برزت حالة من الخلاف بين الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وأعضاء في الكونغرس، بعد إعلان السعودية روايتها حول مقتل الصحفي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية المملكة بإسطنبول.
ومع أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أعلن أنه سيعمل مع الكونغرس على القضية، إلا أنه أبدى رغبته في ألا تؤثر أي عقوبات تفرضها بلاده على صفقات الأسلحة مع السعودية.
واعتبر "ترامب" أن الإعلان السعودي عن مقتل "خاشقجي": "خطوة أولى كبيرة وجيدة" في القضية.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض "سارة ساندرز"، في بيان: "سنواصل متابعة التحقيقات الدولية عن كثب في هذا الحادث المأساوي، وننادي بالعدالة في الوقت المناسب والشفافية ووفقا لكل الإجراءات القانونية الواجبة".
وأضافت: "نشعر بالحزن لسماع تأكيد وفاة السيد خاشقجي، ونحن نقدم تعازينا العميقة لعائلته وخطيبته وأصدقائه".
موقف الكونغرس
لكن أعضاء في الكونغرس عبروا عن تشككهم في تفسير المدعي العام السعودي، بأن شجارا اندلع بين "خاشقجي" والأشخاص الذين التقوا به عندما دخل إلى القنصلية السعودية بإسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول، وأن المشاجرة أدت إلى مقتله.
وكتب السناتور الجمهوري "ليندسي غراهام"، الحليف الوثيق لـ"ترامب"، والذي انتقد بشدة السعودية بعد اختفاء "خاشقجي"، على حسابه في "تويتر": "القول بأنني متشكك في الرواية السعودية الجديدة حول السيد خاشقجي هو قول غير كاف".
وأضاف "غراهام": "في البداية قيل لنا إن خاشقجي يفترض أنه ترك القنصلية وغادرها. وكان هناك إنكار شامل لأي تورط سعودي. والآن يزعمون أن معركة نشبت وقتل في القنصلية، وكل ذلك دون علم ولي العهد".
وخلص للقول: "من الصعب العثور على منطق في هذا (التفسير) الأخير واعتباره ذات مصداقية".
ويملك أعضاء الكونغرس سلطة منع مبيعات الأسلحة الأمريكية إلى السعوديةK فيما قال "ترامب"، الأسبوع الماضي، إنه لا يرى أي سبب لقطع مبيعات الأسلحة إلى السعودية ردا على اختفاء "خاشقجي".
لكن في وقت سابق من يوم الجمعة، قال "ترامب" متحدثًا قبل الإعلان السعودي عن مقتل "خاشقجي"، إنه قد يفكر في فرض عقوبات ضد السعودية بسبب اختفاء الصحفي، ومع ذلك أكد على أهمية العلاقة الأمريكية-السعودية. وذكر "ترامب" أن الكونغرس سوف يشارك في تحديد الرد الأمريكي.
انتقادات لـ"ترامب"
وأثار موقف "ترامب" وإدارته موجة من الانتقادات داخل الكونغرس، لتهربه من توبيخ الرياض، ولم يشر بيان البيت الأبيض، الجمعة، إلى موقف معين بشأن الإعلان السعودي عن مقتل "خاشقجي".
وقال السيناتور الديمقراطي الأمريكي "ريتشارد بلومنتال" لشبكة "سي إن إن" إن التفسير السعودي "يتحدى بشكل مطلق المصداقية" ودعا إلى إجراء تحقيق دولي في مقتل "خاشقجي".
وأضاف: "يبدو أن السعوديين يشترون الوقت ويحاولون شراء الغطاء، لكن هذا الإجراء يثير المزيد من الأسئلة أكثر مما يقدم أجوبة. وليس هناك من سبيل لانتظار العالم لمدة 30 يوما لتنفيذ تحقيق سعودي".
ووصف السيناتور الديمقراطي "كريس فان هولن" البيان السعودي بأنه "تستر".
وقال "فان هولن": "يجب ألا تكون الولايات المتحدة متواطئة في هذا التستر. نتطلع إلى ما ستقوله وكالات الاستخبارات لدينا".
يشار إلى أن مسؤولين وسياسيين دوليين بارزين اعتبروا أن الرواية السعودية الأخيرة بشأن مقتل "خاشقجي" شابها العديد من الخروقات، وأنها غير مقبولة، مشددين على ضرورة إظهار الحقيقة في تلك القضية.
وتتناقض الرواية السعودية الرسمية مع ما أعلنه ولي العهد "محمد بن سلمان" مبكرا من أن "خاشقجي" غادر القنصلية.
وتؤكد تقارير تركية، تعرض "خاشقجي" لتقطيع جثمانه، وسط تكتم سعودي على مصير الجثة إلى الآن.
