حجز منتخب مصر مقعدا له بنهائيات كأس الأمم الأفريقية "كان 2019"، قبل جولتين من نهاية التصفيات القارية، بعدما ضمن احتلال أحد المركزين الأول والثاني من المجموعة العاشرة.

وحصد الفراعنة 9 نقاط من 4 مباريات، فقد خسر أمام تونس 1-0، قبل أن يفوز على النيجر 6-0، ثم إي سواتيني (مرتين) 4-1 و2-0.

ويتأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2019 أصحاب المراكز الأولى والثانية في المجموعات الـ12، باستثناء مجموعة البلد المنظم الكاميرون الذي يشارك في التصفيات أيضا.

وتحمل النسخة القادمة من كأس أمم أفريقيا الرقم 32 منذ انطلاقها عام 1957، وستقام لأول مرة في فصل الصيف في الفترة من 7 إلى 30 يونيو/حزيران 2019، وبمشاركة 24 منتخبا بدلا من 16 كما كان معتاد.

وقبل 200 يوما تقريبا على انطلاق المنافسات، هناك عدة ملفات أمام الاتحاد المصري لكرة القدم، برئاسة "هاني أبوريدة"، يجب حسمها مبكرا لإعداد وتجهيز الفراعنة بشكل جيد لاستعادة الكأس الذهبية الغائبة عن خزائنه منذ 9 أعوام تقريبا.

المباريات الودية

البداية ستكون مع ضرورة التواصل مع عدد من الاتحادات الأفريقية وغير الأفريقية للاتفاق على بعض المباريات الودية اللازمة لنجاح المدرب المكسيكي "خافيير أجيري" في اختيار أفضل تشكيلة للفراعنة.

ويقول مدرب الزمالك السابق "محمد صلاح": "يجب على اتحاد الكرة سرعة الاتفاق على عدد من المباريات الودية التي يختارها المدرب وفقا لرؤيته الفنية، ولا يجب التأخر في ذلك خاصة أن الاتحادات الكبرى تضع خطط مستقبلية لمنتخباتها ولا يمكن تغييرها".

وأضاف: "رغم حسم التأهل يجب أخذ مباراتي تونس والنيجر بالجولتين الخامسة والسادسة على محمل الجد والاستفادة منهما في تحسين التصنيف الشهري للمنتخب وكنوع من الاحتكاك وبداية الاستعداد للبطولة".

ويشدد "صلاح" على اختيار مواجهة منتخبات تتناسب مع طبيعة اللعب الأفريقي وليست منتخبات أوروبية وعالمية تحقق عوائد مالية من البث التليفزيوني والحضور الجماهيري فقط.

المعسكر ومقر الإقامة

"الغباء هو تكرار نفس الخطأ مرتين"، لذا يجب على الاتحاد المصري عدم الوقوع من جديد في خطأ اختيار مقر معسكر وإقامة المنتخب خلال كأس العالم 2018 بروسيا، عندما تأخر في حسم هذا الملف مع اقتراب موعد انطلاق البطولة ما جعل الخيارات أمامه قليلة واضطر لاختيار مدينة غروزني التي كانت تبعد كثيرا عن ملاعب المباريات.

ويقول "صلاح": "الفوز في المباريات لا يكون داخل الملعب فقط، فهناك عوامل كثيرة لها تأثير في ذلك، منها المعسكرات ومقرات الإقامة الجيدة، التي توفر للاعبين الراحة وتساعدهم على التركيز، وهو ما لم يتوافر في مونديال 2018 واشتكى منه اللاعبين وعلى رأسهم محمد صلاح، الذي خرج عن شعوره وكشف تفاصيل تؤكد أن المعسكر كان بعيد كل البعد عن الاحترافية".

الموسم الكروي

ويعد الإرهاق والإصابات أكثر ما يقلق الجهاز الفني للفراعنة، في ظل الموسم الكروي الحالي، المزدحم بالكثير من الارتباطات للاعبين مع الأندية والمنتخبات بداية من الدوري والكأس وأبطال أفريقيا والكونفدرالية الأفريقية والبطولة العربية وصولا للتصفيات القارية.

