غضب ورفض أمريكي رفيع المستوى للرواية السعودية لمقتل خاشقجي

السبت 20 أكتوبر 2018 08:10 ص

استنكر مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى، الرواية المزعومة التي أعلنتها السلطات السعودية بشأن مقتل الكاتب الصحفي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، معتبرين الرواية الرسمية "غير مقبولة".

ووصف عضو لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ الأمريكي الجمهوري، السيناتور "جيري موران" أن ما حصل للصحفي السعودي "جمال خاشقجي" هو أمر "مروع وعلى الكونغرس التفكير في عواقب هامة حتى لا تخطئ بقية الأنظمة ومنها الشركاء في قراءة الالتزام الأمريكي بحماية الحقوق الأساسية".

 

 

كما أوضح عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي "ليندسي غراهام"، تباين التصريحات من قبل الجانب السعودي على مدار الفترة الماضية منذ اختفاء الصحفي السعودي في 2 أكتوبر/تشرين الأول، وحتى اعتراف المملكة بمقتله، دون علم ولي العهد السعودي.

وقال: "قيل لنا في البداية إن جمال خاشقجي غادر القنصلية وكان هناك نفي شامل لأي تورط سعودي. والآن هناك شجارا أدى لمقتل خاشقجي داخل القنصلية. وكل هذا بدون معرفة ولي العهد".

 

 

عضو لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأمريكي الجمهوري عن ولاية كولورادو، "مايك كوفمان"، ندد بموقف الولايات المتحدة من القضية، مستنكرا في تغريدة عبر حسابه على "تويتر" غض السلطة الأمريكية الطرف عن المسؤول الحقيقي للقضية.

وقال: "أنا لم أقاتل من أجل بلدي حتى ننظر في الاتجاه الآخر"، مناشدا الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" استدعاء السفير الأمريكي بالوكالة من الرياض بشكل فوري، حتى انتهاء المشاورات مع الكونغرس.

 

 

وهو ما أيده فيه عضو لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ الأمريكي الديمقراطي "برايان شاتز"، مطالبا باتخاذ السلطة الأمريكية خطوة أكثر قوة بحق السلطة السعودية، وعلى رأسها صفقات الأسلحة.

وتابع قائلا: "علينا رفض صفقة السلاح المقبلة مع السعودية، لأن هذه الصفقات تخضع للتصويت وأي عضو في الكونغرس لديه إرادة قوية لديه الفرصة لدعم ذلك".

 

 

 

عضو مجلس النواب عن ولاية فيرجينيا "جيري كونولي"، قال في برنامج بقناة "سي إن إن"، إن البيان السعودي حول مقتل "خاسقجي": "أشبه بعملية كلاسيكية للمافيا".

وأفاد "كونولي" أن السعودية تكتمت على الأمر بهذه الطريقة من أجل حماية ولي العهد "محمد بن سلمان"، مشددا أن الاحتمال معدوم بتنفيذ جريمة مخطط لها مسبقا في القنصلية السعودية دون علم وموافقة ولي العهد.

وكتب العضو الديمقراطي البارز في لجنة الاستخبارات من ولاية كاليفورنيا "اريك سوالويل"، في تغريدة على "تويتر": "أين الجثة؟! عائلة (خاشقجي) تستحق أن يتم تسليمها فورا رفاته".

وقال عضو اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ الأمريكي "ريتشارد بلومينثال": "الأفعال والتصريحات السعودية مازالت تتحدى الموثوقية والمنطق"، مضيفا أن على الولايات المتحدة "الدعوة لتحقيق دولي يحاسب جميع المسؤولين (عن مقتل جمال خاشقجي)، لا الذين استخدموا لتلافي المتهمين الحقيقي المحيطين بولي العهد".

 

 

أما عضو لجنة الاعتمادات في مجلس الشيوخ الأمريكي الديمقراطي "كريس فان هولن"، فاستنكر مستوى الرواية التي خرجت بها السلطات السعودية للسيطرة على القضية التي أشعلت الرأي العام العالمي، وتصديق "ترامب" وإدارته للوارد فيها.

وقال في تغريده عبر حسابه الرسمي على تويتر: "حقا؟ بعد أسبوعين كان هذا أفضل ما خرجتم به؟"، وتابع "الجزء المحزن أن الرئيس ترامب سيحاول الترويج لهذا".

وتابع مشددا على ضرورة ألا تشارك الولايات المتحدة في عملية التغطية والترويج لهذه القضية وفقا للرواية الخاصة بالسلطة السعودية، معولا على ما ستقوله الوكالات الاستخبارية بشأن ما حصل.

 

 

كبير الديمقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب عن نيويورك،  "إليوت أنجل"، قال بدوره إن العلاقات السعودية الأمريكية معتمدة حاليا على نتائج التحقيقات في مقتل الصحفي "جمال خاشقجي".

