بلومبرغ: السعوديون مصدومون ومكسورون بعد اعتراف حكومتهم بقتل خاشقجي

الأحد 21 أكتوبر 2018 12:10 م

أدى اعتراف السعودية، رسميا، بأن الصحفي والكاتب "جمال خاشقجي" قتل داخل قنصليتها في إسطنبول إلى صدمة بين العديد من السعوديين، الذين وجدوا أنفسهم فجأة في موقف حرج، بعد أن ظلوا يدافعون عن مزاعم رسمية أولية لحكومة المملكة مفادها أن الرياض لا علاقة لها بالأمر، هكذا رأت شبكة "بلومبرغ"، بعد استطلاعها رأي عدد من المواطنين السعوديين لما أعلنته حكومتهم من اعتراف علني بما حدث بعد أيام من الإنكار ثم الصمت.

ونقلت الشبكة عن أحد المواطنين السعوديين الذين استطلعت رأيهم فيما حدث (لم تذكر اسمه لعدم البطش به في المملكة)، قوله: "إنه يوم حزين للغاية بالنسبة لهذه الأمة، أنا حزين مما وصلت إليه هذه البلاد".

وأضاف: "لا يوجد بلد مثالي.. لكني اعتدت أن أكون فخورا بأن بلادي لديها أخلاق معينة تتماشى مع القيم العربية والإسلامية.. لقد فقدنا هذا إلى الأبد لسوء الحظ".

واعترفت السعودية، رسميا، في الساعات الأولى من صباح السبت، بأن "جمال خاشقجي" قتل داخل قنصليتها في إسطنبول، بعد شجار مع أشخاص (لم تسمهم)، لكنها قالت إنه تم توقيف نحو 18 شخصا في المملكة بهذه التهمة، وأنه سيتم إحالتهم إلى العدالة.

وقالت شابة سعودية أخرى، في الثلاثينيات من العمر: "أنا غاضبة جدا مما حدث، أمقت أسلوب المسؤولين في بلادنا في تعذيب المعارضين وقتلهم، سمعنا عن بعض من هذه القصص في الثمانينيات، واعتقدنا أنها كانت من الماضي الذي يجب نسيانه، لكنها تبدو مستمرة إلى الآن"، بحسب "بلومبرغ".

وأردفت أخرى، تبلغ من العمر 24 عاما: "لماذا لم يقولوا أين رموا الجثة؟.. إذا كان قد مات في القنصلية بهذه البساطة بعد دخوله، فلا ينبغي أن يستغرق البحث عن جثته كل هذا الوقت!".

وبلهجة حزينة تحدث مواطن، قائلا: "أنا مكسور للغاية الآن، اعتقدت أن الأتراك هم من فعلوا ذلك" (في إشارة إلى الاتهامات من مؤيدي الحكومة السعودية على مواقع التواصل في بدايات القضية بأن خصوم المملكة، مثل قطر وتركيا، أو جماعة الإخوان المسلمين كانت وراء اختفاء خاشقجي).

وأشار آخر إلى أنه لا يصدق أن الأمير "محمد بن سلمان" لم يكن يعرف شيئا عما حدث، كما يقال، خاصة إذا كان القحطاني متورط في القضية، وهو ما بدا بسبب إقالته المفاجئة على هامش إعلان السعودية عن روايتها، رغم أن السلطات لم تربطه مباشرة بالأمر.

ولفتت "بلومبرغ" إلى محاولة بعض مؤيدي الحكومة السعودية، حتى الآن، تجميل وجه النظام، باعتبار أن اعتراف المملكة بمقتل "خاشقجي" داخل القنصلية هو نوع من الإنصاف والعدل، حيث دشنوا وسم "مملكة العدل" واحتل صدارة "تويتر" في السعودية، صباح السبت.

وأكدت الشبكة الأمريكية أن عددا من المواطنين السعوديين الذين استطلعت آراءهم لا يعترفون بالرواية الرسمية لحكومتهم، والتي تم إعلانها، منذ ساعات، ولا يقتنعون بها.

ولفتت "بلومبرغ" إلى تصريح ولي السعودي "محمد بن سلمان" في لقاء معها، بعد اختفاء خاشقجي بيوم واحد، قال فيه إن الصحفي السعودي غادر مقر القنصلية بعد دقائق من دخوله إليها.

وقالت إنه، تحت ضغوط دولية متزايدة، بدأت المملكة تتخلى عن إنكارها لمسؤوليها عما حدث لـ"خاشقجي"، وأمر العاهل السعودي بإجراء تحقيق داخلي في الأمر.

وأشارت إلى أنه بينما وجدت الرواية السعودية الجديدة قبولا سريعا لدى الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب"، فإنها واجهت شكوكا واسعة في الكابيتول الهيل، وعواصم غربية متعددة، لاسيما أن وسائل إعلام قالت إن لدى تركيا تسجيلات وأدلة أخرى تثبت تعرض "خاشقجي" للاغتيال بعد دخوله القنصلية السعودية بدقائق، على يد فريق أرسل لهذا الغرض، قبل أن يتم تقطيع جثته.

وأوضحت أن تلك الأزمة كشفت عن ضعف الأمير "محمد بن سلمان"، البالغ من العمر 33 عاما، في الوقت الذي يواجه فيه أقوى تساؤلات حول حكمه بين المتشككين في الخارج منذ تعيينه وليا للعهد، العام الماضي، وكان المستشار بالديوان الملكي "سعود القحطاني" الذي أقيل، السبت، أحد أقرب مساعدي ولي العهد الموثوقين.

  كلمات مفتاحية

السعودية جمال خاشقجي مقتل خاشقجي بلومبرغ صدمة مواطنون سعوديون