد العائلة المالكة السعودية ومجتمع الأعمال ورجال الدين المحافظين، وجميعهم من المناوئين لولي العهد، من ما حدث في تقويض سلطة "بن سلمان".

وأشارت "الجارديان" إلى أن تركيا تعكف حاليا على جمع وترتيب الأدلة التي بحوزتها عما حدث لـ"خاشقجي"، من أجل إخراجها في شكل رواية متماسكة وقوية أمام العالم قريبا.

وأوردت الصحيفة انتقادات وجهها عضو مجلس العموم البريطاني، "جوناثان إدواردز"، إلى حكومة بلاده؛ بسبب اعتزامها السماح باشتراك المفوض التجاري البريطاني للشرق الأوسط، "سيمون بيني"، والسفير البريطاني لدى السعودية "سيمون كوليس"، في مؤتمر "مبادرة مستقبل الاستثمار"، المقرر عقده بعد أيام في الرياض.

واعتبر "إدواردز" أن السماح لهؤلاء بحضور المؤتمر يعكس مدى الأسى، الذي باتت عليه الحكومة البريطانية لدرجة أنها تسعى لـ"استرضاء الطغاة"، على حد قوله.