قال رئيس منتدى الشرق الشبابي والمدير السابق لقناة الجزيرة "وضاح خنفر"، إن دماء الكاتب الصحفي السعودي "جمال خاشقجي"، الذي اعترفت الرياض رسميا بمقتله داخل قنصلة بلاده في إسطنبول، لن تذهب هدرا.

ونعى "خنفر"، الكاتب الراحل، في رسالة نشرها موقع "بوست عربي"، مؤكدا أن اغتياله خسارة فادحة لعائلته وبلده ولنا جميعا.

واستعاد "خنفر" بعضا من أماني "خاشقجي" بأن "التغيير في العالم العربي سيستمر ويصل إلى منتهاه بسبب أخطاء الزعماء المتسلطين"، مؤكدا أن كلماته تكتسي اليوم معنى جديدا.

وأضاف: "كان (خاشقجي) يؤمن إيماناً عميقاً برسالته كصحفي، ويأبى بإصرار أن يُصنف بأنه معارض لنظام بلاده، ليس لأنه لا يمتلك الشجاعة الكافية لكي يكون معارضاً، بل لأنه يحترم أخلاق المهنة التي علمته الإنصاف والتوازن: يعترف للنظام بالفضل إن هو أحسن، ولا يصمت إن رأى ما يستوجب النقد والمساءلة".

وتابع: "لم يخطر بباله حجم الشر الذي وصل إليه العهد الجديد، العهد الذي تدثر بشعارات الإصلاح ومحاربة الإسلام المتطرف التي تروق للدوائر الغربية، وأنفق المليارات لحساب مصانع السلاح الأمريكي، عندها مُنح ولي العهد محمد بن سلمان، غطاءً كاملاً ليعبث في بلاده وفي المنطقة دون حساب ولا عقاب".

وانتقدت الرسالة إصرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" على إيجاد مخرج للنظام السعودي، والتنصل من الجريمة، وإعلانه صراحة أنه لن يضحي بمائة مليار دولار، هي حجم مبيعات السلاح التي ستشتريها السعودية.

وشدد "خنفر" على أن محاولات الإدارة الأمريكية لن تجدي في إنقاذ ولي العهد "محمد بن سلمان" من عاقبة جريمة قتل "خاشقجي"، مثمنا موقف أصوات الضمير الحي والكلمة الحرة في الغرب وفي أرجاء العالم، التي يمثلها صحفيون وحقوقيون وناشطون ومثقفون.

واختتم الرسالة بالإشارة إلى آخر ما جمعه بـ"خاشقجي" الذي قال له: "ينبغي أن يكون شعارنا من الآن وصاعداً: الديمقراطية هي الحل، لا خيار آخر أمامنا إلا أن نعمل من أجل الديمقراطية، وإلا فإن بلداننا ستنحدر إلى عصور طويلة من الظلام".

وقال "خاشقجي" كلمته تلك ومشى، وبعد يومين من ذلك اللقاء كان قد قضى نحبه، لكن كلماته لم تمت، فقد منحها اغتياله حياة جديدة.

ولأول مرة منذ أكثر من أسبوعين تقر السعودية رسميا مساء الجمعة 19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بمقتل "خاشقجي" في مقر القنصلية السعودية في إسطنبول، فيما صدر قرار ملكي بإعفاء عدد من المسؤولين من مناصبهم.