و. بوست منتقدة رواية السعودية حول خاشقجي: خرافة يصدقها ترامب

السبت 20 أكتوبر 2018 08:10 ص

انتقدت افتتاحية شديدة اللهجة لفريق تحرير صحيفة "واشنطن بوست" البيان السعودي حول طريقة مقتل الصحفي السعودي "جمال خاشقجي".

وقالت الصحيفة إن السعودية اعترفت الآن بأنها كذبت على العالم لمدة 17 يوما حول ما حدث للصحفي "جمال خاشقجي" عندما دخل قنصلية بلاده في إسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول، منتقدة الرواية السعودية التي تطلب من العالم الاعتقاد أن "خاشقجي" توفي بعد أن انخرط في "مشاجرة" مع المسؤولين الذين تم إرسالهم لمقابلته.

وقالت الصحيفة إقرار الرئيس الأمريكي "ترامب" بمصداقية البيان السعودي دليل على جهوده المخجلة في مساعدة النظام السعودي – وولي العهد على وجه التحديد- على التهرب من المساءلة الجادة.

وأكدت "واشنطن بوست" أن الرواية السعودية الجديدة لا تتناقض فقط مع الأدلة التي جمعتها السلطات التركية والصحفيين، لكنها تتناقض أيضا مع إفصاحات مجتمع الاستخبارات الأمريكي حيث يشير الجميع إلى "محمد بن سلمان" باعتباره المحرض على جريمة قتل متعمدة بدم بارد ووحشية أعقبها تمزيق جسد "خاشقجي".

وكما أوردت واشنطن بوست في وقت سابق فإن مسؤولين في المخابرات الأمريكية استمعوا إلى تسجيل صوتي في حوزة مسؤولين أتراك يزعم أنه يؤيد الرواية التركية حول كون "خاشقجي" قد قُتل بعد دقائق من دخوله القنصلية بواسطة فريق من 15 رجلا، وحددت الصحيفة 5 على الأقل من هذا الفريق كأعضاء في الفريق المكلف بالحماية الشخصية لولي العهد.

وكان أحد أعضاء فريق القتل الذين تم رصدهم هو "صلاح محمد الطبيقي" رئيس قسم الطب الشرعي في إدارة الأمن العام السعودية وأخصائي في التشريح. ووفقا للرواية التركية، فقد قام "الطبيقي" بقطع أصابع "خاشقجي" ورأسه بعد أن ارتدى سماعات الرأس ونصح زملاءه أن يفعلوا نفس الشيء.

ويدعي السعوديون أنه تم إرسال فريق أمني لمقابلة "خاشقجي" لأنه كانت هناك مؤشرات على إمكانية عودته إلى السعودية، وهنا تتساءل "واشنطن بوست": "لماذا يحتاج فريق مثل هذا لمتخصص في الطب الشرعي؟ ولماذا أرسل محمد بن سلمان أقرب معاونيه الأمنيين للقيام بذلك؟".

وتعقب الصحيفة بالقول إن"خاشقجي" لم تكن أي نية للعودة إلى المملكة، وأنه زار القنصلية من أجل الحصول على ورقة تسمح له بالزواج من امرأة تركية، وكان قد حصل على منزل جديد في إسطنبول.

وفي محاولة واضحة لتلبية مطالب المساءلة دون الإضرار بولي العهد اعتقل النظام بعض أعضاء الفريق الذي تم إرساله إلى إسطنبول وعدد من الموظفين القنصليين وتم طرد 4 من مسؤولي الاستخبارات إضافة إلى مستشار الديوان الملكي "سعود القحطاني".

 ومن الواضح أن "القحطاني"، الذي وضع قائمة سوداء لمنتقدي ولي العهد أصبح كبش الفداء لاستهداف خاشقجي رغم أن "القحطاني" غرد في وقت سابق مؤكدا أن " لا يقدح من رأسه" ولكن بتعليمات من الملك وولي العهد، كما رصدت الصحيفة الأمريكية.

وقال "ترامب"، الذي وصف الإجراءات السعودية بأنها "خطوة أولى جيدة" أنه لا يزال لديه العديد من الأسئلة ووعد بيان من البيت الأبيض "بمتابعة التحقيقات الدولية عن كثب في هذا الحادث المأساوي".

 لكن الحقيقة –وفق الصحيفة الأمريكية- أنه لا توجد تحقيقات دولية وفقط هناك تحقيق سعودي سطحي وتحقيق تركي يمكن أن يغلق بسرعة إذا وجد الرئيس "رجب طيب أردوغان" أن فعل ذلك مفيد سياسيا، على حد زعم الصحيفة.

وقالت "واشنطن بوست" إن السبيل الوحيد لتحديد حقيقة ما حدث هو تحقيق دولي حقيقي، بقيادة لجنة لجنة تعينها الأمم المتحدة، داعية الكونغرس إطلاق تحقيقه الخاص الذي يجب أن يشمل ما كانت إدارة "ترامب" تتآمر مع المسؤولين السعوديين للتغطية على مقتل الصحفي المرموق.

ودعت الصحيفة إلى معاملة المملكة العربية السعودية ونظامها كخارجين عن القانون من قبل كل جميع الذين يقدرون حقوق الإنسان وحرية التعبير، كما دعت الشركات التي انسحبت هذا الأسبوع من مؤتمر استثماري في الرياض يجب أن تستمر في تجنب الاتصال مع ولي العهد، وحثت جماعات الضغط في واشنطن رفض قبول المزيد من أمواله.

وختمت الصحيفة افتتاحيتها بدعوة الكونغرس إلى منع جميع مبيعات الأسلحة للسعودية، وإعادة النظر في أسس جديدة في العلاقات معها، في على أن تبدأ تلك العملية بتحديد الحقيقة الكاملة حول مقتل "خاشقجي" وتحميل مهندس العملية المحتمل "محمد بن سلمان" المسؤولية كاملة.

المصدر | الخليج الجديد + واشنطن بوست

  كلمات مفتاحية

مقتل خاشقجي ترامب مبيعات الأسلحة سعود القحطاني