الغارديان: الرياض تغسل سمعتها بدفع الملايين لشركات بريطانية

السبت 20 أكتوبر 2018 07:10 ص

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن لندن أصبحت مركزا دوليا للشركات والحملات السعودية في مجال العلاقات العامة والتأثير على وسائل الإعلام، مشيرة إلى أن الشركات البريطانية تجني ملايين الجنيهات مقابل محاولات تحسين صورة المملكة وحلفائها في المنطقة خلال السنوات الأخيرة.

وأشارت الصحيفة إلى أنه طالما كانت سمعة المملكة مثار خلاف بسبب سجلها في حقوق الإنسان وتورطها في حرب اليمن، لكن هذه السمعة تلقت ضربة قوية خلال الأسبوعين الماضيين، بعد مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" والذي يكتب بالواشنطن بوست.

ومن بين المستفيدين من المؤسسات البريطانية، مؤسسة علاقات عامة اسمها "فرويد"، وصحيفة "الإندبندنت"، ودار نشر "فايس" ومعهد "توني بلير" للتغيرات العالمية، بحسب الصحيفة.

وبعد مقتل "خاشقجي"، بدأت "فرويد"، التي عملت مع السعودية، تنأى بنفسها عن المملكة، بينما أثيرت مجددا علامات استفهام حول شراكة صحيفة "الإندبندنت" مع ناشر سعودي على علاقة وثيقة بالحكومة السعودية.

وفي الإطار ذاته، يعمل مكتب لندن للناشر "فايس" على إنتاج سلسلة أفلام تروج للسعودية، كما تقدم شركة قوامها الموظفون السابقون في مؤسسة العلاقات العامة المنهارة "بيل بوتنجر"، استشارات للسعودية حول استراتيجية الاتصالات.

وقدمت شركة فرويد، التي أسسها "ماثيو فرويد"، دعما في أثناء إعادة تدشين رؤية 2030 للمملكة تحت قيادة "محمد بن سلمان" في عام 2016، لكن متحدثا باسمها قال هذا الأسبوع إنها لا تعمل حاليا لصالح السعودية.

من مؤسسات العلاقات العامة الأخرى في لندن التي أكدت أنها قامت بأعمال مع الدولة السعودية في الشهور الأخيرة "بيجفيلد غلوبال كاونسل"، لكنها قالت إنها لم تعد تعمل مع السعودية.

أما "ميلتاون بارتنرز"، التي يديرها رئيس الاتصالات السابق لدى الأمير "تشارلز" والمسؤول السابق في نيو ليبر، فقالت إنها ليس لديها حاليا أي عقود مع المنطقة، ولكن ما كانت لتؤكد ما إذا كانت قد عملت مع الدولة السعودية في تنفيذ أي مشاريع خلال العامين الماضيين.

وهناك أيضا "نيكست سي إن سي"، المتفرعة في مكاتبها التي في لندن عن شركة العلاقات العامة الفرنسية بوبليسيز، والتي قالت إنها لم تعمل مع السعوديين منذ مطلع العام.

وتلقى عشرات النواب من حزبي العمال والمحافظين رحلات مجانية إلى السعودية تزيد قيمتها على مائتي ألف جنيه إسترليني خلال السنوات الثلاث الماضية.

وفي الإطار ذاته تلقى عضو البرلمان عن حزب المحافظين "رهمان كريسيتي" 46 ألف جنيه مقابل استشارات قدمها لمركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية على مدى عامين، وذلك قبل استقالته من منصبه في يناير/ كانون الثاني الماضي.

وفي مارس/آذار من العام الجاري، نشرت عدد من الصحف البريطانية بما في ذلك صحيفة الغارديان ، إعلانات تروج لأجندة الإصلاح الخاصة بـ"محمد بن سلمان".

وامتنعت صحيفة التليغراف البريطانية الكبرى عن التعليق على تكهنات بأن أحد المشترين السعوديين المحتملين قد اتصل بها في وقت سابق من هذا العام ، حيث أصر متحدث رسمي على أن الصحيفة ليست للبيع وأن الأسئلة حول أي توجه، على السعوديين الإجابة عليها.

وقالت رئيسة برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مركز تشاتام هاوس للأبحاث "لينا خطيب"، إن المملكة شرعت في "حملة واسعة النطاق للعلاقات العامة تركز على المملكة المتحدة والولايات المتحدة" على مدى العامين الماضيين منذ وصول ولي العهد الجديد.

 وأضافت أن البلاد اختارت الاستثمار في محتوى باللغة الإنجليزية يستهدف جمهورًا بريطانيًا محليًا ، بمساعدة من حكومة "تيريزا ماي" التي "أعطت السعودية شعورًا بأن لها اليد العليا في هذه العلاقة" والمبيعات العسكرية المستمرة للمملكة المتحدة إلى السعودية أثناء الحرب في اليمن.

واعتبرت أن السعودية حريصة على تحسين صورتها في الخارج - وهي الأعمال التي لم تتأثر بها الأحداث الأخيرة - بل وناقشت تأسيس مركز أبحاث مؤيد للسعودية في لندن، بعد أن أسست وجودًا مشابهًا في الولايات المتحدة من خلال منظمات مثل مؤسسة العربية.

  كلمات مفتاحية

صحيفة الغارديان صحيفة الإندبندنت علاقات عامة محمد بن سلمان السعودية بريطانيا العلاقات السعودية البريطانية