مع العلم أن النسخة القادمة من أبطال أفريقيا والكونفدرالية الأفريقية ستقام منافساتها بشكل مضغوط بين شهري نوفمبر/تشرين الثاني 2018 إلى مايو/أيار 2019، ذلك نظرا للتعديلات الجديدة في مواعيد البطولة والتي تم تغييرها لتبدأ في بداية الموسم وتنتهي مع نهايته بدلا من النظام القديم.

ويقول نجم الأهلي ومدرب منتخب مصر للشباب "ربيع ياسين": "اتحاد الكرة ولجنة المسابقات في وضع لا يحسدون عليه فلا يمكنهم إلغاء الدوري أو الكأس كما حدث قبل مونديال 1990، أو حتى مطالبة الأندية بالانسحاب من التزاماتها الأفريقية والعربية، فهناك عقود رعاية وعقوبات وغرامات مالية قد يتعرضون لها".

وانتقد "ياسين" قرار الاتحاد الأفريقي "كاف" بتغيير مواعيد دوري الأبطال والكونفدرالية الأفريقية، هذا الموسم الذي يعقبه مباشرة كأس أمم أفريقيا، مشيرا إلى أن الأفضل تأجيله للموسم القادم.

الطائرة والملابس

وتواصل الاتحاد المصري خلال الأسابيع القليلة الماضية مع الشركة الراعية من أجل حل أزمة ملابس المنتخب الأول، بعدما تفاجأ بعدم وجودها قبل مواجهة النيجر، ما اضطره للاستعانة بملابس المنتخب الأولمبي، وهو ما أثار استياء اللاعبين وخاصة المحترفين في الخارج.

وكانت حالة من الغضب أصابت الجماهير المصرية بسبب التصميم السيئ الذي ظهر به المنتخب في مونديال 2018، مقارنة بباقي منتخبات البطولة، لذا يجب على اتحاد الكرة حسم هذا الملف مبكرا من أجل ضمان ظهور الفراعنة بشكل يليق بمكانته بين المنتخبات الأفريقية وبمكانة مصر كأكثر دولة في القارة. 

كما يحاول رئيس الاتحاد "هاني أبوريدة"، في الوقت الحالي التوصل إلى اتفاق مع شركة مصر للطيران لتوفير طائرة خاصة للاعبين من درجة رجال الأعمال "بيزنيس كلاس"، بدلا من الطائرة الحالية، والتي اشتكى بسببها نجم ليفربول الإنجليزي "محمد صلاح".

وكان خلاف كبير نشب بين الاتحاد و"صلاح"، منذ فترة، لعدة أسباب منها مطالبته بتوفير طائرة خاصة مميزة وتذاكر "بيزنيس كلاس" لتنقلاته هو وزملائه اللاعبين، وهو ما رفضه وزير الشباب والرياضة، "أشرف صبحي"، لأن اللائحة تنص على وصول المحترفين إلى مصر، من خلال الدرجة العادية، ويعتبر سفرهم، على درجة رجال الأعمال، مخالفة مالية.

المكافآت

لا يختلف اثنين على أن كرة القدم باتت أكثر من رياضة وتحولت إلى مهنة وصناعة وتجارة، ولم يعد ممارستها وتحقيق البطولات مشبع للاعبين على المستوى الاحترافي، وهو ما عانت منه كثير من المنتخبات العالمية التي تمتلك نجوم كبار يقدمون الكثير مع أنديتهم ولكن مستواهم يتراجع عندما يرتدوا قميص المنتخب، خوفا من الإجهاد والإصابات.

وبات لزاما تحفيز لاعبي الفراعنة بالمكافآت مع وصول طموح البعض منهم لأقصى حدوده بعد المشاركة في المونديال، وخاصة في ظل ما يحصل عليه اتحاد الكرة من وراء عقود الرعاية، وهو ما قد يتضاعف حال التتويج بكأس أمم أفريقيا للمرة الثامنة.