ماهر مطرب.. ذراع بن سلمان التي اغتالت خاشقجي

السبت 20 أكتوبر 2018 04:10 ص

بعد 18 يوما من جريمة قتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية بلاده بإسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، اضطرت السعودية إلى الاعتراف بالحادثة وإعلان توقيف أشخاص وإقالة آخرين.

"ماهر عبدالعزيز مطرب"، كان واحدا من بين 18 شخصا أعلنت الرياض توقيفهم للاشتباه بهم في مقتل الصحفي السعودي، مؤكدة أن "التحقيق معهم مستمرّ حتى تقديمهم للعدالة".

وحسب الرواية السعودية التي نشرتها وكالة الأنباء الرسمية، فإن "التحقيقات أظهرت أن المناقشات التي تمّت بين خاشقجي وبين الأشخاص الذين قابلوه أدّت لشجار واشتباك بالأيدي وانتهت بوفاته".

وعطفا على البيان الرسمي، خرج مصدر سعودي ليقول: إن "الشخص (لم يذكر هويته) الذي تشاجر مع خاشقجي ذهب لمقابلته بعد ظهور مؤشرات تدلّ على إمكانيّة عودته للبلاد".

وأضاف المصدر: أن "مناقشات الشخص الذي ذهب لمقابلة خاشقجي تطوّرت بشكل سلبي، ما أدّى إلى حدوث شجار، وبعد وفاته إثر العراك مع المشتبه بهم تمت محاولة التكتّم على ما حدث والتغطية عليه".

وبينما لم يشر المصدر إلى هوية الشخص، أكّدت وكالة "رويترز"، نقلا عن مصدر سعودي، "اختيار الضابط مطرب لعملية التفاوض مع خاشقجي للعودة إلى أرض الوطن".

بدورها أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى "مطرب" كأحد المشتبه بهم بالجريمة. وقالت إنه كان دبلوماسيا في السفارة السعودية بلندن، عام 2007.

مرافق "بن سلمان"

بعد أيام من إعلان صور المشتبه بهم عبر وسائل إعلام تركية، انفردت صحيفة "صباح" بنشر صورة ملتقطة عبر كاميرا مراقبة، قالت إنها لتحرّكات "مطرب" أثناء الدخول إلى القنصلية والخروج منها.

كما نشرت "نيويورك تايمز" صورا لـ"مطرب"، برفقة وليّ العهد السعودي خلال زيارته إلى واشنطن، في مارس/آذار الماضي، وإلى مدريد وباريس، في أبريل/نيسان الماضي.

"مطرب" (1971) يعمل برتبة عقيد في الاستخبارات السعودية، وسبق أن عمل في السفارة السعودية بلندن سنتين، وبعدها غادر وحلّ محله المقدَّم "راجح البقمي "مديرا لمكتب الاستخبارات في السفارة.

وعن علاقته بالجريمة، فإن المعلومات تقول إنه جاء ضمن الفوج الأول من فريق الاغتيال، وتشير ترجيحات إلى أن مهمّته كانت التحقيق مع "خاشقجي" نظرا لطبيعة عمله في جهاز الاستخبارات.

هذا الرجل، كما جاء في تقرير الصحيفة، يُعتبر مقرّبا من "بن سلمان"، وهو من بين الأشخاص الذين حدّدت السُّلطات التركية أنهم ضمن المشتبه فيهم.

وحسب تقرير لشبكة "CNN" الأمريكية، فقد نقل عن مصدر موثوق قوله: "إن الضابط رفيع المستوى مقرّب من الدائرة الداخلية لولي العهد السعودي".

وتحدثت وسائل إعلام تركية مؤخرا عن أن "مطرب أجرى 19 اتصالا مع السعودية يوم قتل خاشقجي؛ منها 4 مع مكتب سكرتير بن سلمان"، مؤكّدة أنه "منسّق العملية"، وأنه "تم استئجار الطائرتين باسمه".

خبير التجسس

شبكة "BBC" البريطانية، وفي إطار ما وصفته بتفاصيل مثيرة عن "مطرب"، قالت إنه أحد أعضاء الفريق المكوّن من 15 سعوديا والمشتبه بتورّطهم في مقتل "خاشقجي".

ونقلت عن مدرّب أوروبي أشرف على تدريب "مطرب" على القرصنة التكنولوجية قوله إنه قُدّم إليه بصفته "عميلا في الاستخبارات الأمنية".

التدريب، حسب "BBC"، شمل عدة مواضيع مثل إصابة أجهزة كمبيوتر الشخصيات المستهدفة بفيروسات لغرض التجسس، والحصول على معلومات عن تلك الشخصيات.

وهذه المعلومات تشمل كل شيء عن الشخصية؛ من تحديد أماكنها ومحادثاتها عبر التنصّت من خلال مايكروفون الجهاز نفسه، وكشف صورها وملفاتها وبريدها الإلكتروني وشبكة اتصالاتها، وكل شيء متعلّق بها.

وحسب المصدر نفسه، فإن "مطرب قضى أسبوعين عام 2011 يتلقّى التدريب حول استخدام التكنولوجيا حتى تستطيع الحكومة السعودية تنفيذ هجمات على الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر الخاصة بمواطنيها".

وكان المشتبه به خلال التدريب الذي جرى في مجمع عسكري بضواحي الرياض، كما يقول المدرّب: "يأتي ويذهب، وكنّا نطلق عليه الوجه المظلم؛ لأنه كان دائم العبوس، لقد كان يلتزم الصمت دائما".

ومضى بالقول: "إنه لم يكن بارعا في الجانب الفني. فقد قُسم الفريق إلى مجموعة تقوم بعمليات الاستخبارات، وأخرى كانت تُجري أعمال الرصد الرقمي، وأعتقد أنه (مطرب) كان ينتمي للمجموعة الأولى أكثر من الثانية".

يشار إلى أن مسؤولين وسياسيين دوليين بارزين اعتبروا أن الرواية السعودية الأخيرة بشأن مقتل "خاشقجي" شابها العديد من الخروقات، وأنها غير مقبولة، مشددين على ضرورة إظهار الحقيقة في تلك القضية.

وتتناقض الرواية السعودية الرسمية مع ما أعلنه ولي العهد "محمد بن سلمان" مبكرا من أن "خاشقجي" غادر القنصلية.

وتؤكد تقارير تركية، تعرض "خاشقجي" لتقطيع جثمانه، وسط تكتم سعودي على مصير الجثة إلى الآن.

المصدر | الخليج الجديد + متابعات

  كلمات مفتاحية

خبير التجسس ماهر المطرب مقتل خاشقجي القنصلية السعودية بإسطنبول اعتراف سعودي