نيوزويك تنشر مقابلة مثيرة مع خاشقجي قبل مقتله

الجمعة 19 أكتوبر 2018 11:10 ص

نشرت صحيفة ​"نيوزويك" الأمريكية مقابلة سابقة مع الصحفي السعودي ​"جمال خاشقجي"، مشيرة إلى أنها امتنعت عن نشرها من قبل حرصا على حياته.

واعتبر "خاشقجي"، الذي قتل داخل قنصلية بلاده بإسطنبول، أن "​واشنطن لن تضغط على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلا إذا حدثت أزمة حقيقية في ​السعودية​".

ووصف "خاشقجي" ولي العهد السعودي بأنه "زعيم قبلي من الطراز القديم وليس إصلاحي".

ولفت الصحفي القتيل إلى أن "بن سلمان يريد أن يحصد ثمار الحداثة ويحكم السعودية على طريقة جده"، مشيراً إلى أن الأخير "يرى في الإصلاح تكبيلا لحكمه الاستبدادي".

ونفى "خاشقجي" عن نفسه صفة المعارض قائلا: "أنا لا أرى نفسي معارضا.. فقط أريد السعودية أفضل، أنا لا أدعو للإطاحة بالنظام؛ لأنني أعرف أن ذلك غير ممكن ومحفوف بالمخاطر، ولا يوجد أحد للإطاحة بالنظام.. أنا فقط أدعو لإصلاح النظام".

وأعرب الصحفي السعودي عن أسفه من محاولاته، دون جدوى، لتقديم المشورة لولي العهد "محمد بن سلمان" لاختيار مسار مختلف وفتح المجتمع المدني السعودي.

وفي المقابل، أبدى "خاشقجي" اعتقاده أنه "ما زال هناك أمل لإمكانية توجيه بن سلمان نحو العقل"، فيما أشار إلى خطورة الرجال الذين يحيطون بولي العهد.

واعتبر "خاشقجي" أن "بن سلمان يحظى بشعبية كبيرة بين النساء بسبب التخفيف من القيود على الحجاب والسينما والموسيقى، والحرية التي يكتسبونها بعد فترة طويلة من الاضطهاد"، مشيرا إلى أنه يهتم بالإصلاحات القضائية الحقيقية التي "يمكن أن تسمح للمرأة بالاستقلال عن قوانين الوصاية الذكورية".

وانتقد حملة الاعتقالات التي طالت العشرات من الأمراء، قائلا: "لم تكن هناك إجراءات قانونية أو أدلة أو شفافية. إذا كان يريد بالفعل أن يكون إصلاحيا، فلماذا لا يقدم الأدلة للجمهور؟ إذا فعل ذلك سيكون الناس إلى جانبه".

ومضى بالقول: "أرى الأمور تسير على نحو خاطئ. هو (بن سلمان) مؤمن جدا بنفسه. لا يؤمن بأي شخص آخر. لا يتحقق. وليس لديه مستشارون مناسبون".

ودعا "خاشقجي" ولي العهد السعودي إلى "وقف التخطيط للمشاريع العملاقة وأن ينظر إلى المناطق الفقيرة في جدة والرياض، وأن ينظر إلى الفقراء؛ لأن هؤلاء الناس المساكين، يريدون وظائف، يريدون حياة أفضل، ولا يمتلكونها".

الربيع العربي

وتابع: "نصيحتي الثانية: الكف عن محاربة التغيير في الشرق الأوسط.. الربيع العربي ظاهرة حقيقية.. احتضان الربيع العربي، واحتضان التطلع إلى حرية شعوب مصر وسوريا واليمن".

واعتبر الصحفي السعودي أن " المؤسسات الدولية ومنها البنك الدولي يستطيع منع بن سلمان من إهدار المال على المشاريع العملاقة الخانقة.. لكننا، نحن شعب المملكة، لا نملك القوة أو التأثير لنقول، (يا صاحب السمو، لا تهدروا مليارات الدولارات في هذه المشاريع العملاقة)".

وشكك "خاشقجي" في احتمالية استقرار الأوضاع في المملكة قائلا: "هل يمكن أن تخلق الاستقرار عندما تنفر النخبة من رجال الأعمال، خاصة أولئك الذين يقتربون من (ولي العهد السابق) محمد بن نايف وغيرهم وأبناء عمه المستاءين؟ هل يمكنك الحكم عندما تكون دائرتك الانتخابية غير سعيدة؟ هل يمكنك إنشاء إصلاح مستقر؟".

وتوقع "خاشقجي" أن يتمسك "بن سلمان" بالحكم، معتبرا أن "هناك زعيما يدير بلدا أفقر بكثير من السعودية ولديه تاريخ أكثر صرامة للمعارضة، وهو (عبدالفتاح) السيسي في مصر.. اليوم لا أحد يستطيع التخطيط لثورة في مصر. لذا فإن بن سلمان، الذي لديه المزيد من المال، والمزيد من الدعم، والذي لديه عدد سكان أصغر يمكنه حكم السعودية لسنوات دون منازع".

وانتقد الصحفي السعودي الحرب التي تقودها السعودية في اليمن والحصار الذي تفرضه المملكة على قطر، قائلا: "تنفق السعودية ملايين الدولارات في اليمن على هذه الحرب التي لا يمكن الفوز بها.. تكلفة حصار قطر –الكثير من الأشياء التي اعتاد القطريون شرائها من السعودية، يشترونها الآن في أماكن أخرى. كل هذه السياسات غير مربحة، على الأقل من الناحية الاقتصادية، ناهيك عن الجانب السياسي".

وتابع: "إنه (بن سلمان) محق في القلق من الوجود الإيراني في اليمن، لكن في الوقت نفسه يشك في حلفائه الطبيعيين في اليمن؛ الإسلاميين".

وقال الصحفي الذي أجرى اللقاء مع "خاشقجي": "قد أخبرني جمال خاشقجي أنه يخشى على حياته، وهذا أحد الأسباب التي جعلتني لم أسمح بنشر هذه النسخة حتى الآن".

وختم بقوله: "السبب الآخر هو الأمل في أنه ما زال على قيد الحياة. فعلى الرغم من الدلائل الكثيرة على الوحشية المتطرفة لولي العهد محمد بن سلمان ونظامه، لم أكن أتخيل أبدا ما حدث".

  كلمات مفتاحية

خاشقجي نيوزويك السعودية