صاندي تايمز: لا أحد يصدق الرواية السعودية عن خاشقجي

الأحد 21 أكتوبر 2018 01:10 ص

قالت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية إن حلفاء السعودية حول العالم عبروا عن شكوكهم بشأن الرواية السعودية حول مقتل الصحفي "جمال خاشقجي" داخل قنصلية المملكة بإسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وأشارت الصحيفة في تقرير لمراسلتها في إسطنبول "لويزا كالاهان"، إلى أن السعودية حاولت تحميل مسؤولية مقتل "خاشقجي" لمسؤولين بارزين، بعدما اعترفت أخيرا بمقتل الصحفي الشهير.

وأوضحت "كالاهان" أن "التحول في موقف الحكومة السعودية جاء في منتصف ليلة الجمعة، عندما قالت إن خاشقجي قتل نتيجة مشاجرة داخل القنصلية، وأعلنت وزارة العدل السعودية عن اعتقال 18 شخصا، يعتقد أن منهم 15 شخصا أرسلوا خصيصا لاعتقال خاشقجي".

وذكر التقرير أنه رغم تعبير وزارة الخارجية عن حزنها لما حدث، إلا أنها لم تشجب هذه العملية، وألمحت إلى أنهم كانوا يعملون بناء على أوامر من الديوان الملكي من أجل جلب "خاشقجي" إلى الرياض.

ولفتت "كالاهان" إلى التصريحات الصادرة من مسؤولين سعوديين حول إعطاء جثة "خاشقجي" لأحد المتعاونين معهم للتخلص منها، فيما تقول السلطات التركية إنها تبحث في غابة بلغراد القريبة من إسطنبول.

ويستمر تشكيك مؤيدي "خاشقجي" في إسطنبول في رواية الرياض، حيث اجتمعوا أمام القنصلية السعودية، وطالبوا بأجوبة عن أسئلتهم، قائلين: "هل اختطفوه؟ وأين أخذوه؟ وكيف فعلوا هذا؟ الأسئلة لا تهم"، وقالوا: "الأمر الوحيد الذي يهم الآن، أعطونا جمال حتى نقيم له جنازة".

وأفادت الكاتبة أن الرؤوس في داخل السعودية بدأت بالتطاير، حيث بدا أن الحكومة تحرف المسؤولية إلى المسؤولين الكبار، مشيرة إلى عزل "سعود القحطاني" المقرب من ولي العهد "محمد بن سلمان"، الذي كتب العام الماضي تغريدة، قال فيها إنه لم يتصرف أبدا دون أمر الملك أو ولي عهده.

وطالت الإقالات نائب رئيس المخابرات "أحمد عسيري"، الذي يعتقد أنه كان من الذين شاركوا في حملات اعتقال الأمراء ورجال الأعمال.

وذكرت الصحيفة أن شبكة أنباء "سي إن إن" نقلت عن السفير الأمريكي السابق في الرياض "جيرالد فيرستين"، وصفه "عسيري" بـ"الرجل الجيد" الذي لم يكن ليشارك في عملية خطف "خاشقجي" دون تنسيق من رئيسه.

وأشار التقرير إلى أن قضية "خاشقجي" الملتهبة كانت بمثابة امتحان للعلاقات الأمريكية السعودية، وشوهت سمعة ولي العهد الأمير "محمد بن سلمان".

وعلقت "كالاهان" قائلة: "البيان السعودي جاء على خلاف ما ورد في التسريبات التركية الملطخة بالدم، التي تحدثت عن تعذيب وقتل وتقطيع لخاشقجي"، لافتة إلى أن المسؤولين في "سي آي إيه" استمعوا إلى التسجيلات التي قدمها لهم المسؤولون الأتراك.

وبحسب التقرير، فإن "الأعداء والأصدقاء لا يصدقون سفر وفد سعودي إلى إسطنبول لاختطاف أو قتل معارض دون أمر من القيادة".

وقال السيناتور الديمقراطي "جاك ريد": "يبدو أن هناك خطة مدروسة للعمل، وتبعتها خطة للتغطية، ولا تحضر 15 رجلا بمنشار عظام لملاكمة رجل في الستين من عمره".

وذكر التقرير أن الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" لعب لعبة ذكية طوال الأزمة، حيث لم يقل الكثير، وتجنب المواجهة مع السعودية، لكنه سمح للمسؤولين بتسريب المعلومات من أجل دفع أمريكا والغرب للضغط على السعودية، وتأكيد مسؤوليتها عن مقتل "خاشقجي"، مشيرة إلى أن تركيا زادت الضغط عندما هدد وزير العدل التركي بالكشف عن المعلومات كلها.

ورغم وعود السعودية بتحديد المسؤول عن مقتل "خاشقجي"، إلا أن هناك دعوات لتحقيق دولي وفرض عقوبات على السعودية.

وختمت "صنداي تايمز" تقريرها بالإشارة إلى قول دبلوماسي غربي: "هناك فزع"، لافتا إلى أنه "لا يوجد احتمال لسحب الدعم من بن سلمان، فقد ربطوا أنفسهم به، وهناك قلق في المنطقة من هشاشة السعودية".

المصدر | الخليج الجديد

  كلمات مفتاحية

رواية سعودية مقتل خاشقجي القنصلية السعودية بإسطنبول محمد بن سلمان تحقيقات