وقال في تصريحات له مساء الجمعة: "التفسير السعودي لا يمكن اعتباره موثوقا خصوصا بعد أن تغيرت القصة بشكل كبير خلال الأيام الماضية". مؤكدا: "العلاقات الأمريكية السعودية لا يمكن أن تزدهر بدون حل لمقتل جمال خاشقجي".

في حين أكد كبير الديمقراطيين في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب الأمريكي "أدم شيف": الادعاء السعودي غير معقول. إذا كان جمال خاشقجي يتشاجر مع 15 شخصا فهو كان يتشاجر من أجل حياته".

وشدد على أنه يجب محاسبة المملكة السعودية، وأكد أنه إذا لم تقد الإدارة الأمريكي المتمثلة في "ترامب" وحكومته، فإن تلك المحاسبة سيشرف على تنفيذها، الكونغرس الأمريكي.

 

 

كبير الديمقراطيين في لجنة الاعتمادات بمجلس الشيوخ الأمريكي "باتريك ليهي"، قال عبر "تويتر" أيضا: "ينبغي أن يعلم الشعب الأمريكي ما يملكه المجتمع الاستخباري الأمريكي من معلومات بشأن مقتل جمال خاشقجي". وشدد على ضرورة تشارك أمريكا في التغطية على تلك الجريمة بأي شكل من الأشكال.

 

 

من ناحيته، استنكر رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي الجمهوري عن ولاية تينيسي "بوب كوركر"، الرواية السعودية الأخيرة، وقال: "لقد تغيرت الرواية السعودية كثيرا إلى درجة أن الرواية الجديدة أصبحت غير معقولة".

 

 

واستطرد في تغريدة أخرى مشددا على ضرورة إجراء الولايات المتحدة تحقيقات مستقلة، تلتزم الحياد الحقيقي والمصداقية، بشأن مقتل الصحفي السعودي.

وتابع: "يمكن للسعودية أن تجري تحقيقاتها الخاصة، لكن يجب على الإدارة الأمريكية أن تصنع قرارها المستقل والمسؤول عن مقتل خاشقجي في إطار تحقيقات جلوبال ماجنتسكي وفق ما يقتضيه القانون".

 

 

بدوره، قال السيناتور الديمقراطي عن ولاية نيوجيرسي، "بوب منيديز" إن الضغوط الدولية المشتركة أجبرت السعودية على الاعتراف بمقتل "خاشقجي".

وأضاف "منيديز"، في تغريدة على "تويتر"، إنه "لا استثناء ضمن قانون ماجنيتسكي للحوادث حتى وإن مات خاشقجي بشجار".

ودعا "راند بول"، السيناتور الجمهوري عن ولاية كنتاكي، إلى تعليق جميع الصفقات العسكرية والمساعدات والتعاون مع الرياض، مضيفا: "يجب أن تدفع السعودية ثمنا باهظا لما ارتكبته".

 

 

ويختتم عضو لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي الديمقراطي "جيف ميركلي": قصة السعودية بشأن جمال خاشقجي غير معقولة"، مؤكدا أن على الولايات المتحدة المطالبة بالحصول على الحقيقة ومحاسبة جميع الأطراف المسؤولة "لا أن تنساق معهم للتغطية على الجريمة"، على حد تعبيره.

 

 

وتعهد البيت الأبيض في بيان رسمي أخير صادر عنه تعليقا على المستجدات في قضية مقتل "خاشقجي"، بـ"الضغط من أجل تحقيق العدالة".

من جانبه، رحب "ترامب" بالنتائج الأولية للتحقيق في مقتل "خاشقجي"، وأكد أنه "يأمل ألا يؤدي الرد الأمريكي إلى إلغاء صفقات الأسلحة وفقدان 600 ألف وظيفة للأمريكيين".

وأعلنت الرياض، في الساعة الأولى من صباح السبت، مقتل الصحفي "جمال خاشقجي" بقنصلية بلاده بإسطنبول إثر شجار مع مسؤولين سعوديين وتوقيف 18 شخصا كلهم سعوديون.

ولم توضح السلطات السعودية مكان جثمان "خاشقجي" الذي اختفى عقب دخوله قنصلية بلاده في 2 أكتوبر/تشرين أول الجاري، لإنهاء أوراق خاصة به.

وعلى خلفية الواقعة، أعفى الملك "سلمان"، مسؤولين بارزين بينهم نائب رئيس الاستخبارات "أحمد عسيري"، والمستشار بالديوان الملكي، "سعود بن عبدالله القحطاني" وتشكيل لجنة برئاسة ولي العهد السعودي، لإعادة هيكلة الاستخبارات العامة.

وقالت النيابة العامة السعودية إن التحقيقات لاتزال مستمرة مع الموقوفين على ذمة القضية، والبالغ عددهم 18 شخصا حتى الآن.

  كلمات مفتاحية

السعودية أمريكا مجلس النواب الأمريكي مجلس الشيوخ تحقيق جمال خاشقجي